حذرت صحيفة “تشاينا ديلي” الصينية من الخطورة المترتبة على استخدام الإدارة الأمريكية لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ويطالب القرار الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن الدول العربية “بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية يجب احترامه من قبل جميع الأطراف”.
ورأت الصحيفة أن القرار الذي حصل على دعم 13 من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن الدولي، مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت، يمثل صوت غالبية الدول وإرادة المجتمع الدولي الذي يريد وضع حد للقتل العشوائي الذي ترتكبه إسرائيل في غزة.
وأشارت إلى ما قاله عمار بن جامع، سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن الدولي “لا يمكنه تحمل السلبية” في مواجهة ما يتكشف في غزة، وإن الصمت “ليس خيارا قابلا للتطبيق”.
وأعادت “تشاينا ديلي” إلى الذاكرة بأن واشنطن تحمي إسرائيل باستمرار من أي تحرك في الأمم المتحدة، وقد استخدمت في السابق حق النقض (الفيتو) ضد قرارين آخرين لمجلس الأمن الدولي منذ بدء الصراع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
واستعرضت الصحيفة الرأي الأمريكي الذي أعلنته سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد التي قالت “إن واشنطن استخدمت حق النقض ضد القرار بسبب مخاوف من أن القرار سيعرض للخطر المحادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر (التي تسعى إلى التوسط) في “وقف مؤقت” للحرب وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس”.
لكن الصحيفة الصينية رفضت هذا الموقف الأمريكي وكتبت “إن هذا العذر غير مقنع، فالمحادثات التي أشارت إليها (واشنطن) شيء ومشروع القرار الأممي شيء آخر. وبما أن المحادثات الرباعية من المفترض أن تسعى إلى تحقيق وقف إطلاق النار، فلماذا لا تستطيع الولايات المتحدة دعم قرار الأمم المتحدة؟ كيف يمكن لتمرير القرار أن يعرض المحادثات للخطر؟ وإذا كان لقرار الأمم المتحدة أي تأثير، فإنه لن يؤدي إلا إلى تعزيز نجاح المحادثات”.
وبالاشارة إلى رفض السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ما قيل بأن الفيتو كان أحدث جهود الولايات المتحدة لتغطية غزو بري إسرائيلي وشيك لمدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، أضافت الصحيفة أن الدول الأخرى لا تستطيع إلا أن تفكر بشكل مختلف، حيث لا يوجد أي تفسير آخر لتصويت الولايات المتحدة ضد القرار (إلا دعم الهجوم الإسرائيلي المرتقب).
وختمت الصحيفة الصينية بالتحذير قائلة: إذا تم شن الهجوم (الإسرائيلي)، فمن المحتم أن يقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء وستكون هناك كارثة إنسانية جديدة في مدينة رفح.