حرب غزة ومستقبل بنيامين نتنياهو السياسي..

الجمعة 08 مارس 2024 09:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حرب غزة ومستقبل بنيامين نتنياهو السياسي..



كتبت حلا حورية:

في الآونة الأخيرة، شهدت غزة موجة عُنف شديدة بين إسرائيل وحركة حماس، بعد معركة طوفان الأقصى التي هزت إسرائيل، مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا وتدمير الممتلكات، الأمر الذي يتعين بموجبه على المجتمع الدولي والزعماء السياسيين في العالم، اتخاذ خطوات ملموسة وبحسم شديد، لإيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتسوية سياسية يمكن من خلالها انقاذ الفلسطينيين.

وعند النظر إلى مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي، يجب أن نأخذ في الاعتبار عدة معطيات، منها التحديات الإقليمية، وواقع المنطقة الحالي، وكذلك التطورات السياسة الداخلية في إسرائيل، إذ أنه تعتبر إدارة نتنياهو التي أثارت جدلًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والسياسة الداخلية، هي المحرك الأساس لكل أزمات المنطقة، وليس في فلسطين فقط، ومن المهم في هذا الإطار، النظر لـ نتنياهو ولإسرائيل عموماً على أنهما عاملان لعدم تحقيق الاستقرار والأمان في المنطقة، لا سيما أن الاكتفاء ببناء علاقات دبلوماسية قوية مع جيران إسرائيل، والعمل على حل النزاعات بطرق سلمية، لا يتم تحقيق السلام الذي تنشده المنطقة والفلسطينيين، ومن هنا يجب أن يتم الضغط إقليمياً ودولياً على نتنياهو، لإجباره على التوصل إلى تفاهم يضمن السلام والاستقرار في عموم المنطقة.
من المهم الإشارة، إلى أن مستقبل بنيامين نتنياهو السياسي مع الأوروبيين يعتمد بشكل كبير على تطورات العلاقات الدولية والتحديات السياسية الراهنة، حتى الآن، كانت هناك توترات بين إسرائيل وبعض الدول الأوروبية بسبب سياسات الاستيطان وحرب غزة والصراع في الشرق الأوسط، ومن المهم في هذا الإطار، أن تقوم القارة العجوز بإجراءات يتم من خلالها الانتقال نحو السلام والاستقرار، وتحييد نتنياهو صانع الحروب عن القرار السياسي والعسكري.

مؤخراً برزت أصوات في الاتحاد الأوروبي، تطالب نتنياهو بالسعي لتقديم رؤيته للسلام والاستقرار في المنطقة بهدف استعادة الثقة وتعزيز التعاون مع الدول الأوروبية، لكن يبقى التساؤل، هل يمكن أن تسهم الجهود الدبلوماسية في تخفيف التوترات وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في سبيل بناء مستقبل مشترك يعود بالفائدة على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
يبدو واضحاً أن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، تسعى لاشعال المنطقة، معتمدة في ذلك على دعم واشنطن والغرب عموماً، فضلاً عن الدعم العربي والخليجي الضمني لنتنياهو، وبالتالي فإن مستقبل نتنياهو السياسي يجب أن ينتهي، لأن استمراره كصانع قرار سياسي وعسكري، سيكون له تداعيات كثيرة على المنطقة، ومن هنا بات واضحاً أيضاً سبب استمرار الحرب في غزة، لأن بتوقف الحرب سيكون في اسرائيل مشهداً جديداً لا وجود لنتنياهو به، وبهذا فإن ملفات الفساد ستفتح أمام نتنياهو مستقبلاً قاتماً، خاصة أن المعارضة الإسرائيلية تعمل في هذا الاتجاه، الأمر الذي يهدد مستقبل نتنياهو السياسي.
كاتبة وصحافية سورية