قالت أربعة مصادر إن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود، ووصفت المصادر هذا الإجراء بأنه تحرك طارئ من جانب القاهرة. ودقت مصر، التي نفت القيام بأي استعدادات من هذا القبيل، مرارا وتكرارا ناقوس الخطر بشأن احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة إلى نزوح فلسطينيين إلى سيناء، وهو أمر تقول القاهرة إنه غير مقبول على الإطلاق مكررة تحذيرات صدرت من دول عربية مثل الأردن. وقالت الولايات المتحدة مرارا أيضا إنها ستعارض أي تهجير للفلسطينيين من غزة. وذكر أحد المصادر أن مصر متفائلة بأن المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكن أن تؤدي إلى تجنب مثل هذا السيناريو، لكنها تعمل على إنشاء المنطقة على الحدود كإجراء مؤقت واحترازي. وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن مصر بدأت تمهيد منطقة صحراوية وإقامة بعض المنشآت البسيطة التي قد يتم استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين، مشددة على أن هذه خطوة طارئة.
ورفضت المصادر التي تحدثت إليها رويترز من أجل هذا التقرير الكشف عن هويتها بسبب حساسية الأمر.
وكانت تقارير صحفية غربية، كشفت عن أن مصر تقوم ببناء منطقة عازلة على مساحة 20 كيلومتر مربع، قرب حدودها مع قطاع غزة.
وتظهر الصور التي التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز في الأيام الخمسة الماضية، أن جزءًا كبيرًا من الأراضي المصرية بين الطريق وحدود غزة قد تم تجريفه بالجرافات.
وإذا اكتملت المنطقة العازلة – التي تمتد من نهاية حدود غزة إلى البحر الأبيض المتوسط – فسوف تبتلع مجمع معبر رفح الحدودي بين مصر ورفح بالكامل.
وقال مسؤولون مصريون، إن المنطقة التي يجري بناؤها يمكنها استيعاب أكثر من 100 ألف شخص، ومحاطة بجدران خرسانية، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأضاف المسؤولون، أن بناء تلك المنطقة يأتي وسط مخاوف من أن يؤدي التوغل العسكري الإسرائيلي في رفح، إلى تدفق اللاجئين من غزة.
وتظهر صور الأقمار الصناعية الإضافية أن الجرافات وصلت إلى الموقع في 3 فبراير/شباط، وبدأت أعمال التنقيب الأولية في المنطقة العازلة في 6 فبراير/شباط، كان هناك ارتفاع كبير في أعمال التنقيب في الأيام الخمسة الماضية.
وتواصلت CNN مع الحكومة المصرية للتعليق على المنطقة العازلة وبناء الجدار.
محافظ سيناء يوضح
وقال محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، في تصريحات للصحافيين يوم الخميس، إن "الموقف المصري واضح وصريح وقد تم الإعلان عنه من قِبل القيادة السياسية فور وقوع الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو عدم السماح بتهجير سكان غزة قسريا إلى مصر نهائيا".
كما أكد أن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات في حال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية في المحافظة الفلسطينية الحدودية.
ونفى المحافظ، ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن بناء السلطات المصرية منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، تحسبا لتهجيرهم.
وأوضح أن "ما يتم في مناطق شرق سيناء وتحديدا في رفح هو قيام لجان من المحافظة بحصر البيوت والمنازل التي تعرضت للهدم خلال الحرب على الإرهاب بهدف تقديم تعويضات مناسبة لأصحاب هذه البيوت".
كما شدد على أن هذه العملية ليست بهدف إقامة معسكرات من أجل استقبال النازحين الفلسطينيين، وليس لها أي علاقة بما يحدث في قطاع غزة.