مجلة فرنسية: هل بإمكان حرب غزّة أن تسقط جو بايدن في الانتخابات الرئاسية؟

الثلاثاء 12 مارس 2024 03:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
مجلة فرنسية:  هل بإمكان حرب غزّة أن تسقط جو بايدن في الانتخابات الرئاسية؟



واشنطن/سما/

تحت عنوان: “الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. هل تستطيع الحرب في غزة إسقاط جو بايدن؟”، قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إن الرئيس الأمريكي يُدرك أن الحرب التي تشنّها إسرائيل على “حماس” تضعه في موقف صراع بين ضرورتين حاسمتين لإعادة انتخابه.

وأضافت المجلة أن معضلة الرئيس الأمريكي تلخصها ليلى العبد، الناشطة الديمقراطية من ميشيغان، في جملة واحدة: “جو بايدن يموّل القنابل التي تسقط على أقارب العائلات التي تعيش هنا”.

ثقل التاريخ، وتقاليد دعم إسرائيل، وأهمية الجالية اليهودية في بلاده، تجبر الرئيس الأمريكي على دعم الدولة العبرية في حربها الانتقامية ضد “حماس”، بعد مجازر 7 أكتوبر، لكن الواجب الإنساني على كل فرد في مواجهة فقدان العديد من الأرواح البريئة، بل وأكثر من ذلك عندما يتعلق الأمر بمسؤول أمريكي يدعي الانتماء إلى حزب ديمقراطي تشكّل حقوق الإنسان إحدى قيمه الأساسية، فعليه أن يفعل كل ما في وسعه لوقف المذبحة التي يتعرض لها المدنيون جراء الحرب في غزة، تقول “لوبوان”، مشيرة إلى أن بايدن أعرب عن أمله في وقف إطلاق النار في شهر رمضان، بدون جدوى، إذ لم ينجح، حتى الآن، بل إنه اعترف، على نحو مؤسف، أنه خلافاً للالتزامات التي قطعها على نفسه، لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع بداية شهر رمضان.

ورأت المجلة أنه حتى لو دان الآن علناً سياسات رئيس الوزراء نتنياهو، “التي تضر إسرائيل أكثر مما تنفعها”، فإن جو بايدن يعلم أنه سيتم الحكم عليه على أساس قدرته على وقف الصراع.

تسبّبت الغارات والهجمات البرية بلا شك في مقتل أكثر من 30 ألف شخص في غزة، إذا رجعنا إلى الأرقام الصادرة عن الهلال الأحمر الفلسطيني، والتي صدق عليها رئيس الولايات المتحدة أيضًا.

عملية واسعة النطاق للغاية
وهذا هو سبب خطته الجريئة التي أطلقها يوم الخميس الماضي خلال خطابه عن حالة الاتحاد: بما أن غزة لا يوجد بها ميناء للمياه العميقة، فقد قرر إنشاء ميناء عائم متصل بالساحل على بعد كيلومتر واحد من الشاطئ عن طريق البحر. ستستخدمه الشاحنات الخفيفة لنقل ما يصل إلى مليوني وجبة يوميًا إلى سكان غزة. ويشير البنتاغون إلى أن الولايات المتحدة لديها ممارسة معينة تتمثل في استخدام هذه الموانئ المؤقتة لتقديم المساعدات الطارئة للسكان المدنيين. وقد تم تنفيذ مثل هذه العمليات في الماضي في هايتي وليبيريا وإندونيسيا. ولكن في كل مرة، كان الأمر يتعلق بمساعدة اللاجئين بعد وقوع كارثة طبيعية.

أما في غزة، فالأمر يتعلق بمساعدة ضحايا الحرب المستمرة. الأمر الذي سيتطلب إجراءات حماية عسكرية، سواء لإنشاء الميناء العائم، أو من ثم حمايته. حتى لو كان من غير الوارد أن تطأ أقدام الجنود الأمريكيين الساحل. ومن المفترض أن تستغرق العملية شهرين، وأن يحشد فيها ألف عسكري أمريكي.

تقول “لوبوان” إن تجربة إسقاط الطرود الغذائية من الجو أظهرت حدودها ومخاطرها، حيث أسفرت إحدى العمليات عن مقتل 5 أشخاص وعشرات الجرحى. ولكن حتى هذه الخطة الجريئة تثير الشكوك بين العاملين في المجال الإنساني على الأرض. وأعلنت سيغريد كاد، منسقة الأمم المتحدة المسؤولة عن المساعدات المقدمة للمدنيين في غزة ألا شيء يمكن أن يحل محل تسليم المساعدات الغذائية بالشاحنات. وهو ما لا تقبله إسرائيل إلا باعتدال.

هل التصويت العربي في ميشيغان داعم أساسي؟
ومضت “لوبوان” قائلة إن جو بايدن يعلم أنه يلعب ورقة إعادة انتخابه على قدرته على عدم التخلي عن إسرائيل من خلال الاستمرار في تزويدها بالأسلحة، مع حماية المدنيين الفلسطينيين قدر الإمكان من هذه الأسلحة نفسها، وقبل كل شيء، من خلال السماح لهم البقاء على قيد الحياة.

وأشارت “لوبوان” إلى نحو ستة ملايين عربي يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في كاليفورنيا ونيوجيرسي ونيويورك، ولا سيّما في  ميشيغان، وهي إحدى الولايات التي يمكن أن تندرج ضمن معسكر أو آخر. خلال الانتخابات التمهيدية، التي جرت في 29  شباط/ فبراير الماضي، كان شعار المجتمع العربي هو معاقبة بايدن على افتقاره إلى الحزم في مواجهة كارثة غزة من خلال التصويت الأبيض. وتوقع النشطاء من أجل هذه القضية جمع 10  آلاف صوت، فكان هناك 50 ألف صوت.

وفي عام 2020، صوّت64%  من المسلمين الأمريكيين لصالح بايدن. تمامًا مثل غالبية الطلاب في الحرم الجامعي الذين يتظاهرون إلى جانب الفلسطينيين منذ بداية الحرب في غزة والذين، دون التصويت لترامب، يمكنهم الانضمام إلى الحركة “غير الملتزمة” (الحياد) في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

 لقد حان الوقت لكي يقنع بايدن الإسرائيليين، بطريقة أو بأخرى، بأن تدمير غزة يجب أن ينتهي دون تأخير، تقول “لوبوان”.