أبلغ البيت الأبيض دولة الاحتلال الإسرائيلي بأن دولاً عربية تعكف على صياغة خطة لـ"اليوم التالي" بعد الحرب في قطاع غزة، تتضمن بنداً يقضي بـ"دمج حركة حماس في منظمة التحرير الفلسطينية"، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول" عن هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وأكدت الهيئة أنه "بالتزامن مع مفاوضات التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، تجري الولايات المتحدة محادثات مع دول عربية (لم تسمّها) بشأن اليوم التالي للحرب".
وقال المصدر ذاته إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت إسرائيل بأن الخطة التي تعكف دول عربية على صياغتها "قد تتضمن بندًا يقضي بدمج حركة حماس في منظمة التحرير الفلسطينية"، مشيرة إلى أنّ "إدارة بايدن تضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء مناقشة وزارية في هذه القضية".
وخلال زيارته إسرائيل يوم الخميس، حثّ المبعوث الخاص للرئيس بايدن، بريت ماكغورك، نتنياهو على إجراء مناقشة وزارية في مسألة "اليوم التالي" للحرب. وحذر المبعوث الأميركي من أنه "إذا لم تتخذ إسرائيل قرارات، فإن الدول العربية والولايات المتحدة ستمضي قدماً في القضية من دونها"، بحسب هيئة البث.
وفي أكثر من مناسبة، صرّح مسؤولون إسرائيليون، من بينهم نتنياهو، بأنه "لن يوقف الحرب على قطاع غزة إلا بالقضاء على حركة حماس وقدراتها العسكرية".
وفي وقت سابق الجمعة، انطلق مؤتمر باريس بحضور الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس "الموساد" ديفيد برنيع، ومشاركة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
وتجري المحادثات وسط تفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان نحو 10 مارس/ آذار المقبل. والأسبوع الماضي، تعثرت اجتماعات استضافتها القاهرة وسط رفض الاحتلال الإسرائيلي مطلب حركة حماس بإنهاء الحرب على قطاع غزة،.
وفي 13 فبراير/ شباط الجاري، قرر نتنياهو عدم إعادة وفده إلى القاهرة لمزيد من المحادثات، لكنه وافق في 22 من الشهر نفسه على إرسال وفد إلى باريس، لإجراء محادثات تتعلق بإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، وفق الهيئة.
وسبق أن نجحت الوساطة القطرية والمصرية في التوصل إلى هدنة بين حركة حماس وإسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني، واستمرت لأسبوع، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشنّ إسرائيل، التي تخضع لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 29 ألفاً و514 شهيداً، و69 ألفاً و616 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.