قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم السبت، إن هناك "فرصة استثنائية" في الأشهر المقبلة لدمج إسرائيل في المنطقة مع رغبة الدول العربية في تطبيع العلاقات معها، على حدّ تعبيره.
وفي حديثه أمام مؤتمر ميونخ للأمن، ذكر بلينكن أن "كل دولة عربية الآن تقريباً تريد حقاً دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات"، دون أن يسمّي دولاً محددة أو يعطي تفاصيل إضافية، مضيفاً أن "هناك فرصة استثنائية لإسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها".
كما سلط بلينكن الضوء أيضاً على الضرورة "العاجلة" للمضي قدماً في إقامة دولة فلسطينية تضمن كذلك أمن إسرائيل. وقال إن "هناك جهوداً حقيقية تقودها الدول العربية لإصلاح السلطة الفلسطينية".
ويأتي حديث بلينكن عن التطبيع مع إسرائيل، رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 134 يوماً، وفي ظل توقعات بهجوم إسرائيلي وشيك على رفح، إذ نزح نحو 1.5 مليون شخص.
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم السبت في ميونخ إنه لتحقيق حل الدولتين، يجب أن يكون هناك ضمان أنّ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي نفّذته حماس على إسرائيل لن يحدث مرة أخرى أبداً.
وفي وقت سابق السبت، دعا المستشار الألماني أولاف شولتز إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي، وسط تصاعد المخاوف حيال عمليتها البرية المزمعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقال شولتز في كلمة، خلال مؤتمر ميونخ للأمن في نسخته الـ60، إنّ "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، وإن الولايات المتحدة وألمانيا والعديد من الدول الأخرى تعبر عن ذلك. وأردف: "نحن أيضاً واضحون جداً بشأن الأشياء المهمة التي يجب أن تقال".
وتابع: "أولاً، لا بد من وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ويجب أن يصل أكثر مما هو عليه اليوم". وأضاف: "ثانياً، يجب أن تكون الحرب الجارية متماشية مع القانون الدولي".
وأفاد شولتز بأن ألمانيا نقلت مخاوفها إلى الحكومة الإسرائيلية وذكّرتها بمسؤوليتها في الامتثال للقانون الدولي، ولفت إلى إجراء محادثات مع دول مثل تركيا وقطر والإمارات لتحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين والتوصل إلى حل الدولتين.
كما أكد المستشار الألماني العمل من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وانطلقت الجمعة، أعمال الدورة الستين لمؤتمر ميونخ للأمن بمشاركة عدد من رؤساء دول وحكومات ووزراء وكبار المسؤولين من عدد كبير من الدول، فضلاً عن عدد من رؤساء المنظمات الدولية وقادة فكر.
والقضايا الرئيسية للمؤتمر هذا العام، الحرب الروسية الأوكرانية، والتوتر في الشرق الأوسط، ودور أوروبا في العالم.
وقبل يومين، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بأنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى مع خمس دول عربية إلى إعداد خطة شاملة تتضمن قيام دولة فلسطينية لتحقيق "سلام طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين" تبدأ بإعلان وقف إطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع وتبادل للأسرى. وتأمل الدول التي تعمل على الخطة عرضها في مؤتمر ميونخ الأمني.
وتتضمن الخطة، وفق ما أوردته الصحيفة، جدولاً زمنياً لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وإخلاء مستوطنات في الضفة الغربية، لكن كل ذلك مرهون بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن صفقة عاجلة لإطلاق المحتجزين في قطاع غزة، يتم التفاوض بشأنه بين الولايات المتحدة وقطر ومصر. وتقول الصحيفة إن من المطلوب أن يتم وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان.