واصل نازحون، أمس، التوافد إلى مناطق شمال محافظة غزة، لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، عقب انسحاب جيش الاحتلال (الواسع) من المنطقة لأول مرة منذ عمليته البرية على القطاع في 27 تشرين الأول الماضي.
هذا الانسحاب كشف عن دمار هائل في الأحياء السكنية من منازل وعمارات وأبراج، وبُنى تحتية، ومنشآت اقتصادية.
وقدر البنك الدولي في تقرير أول من أمس، "أن قرابة 45% من المباني السكنية في قطاع غزة دمرت بشكل كامل، أي أن قرابة مليون شخص فقدوا منازلهم كليا في القطاع".
وعبّر مواطنون من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، ومنطقة الصفطاوي، شمال المدينة، عن صدمتهم إزاء مشاهد الدمار التي خلفها جيش الاحتلال بعد انسحابه.
وأشار شهود عيان إلى تعرض "مئات المباني السكنية في المنطقة، للاحتراق والتدمير بشكل كامل، وأخرى بشكل جزئي لا تصلح للسكن".
كما ظهر في الشوارع، عقب الانسحاب، أجزاء من آليات إسرائيلية مدمرة، إضافة إلى ذخائر فارغة لقوات الاحتلال.
وقال المواطن عبد الحليم سالم: "ذهبت لتفقد منزلي بعد الانسحاب، لكن لم أجده، ولم أجد مكانه، اختفى واختفت جميع المنازل وأصبحت ركاماً".
وأضاف سالم: "من حجم هذا الدمار والمنازل المحترقة، لم نستطع التعرف على الطرق، ولم نجد مواقع منازلنا المدمرة بسهولة. الدمار واسع والمشهد صادم".
وبحسب البنك الدولي، فقد دمر 34 ألف منزل بشكل كامل، جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، من بين 55 ألفا بنسبة تدمير تصل لنحو 60% تقريبا.
وانسحب جيش الاحتلال، الخميس الماضي، من مناطق شمال غربي محافظتي غزة وشمال القطاع، لأول مرة منذ بدء عمليته العسكرية البرية، وفي 27 تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية برية شملت توغله في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة وشمال القطاع.
ومنذ منتصف كانون الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال بالانسحاب التدريجي من مناطق في محافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية كانون الثاني الماضي انسحابات جزئية من أحياء ومناطق في محافظة غزة.
وتعمدت قوات الاحتلال في حربها غير المسبوقة على قطاع غزة تدميرا ممنهجا طال كافة مناحي الحياة، من أحياء، ومربعات سكنية، ومدارس، ومستشفيات، وبنوك، وأسواق، ومخابز وغيرها، حيث سوت أحياءً كاملة في أنحاء متفرقة في قطاع غزة بالأرض بتفجيرات، متعمدة وليس فقط بالقصف الجوي، حيث كشفت صور أقمار صناعية المناطق التي تعرضت لدمار كلي أو شبه كلي في بيت حانون، والشجاعية، وغيرها.


