قالت القناة "13" العبرية مساء يوم الثلاثاء إن مندوب الجيش الإسرائيلي في طاقم المفاوضات المتعلقة بملف الأسرى اللواء احتياط نيتسان ألون، استقال من منصبه.
وذكرت القناة العبرية نقلا عن مصادر، أن اللواء ألون استقال على خلفية إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على منع توسيع صلاحيات الوفد المفاوض.
و أشار مسؤولون أمنيون تحدّثوا للقناة الإسرائيلية 13، إلى أن قرار ألون يأتي بعد عمل "شاقّ" طيلة خمسة شهور كان يُفترَض أن يتمّ تسريحه فيها، أوضحوا أن "مستوى الإحباط" لديه من التعامُل الإسرائيليّ مع ملفّ الأسرى، قد "فاض".
وأضاف المسؤولون أنفسهم، أنه يشعر أن المسؤولين السياسيين لا يقومون بكل شيء، أو كل ما هو مطلوب، من أجل التوصّل إلى صفقة تبادُل أسرى.
وذكرت المصادر أنه "لو لم يشعر بهذه الطريقة، لما تقاعَد".
وخيَّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، آمال الطاقم المهني المختص بملف مفاوضات الأسرى، ورفض توسيع صلاحياته، في وقت أصبح الغموض هو العنوان السائد لهذا الملف.
وذكرت قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث العبرية، السبت الماضي، أن توسيع صلاحيات طاقم المفاوضات المكلف بملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، جاء كضرورة ملحة في ظل جمود الموقف، إلا أن الخطوة تصطدم بموقف نتنياهو الرافض.
وأشارت القناة إلى أن قسما من الوزراء وكذلك المستوى المهني العامل على هذا الملف طالبوا رئيس الوزراء بمنح صلاحيات أكبر لطاقم التفاوض.
ولفتت إلى أن هذا يعني أن الطاقم كان يضطر لإنهاء جلسات المفاوضات السابقة، حين تصل الأمور إلى مرحلة يتعين عليه الرد على نقاط محددة؛ إذ لا يمتلك صلاحية الرد.
أفكار خلاقة
وزعمت القناة أن حماس ترغب في الجمود الراهن بملف الأسرى، وترغب بدلًا من الوصول إلى صفقة قبل رمضان في التصعيد على شتى الجبهات.
وأضافت: "في المقابل تقول حماس إنها لن تسمح بأن يكون مسار المفاوضات بلا أفق، في ظل استمرار الحرب على غزة وتجويع الشعب الفلسطيني، وتطالب بإنهاء تلك الحرب كشرط للصفقة".
وبحسب التقرير، فإن مسؤولي المؤسسة الأمنية المكلفين بملف المفاوضات، مثل رئيس "الموساد" دافيد برنيَّاع، ورئيس "الشاباك" رونين بار، واللواء (احتياط) نيتسان ألون، كانوا قد ناقشوا، يوم الأربعاء الماضي، مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ضرورة توسيع صلاحيات طاقم التفاوض.
ونقل عن مصادر ذات صلة، أن الاجتماع تطرق لضرورة العثور على "أفكار خلاقة" من شأنها أن تؤدي إلى إحراز تقدم في المفاوضات بشأن أية صفقة محتملة.
وأكدت أنه في أعقاب الاجتماع، رفض نتنياهو طلب فريق التفاوض الذي وصله، دون أن توضح ما إذا كان وزير الدفاع يؤيد موقف نتنياهو أم يعارضه، لكنها أشارت إلى أن القرار الأخير سيصدر في الأيام القريبة.
حلقة مفرغة
وكانت تقارير إعلامية أفادت في منتصف فبراير/شباط الماضي، أن الزيارة التي أجراها وفد التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة وقتها، شهدت أزمة، سببها رفض توسيع صلاحيات هذا الوفد، وكشفت أن نتنياهو طلب من الوفد "الاستماع" فقط دون الرد.
وأبلغ اللواء نيتسان ألون، المكلف من قبل الجيش بهذا الملف، رئيس الوزراء أن لديه أفكارا جديدة سيعرضها بالقاهرة، إلا أن نتنياهو رفض، وطلب منه الاستماع دون تقديم طرح جديد، ومن ثم امتنع ألون عن السفر ضمن الوفد الذي زار القاهرة في ذلك الحين.
وأبدت مصادر إسرائيلية دهشتها من سياسة نتنياهو الرامية لتقييد عمل الوفد الإسرائيلي لملف المفاوضات، وما يحمله الأمر من انعكاسات؛ إذ يعني تقليص صلاحيات المفاوضين حلقة مفرغة من المفاوضات ورحلات لا تتوقف لعقد مقابلات مع الوسطاء، دون القدرة على الرد على أسئلتهم ومقترحاتهم في الوقت الصحيح.
وكان مسؤولون أمريكيون قد حذروا من أن تعطيل نتنياهو لصفقة تبادل الأسرى مع حماس، لأغراض سياسية داخلية سيعني صداما مباشرا مع البيت الأبيض، حسبما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مطلع الشهر الجاري.