ينتشر الجوع بشكل مخيف في مدينة غزة وشمال القطاع الذي يضم جباليا ومخيمها وبيت حانون وبيت لاهيا.
وظهرت مجموعات من المواطنين يتحدثون عن الجوع والبحث عن الطعام في الأراضي الزراعية.
وقالت فتاة في العشرين من عمرها انها كانت تسمع ان الناس لا تنام جوعا، مؤكدة انها تنام كل ليلة جائعة. وظهرت الفتاة وهي تتحدث عن اكل طعام القطط والحيونات وتعاني الألم من هذا الطعام. تساءلت: ما ذنبنا وذنب الأطفال..نحن جياع منذ عدة اشهر؟.
وظهر طفل صغير آخر وهو يشكو من عدم تناوله الخبز منذ اكثر من شهرين.
وخلت أسواق غزة والشمال من الدقيق والأرز ومن أصناف كثيرة من الخضراوات فيما يعد الحصول على الماء العذب امر بالغ الصعوبة.
وحسب منظمات حقوق الإنسان فقد تزايدت حالات الوفاة الناتجة عن الجوع أو سوء التغذية أو الأمراض المرتبطة بهما في قطاع غزة، كان آخرها وفاة 4 أطفال في شمال قطاع غزة، فمع تدهور الحالة الاقتصادية لا يستطيع النازحون/ات تأمين الغذاء الصحي والمتنوع، يضاف إلى ذلك عدم حصولهم إلا على ما بين 1.5 إلى 2 لتر للشخص من المياه غير الآمنة يومياً، لتلبية جميع احتياجاتهم.
كما يأتي ذلك مع التصعيد الإسرائيلي ضد وكالة الأونروا، بالإضافة إلى القرارات التي اتخذتها عدة دول بوقف تمويلها، والعمل على تقوض عملها، ما يعني وقف تزويد أهالي قطاع غزة بالمواد الغذائية، والتي يدخل منها حوالي 5٪ من احتياجات القطاع حالياً.
ودعت المؤسسات إلى المزيد من الضغط على إسرائيل لتسهيل وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى جميع مناطق قطاع غزة دون أي استثناء لوقف جريمة العقاب الجماعي المتمثلة بتجويع السكان وحرمانهم من حقهم في العلاج.
وحذرت دائرة شؤون اللاجئين وحق العودة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أن المجاعة تفتك بأبناء شعبنا المحاصرين شمال قطاع غزة، لاسيما الأطفال منهم، في ظل استمرار القصف الشديد وارتكاب المجازر، وانهيار المنظومة الصحية والخدماتية.
وأضافت الدائرة " أن المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة شركاء تماماً مع الاحتلال في حرب التجويع الممنهجة التي تُمارس على شعبنا في القطاع خاصة شمال قطاع غزة الذي يتعرض لكارثة غير مسبوقة ومجاعة أدت إلى استشهاد مجموعة من الأطفال في الأيام الأخيرة بسبب الجوع الشديد والنقص الحاد في الكالسيوم وتلوث المياه والتغذية الجيدة والمُدعمّات الطبية، وشح الأدوية وعدم توفر الحد الأدنى من المواد الغذائية الأساسية من دقيق وخضراوات وحبوب وغيرها، واضطرار المواطنين هناك إلى طحن أعلاف "الحيوانات" وطهي الأعشاب، وما صاحب ذلك من تأثيرات خطيرة على المواطنين الذين يعانون من أمراضٍ مزمنة كالقلب والسرطان والكلى، ولا يتلقون العلاج ولا يحصلون على الأدوية في ظل المجاعة الشديدة".