قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إنّ "واشنطن لم تتسلّم من الحكومة الإسرائيلية خطة بشأن رفح"، مشيراً إلى أنّ موقف الإدارة الأميركية أنه "لا ينبغي التوجّه جنوباً وتعقيد المعاناة الإنسانية".
وأضاف ميلر، في مؤتمرٍ صحافي، أنّ موقف واشنطن هو أنّ الدخول إلى رفح ينبغي أن يستند إلى خطة واضحة لإيصال للمساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أنه "في غياب ذلك، المسؤولية تقع على الجانب الإسرائيلي لتوفير ما طلب منها من الإدارة الأميركية".
ولفت إلى أنّ "الميناء المؤقت برز كسبيلٍ آخر لإيصال المساعدات الإنسانية نظراً إلى أنّ المعابر ليست آمنة للآن، ونتشاور مع الأطراف المعنية لتحسين إدخال المساعدات عبر المعابر".
وأشار إلى أنّ واشنطن رصدت بعض التحسّن في حركة الشاحنات خصوصاً في جنوبي القطاع، مشيراً إلى أنه لا يستطيع التنبؤ بموعد دخول وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.
وأكد المتحدث الأميركي أنّ بلاده تؤيد "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبانتظار تسلّم تفاصيل الخطة الإسرائيلية بشأن عملية رفح المرتقبة".
كذلك، لفت إلى أنّ الإدارة الأميركي تواصلت مع تركيا بشأن طبيعة الحكم المقبل في غزة، إضافةً إلى مسائل أخرى تهم استراتيجية حلف "الناتو" في الإقليم.
يُشار إلى أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد السبت، أنه لن يتخلى عن "إسرائيل" أبداً، وذلك في دلالة جديدة تكشف مدى تناقض المواقف الأميركية بشأن غزة، وحجم دعم واشنطن للعدوان على القطاع رغم بعض الـ"تصريحات ذات الطابع الإنساني" التي تطلقها بين الحين والآخر.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة (أم.أس.أن.بي.سي)، ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح ستكون خطاً أحمر بالنسبة له مع نتنياهو، قال بايدن "إنه خط أحمر لكنني لن أتخلى عن إسرائيل قط".
وتكشف التصريحات الأميركية المتناقضة مدى النفاق الأميركي، والذي يتجلى في لجوء الإدارة الأميركية إلى العناوين الإنسانية، في الوقت الذي تستطيع فيه إنهاء معاناة سكان القطاع، عبر الضغط على كيان الاحتلال لوقف العدوان، وتجميد مساعداتها العسكرية والمالية لـ"جيش" الاحتلال الذي يتسبّب بهذه المعاناة ويواصل تنفيذ الإبادة الجماعية بحق سكان القطاع.