ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير أعدته ليز إلدرمان، أن سلسلة مقاهي “ستاربكس” تقوم بتسريح الموظفين في فروعها المنتشرة بالشرق الأوسط؛ بسبب المقاطعة المرتبطة بحرب غزة.
وشهدت فروع الشركة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، تراجعا في المرتادين والزبائن بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة. وقالت إن ستاربكس تكبدت خسائر في فروعها، وبدأ واحد منها بتسريح العاملين لديه.
فقد أكدت مجموعة الشايع في الكويت، والتي تملك حق إدارة ستاربكس في الشرق الأوسط، بأنها ستخفض أعداد العاملين في فروع سلسلة المقاهي بواقع 2,000 وظيفة في المنطقة، وذلك “بسبب استمرار التحديات في ظروف التبادل التجاري والمستمرة منذ ستة أشهر”.
ومنذ بداية الحرب في غزة، أُجبرت ستاربكس على تغيير المفاهيم عنها، وأنها دعمت وحتى موّلت الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي.
وأصدرت الشركة بيانا في تشرين الأول/ أكتوبر، وصفت فيه المزاعم هذه بالكاذبة، لكن البيان لم يؤد إلى تخفيف حدة المقاطعة لفروعها حول المنطقة. وقالت مجموعة الشايع التي تدير أكثر من 1,900 فرع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتوظف أكثر من 19,000 شخص، في بيان لها، إنها ستوفر الدعم المطلوب للموظفين المتضررين وعائلاتهم.
ويضيف خفض أعداد العاملين في الشرق الأوسط إلى الدراما التي تواجه الشركة في الولايات المتحدة، حيث رفعت إدارة ستاربكس وموظفوها دعاوى ضد بعضهم البعض، وذلك بعدما عبّر اتحاد العاملين في الشركة عن دعمهم للفلسطينيين.
وأثّرت المقاطعة على مبيعات الشركة وفروعها في ماليزيا. وذكرت شركة بيرجايا فود بيرهاد، والتي تدير سلسلة من المطاعم والمقاهي في جنوبي شرق آسيا، تراجعا في مبيعات الشهر الماضي بنسبة 38% حيث ابتعد المستهلكون عن فروعها والبالغ عددها 400 فرع. كما تراجعت أسهم الشركة بنسبة 20% في تشرين الأول/ أكتوبر.
وناشد مؤسس الشركة فينسينت تان، المستهلكين في ماليزيا التوقف عن المقاطعة، حيث قال للصحافيين يوم الإثنين، إنها تضر بالماليزيين. وقال: “أعتقد أن على من يقاطعون ستاربكس معرفة أنها شركة تملكها ماليزيا”، و”لا يوجد أي أجنبي يعمل في مقر الشركة، ونسبة المقاهي توظف ما بين 80-85% من المسلمين، وهذه المقاطعة لا تنفع أحدا”.
ونشر موقع ستاربكس في ماليزيا منشورا قال فيه إن الشركة لا تحمل أجندة سياسية ولا تستخدم أرباحها لتمويل أي حكومة أو عمليات عسكرية، و”من المهم الملاحظة أن ستاربكس لا فروع لها في إسرائيل”، وقال إن الشركة أنهت شراكتها مع إسرائيل في 2003. وتم نشر منشور مشابه في فروع الشركة بالشرق الأوسط.
وفي كانون الثاني/ يناير، خفضت ستاربكس من توقعاتها للمبيعات العالمية السنوية، ذلك أن الحرب أضرّت بمبيعاتها في الشرق الأوسط. وقال المدير التنفيذي لاكسمان ناراسيمهان، إن الشركة عانت كثيرا من تراجع المرتادين ومبيعاتها في المنطقة، وذلك بسبب الاحتجاجات والمقاطعة. وقال إن الوضع قد يؤثر على مبيعاتها في الولايات المتحدة نظرا للمفاهيم الخاطئة عن موقفنا.
ويمكن رؤية مطالب من الشركة للتعبير عن موقف واضح من الحرب في منصات التواصل الاجتماعي. ونفت الشركة في بيان لها بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة، أن يكون مديرها السابق هاوارد شولتز قدّم الدعم المالي لإسرائيل. وقالت إنها ستواصل توسيع عملياتها في الشرق الأوسط والتعاون مع مجموعة الشايع لتطوير خطط في المنطقة، لكن هذه الخطط تواجه تحديات، على الأقل في الوقت الحالي.