ويزر خارجية تركيا: الصمت حيال مجازر "إسرائيل" يزعزع أسس النظام العالمي

الجمعة 09 فبراير 2024 04:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
ويزر خارجية تركيا: الصمت حيال مجازر "إسرائيل" يزعزع أسس النظام العالمي



أنقرة/سما/

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن الرأي العام العالمي وخصوصا الدول الغربية، ملتزم الصمت أو داعم للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، محذرا من أن "هذا الصمت يزعزع أسس النظام العالمي".

وأضاف فيدان خلال كلمة ألقاها الجمعة، في منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول: "هذا الصمت تطور يفضي إلى أنه لم يبق في العالم أي قيم أخلاقية أو أسس للقانون الدولي يمكن استخدامها مرجعية للصراعات المستقبلية".

وأشار إلى أن إسرائيل تواصل احتلال أراض منذ عقود، وأن "نحو 30 ألف شخص بريء قتلوا عمداً دون تمييز في المذبحة التي بدأت (بقطاع غزة) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وتستمر منذ أكثر من 100 يوم".

وحذر الوزير من امتداد تداعيات الحرب على غزة إلى العالم قائلا: "قد تتحول إلى حرب تؤثر على العالم بأسره، هذه التصدعات والتبعات الجيوستراتيجية قد تأتي بأعباء وصعوبات لا يستطيع العالم تحملها، لذا على الجميع بذل ما في وسعه لوقف الإبادة بأقرب وقت، وتنفيذ حل الدولتين".

وأساس المشكلة في فلسطين، بحسب الوزير التركي، هو استخدام إسرائيل للقوة، مبينا أنها "مأساة يقوم بها طرف قوي ومحتل ومعتدٍ، إسرائيل تقتل الناس عشوائيا".

ولفت فيدان إلى أنّ الطريق المختصر لوقف هذه المأساة هو ظهور قوة تتصدى للقوة الإسرائيلية مستدركا: "الإمكانات المحدودة المتاحة لإخوتنا الفلسطينيين لا تجعل ذلك ممكنا".

وتابع: "لهذا السبب نعتقد أن استخدام كافة السبل الدبلوماسية والضغط على إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية في أقرب وقت، وضمان وقف إطلاق النار وتنفيذ حل الدولتين، سيكون في مصلحة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني وشعوب المنطقة".

ـ مأسسة التعاون ضرورة لحل مشكلات العالم الإسلامي

كما أشار وزير الخارجية إلى وجود قصور لدى العالم الإسلامي في حل المشكلات العالقة متمثلة بالتعاون المؤسساتي.

وبين أن السياسة الخارجية لتركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، عملت جاهدة في الفترة الماضية من أجل مأسسة التعاون في العالم الإسلامي وجعل منظمات التعاون الإسلامي أكثر نشاطا في السياسة الخارجية.

وتقدم تركيا بحسب فيدان، كافة أنواع الدعم للمؤسسات والمنظمات داخل منظمة التعاون الإسلامي لإبراز جهودها في حل مشكلات العالم الإسلامي، وتمثيل العالم الإسلامي أمام بقية العالم، معربا عن سعادته بالمشاركة في المنتدى.

وتعمل منظمة التعاون الإسلامي بحسب فيدان، على عدة أصعدة من الاقتصاد إلى التعليم المالي والثقافة، قائلاً: "الحاجة إلى منصة تمكن المجتمعات الإسلامية من التفاعل في مجال الشباب كانت حاجة شعر بها الجميع منذ مدة".

وهنأ فيدان، طه أيهان لانتخابه مجددا رئيسا لمنتدى شباب التعاون الإسلامي، كما هنأ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بفوزه في انتخابات الرئاسة ببلاده.

ـ معاداة المسلمين وتشويه الإسلام في تصاعد

وقال فيدان: "معاداة المسلمين وتشويه سمعتهم وسمعة الإسلام في البلدان الأخرى، والإهانة والتمييز على الهوية وممارسة السياسة القائمة على معاداة المسلمين في تصاعد".

وزاد: "نحن المسلمين، يجب علينا الوصول إلى مصدر هذه المشكلة ومحاربتها، نحن بحاجة إلى بذل قصارى جهدنا لتمثيل الإسلام بأفضل طريقة".

وأردف: "وخاصة العداء المتمركز في الغرب للإسلام والقرآن تحول من تحدٍ فكري إلى اعتداء جسدي وإهانة، وهذا لا علاقة له بالحضارة أو النضج أو الانفتاح".

ولفت فيدان إلى تزايد حالات حرق القرآن والإساءة إليه، واستفزاز المسلمين باستمرار ومحاولات الوصول إلى السلطة من خلال معاداة المسلمين.

وبين أنّ هذا الأسلوب السياسي ولى زمنه منذ أمد بعيد، قائلاً: "لسوء الحظ، هذا الأمر أصبح شائعا بشكل متزايد في الغرب، إن معاداة الإسلام ومعاداة الآخر تجبرنا على أن نكون أكثر يقظة بشأن هذه المسألة".

وأشار إلى أنّ معظم الحروب الداخلية والاحتلالات الأجنبية موجودة في العالم الإسلامي، داعيا للوقوف عليها ودراستها وتحليلها.

واعتبر وزير الخارجية التركي أن امتلاك العالم الإسلامي آلية لتقييم مشاكله والمبادرة لحلها دون انتظار المنقذ الخارجي كفيل لاختفاء الكثير من مشاكله.

وفي الوقت نفسه، حذر فيدان من عبثية انتظار الحل من أطراف كانت سببا في اندلاع المشاكل في العالم الإسلامي.

- على العالم الإسلامي الاستفادة من التطورات التكنولوجية

وأشار فيدان إلى أن العالم يشهد تطورات تكنولوجية كبرى لن تترك أثرها على العالم الإسلامي فحسب، بل أيضا على كافة الثقافات والأديان وأنماط الحياة في العالم.

وقال: "مع زيادة الاتصال المرتكز على التكنولوجيا، تم تشكيل الأرضية التي تمهد لانتشار الموجة الثقافية أحادية الجانب وأحادية البعد بسرعة أكبر في كافة أنحاء العالم"

وختم فيدان: "نحن بحاجة للاستفادة بشكل كبير من التكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، ولكن يجب علينا أيضًا دراسة التأثيرات الاجتماعية والفكرية والأفكار الفلسفية وتحديد العوامل التي تهدد ثقافتنا، بطريقة تحليلية قائمة على الفكر. وعلى المفكرين وعلماء الاجتماع والسياسيين لدينا تقديم مقترحات وانتقادات بهذا الصدد".