“ذي ناشيونال إنترست”: أقل من ميل كانت تفصل الحوثيين عن تدمير أول مدمرة أمريكية منذ الحرب العالمية الثانية

الأربعاء 07 فبراير 2024 03:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
“ذي ناشيونال إنترست”: أقل من ميل كانت تفصل الحوثيين عن تدمير أول مدمرة أمريكية منذ الحرب العالمية الثانية



واشنطن/سما/

ثوان قليلة جدا وقرابة مسافة ميل فقط، كانت تفصل بين ضرب صاروخ حوثي لمدمرة أمريكية في البحر الأحمر، مما كان سيشكل أكبر ضربة للبنتاغون منذ عقود من الزمن.

ويأتي هذا الحادث ليبرز مدى التطور الحاصل في تغيير قواعد الحرب، بعدما نجحت دول من الجنوب العالمي في إنتاج أسلحة ذكية.

ويفرض الحوثيون واقعا عسكريا في البحر الأحمر من خلال استهداف السفن الإسرائيلية، والمتوجهة الى إسرائيل عبر البحر الأحمر، للرد على حرب الإبادة في قطاع غزة. وتطور الأمر إلى استهداف السفن العسكرية الغربية، وأساسا الأمريكية، بعدما شنت ضربات ضد أهداف في اليمن.

في هذا الصدد، كشف الموقع الرقمي المتخصص في القضايا الجيوسياسية والتسلح “ذي ناشيونال إنترست” في مقال منشور يوم الأحد الماضي، عن مفاجأة حقيقية بأن “صاروخاً مضاداً للسفن أطلقه الحوثيون في البحر الأحمر، اقترب من المدمرة الأمريكية “يو إس إس غرافيلي” على بعد ميل واحد، قبل أن يتم إسقاطه بواسطة نظام الأسلحة القريبة للسفينة (CIWS)، وهو مدفع رشاش آلي موجه بالرادار، قادر على إطلاق 4500 طلقة في الدقيقة”.

ويعتبر الأمر خطيرا للبحرية الأمريكية، إذ إن الصاروخ تجاوز جميع أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي المدمرة، بما فيها نظام “إيجيس” المتطور جدا، والمخصص لحرب النجوم. وجرى استعمال الحاجز الأخير في الدفاع عبر مدافع الرشاش CIWS التي تضرب الصاروخ بآلاف القذائف الصغيرة جدا التي هي عبارة عن رصاص، وهذا يسمى بالمواجهة بالسكين، أي عندما يخسر الجندي كل رصاصة ويضطر إلى اللجوء للسكين للدفاع عن نفسه أمام هجوم الخصم.

ويقول صاحب المقال جيمس هولمز، وهو من كبار المختصين في الاستراتيجية الحربية البحرية في الولايات المتحدة، إنه عندما يتم استخدام مدافع “غاتلينغ” فهذا يشكل خطرا حقيقيا، لأن الصاروخ يكون على مقربة من السفينة، ويمكن أن تصيبها شظاياه وتتعرض لخسائر. ويستبعد تقديم البنتاغون توضيحات عسكرية حتى لا يلقي الضوء على مكامن الضعف في الدفاع عن السفن الحربية.

ويعترف هذا الخبير بحدوث تغيير في الحروب بعدما أصبحت قوى ذات تسلح محدود بالصواريخ الذكية والمسيرات، قادرة على تحدي أكبر الأساطيل الحربية في العالم، مثلما يحدث في البحر الأحمر بين الحوثيين والبحرية الأمريكية، الأكبر في العالم.

وعمليا، لو كان قد أخطأ نظام الدفاع الأخير عبر مدافع “غاتلينغ” لكانت المدمرة قد تعرضت لإصابات بليغة بواسطة الصاروخ الذي يعتقد أنه باليستي بما في ذلك احتمال غرقها، وكانت ستكون المدمرة أو السفينة الحربية الأمريكية الأولى التي سيتم تدميرها منذ الحرب العالمية الثانية.

وكانت آخر سفينة حربية أمريكية جرى تدميرها في عرض البحر، هي المدمرة “أندرهيل 682” بواسطة غواصة يابانية في 24 يوليوز 1945، بينما كانت هناك عمليات أخرى ضد سفن عسكرية أمريكية راسية في الموانئ مثل الهجوم على حاملات الطائرات “كارد” يوم 2 مايو 1964 في ميناء سايغون، ثم عملية الزروق الانتحاري ضد المدمرة “كول” في ميناء عدن يوم 12 أكتوبر 2000.

ويسود قلق كبير لدى خبراء وزارة الدفاع الأمريكية ولجنة الأسلحة في الكونغرس بسبب استعمال صواريخ عالية الثمن تقدر بملايين الدولارات، لإسقاط مسيرات وصواريخ يطلقها الحوثيون بالكاد تتجاوز بضعة آلاف من الدولارات. والآن يضاف قلق آخر وهو فشل بعض أنظمة الدفاع الجوي من نوع “إيجيس” في اعتراض بعض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون.