ذا إنترسبت: هكذا تحاول أيباك" إقصاء مرشح داعم لغزة في الكونغرس الأمريكي

الجمعة 02 فبراير 2024 05:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
ذا إنترسبت: هكذا تحاول أيباك" إقصاء مرشح داعم لغزة في الكونغرس الأمريكي



واشنطن/سما/

تحشد لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، وهي أكبر جماعة ضغط إسرائيلية أمريكية، لتمويل ودعم حملة أحد السياسيين من الحزب الديمقراطي للترشح للكونغرس، من أجل منافسة النائب جمال بومان، وهو ديمقراطي كذلك لكنه تقدمي ويعارض الحرب الإسرائيلية على غزة.

حيث كشفت وثيقة صادرة عن لجنة الانتخابات الفيدرالية، مساء الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2024، أن "أيباك" منحت حملة جورج لاتيمر، رئيس بلدية مقاطعة ويستتشستر بولاية نيويورك الأمريكية، أكثر من 600 ألف دولار، وفق ما نقل موقع The Intercept الأمريكي.

الموقع أشار إلى أن هذا المبلغ يمثل نحو 42 % من إجمالي التبرعات الذي حصلت عليه حملته (1.5 مليون دولار حتى الآن)، لخوض الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي للمنافسة على بطاقة الترشح للكونغرس.

إنفاق كبير لمنظمة "أيباك"
هذا الإنفاق الكبير لأيباك في دعم المرشح المنافس للنائب بومان يأتي في سياقٍ من خطط واسعة النطاق شرعت فيها اللجنة المؤيدة لإسرائيل، وعزمت فيها على تخصيص ما لا يقل عن 100 مليون دولار للإطاحة بالنواب الديمقراطيين التقدميين في مجلس النواب الأمريكي. 

وتُعرف هذه المجموعة من النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي بانتقاداتها المتوالية لما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكثيراً ما اعترض نواب المجموعة كذلك على التمويل العسكري الأمريكي للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلبي بنيامين نتنياهو خلال زيارة بايدن لإسرائيل غقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023-رويترز
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلبي بنيامين نتنياهو خلال زيارة بايدن لإسرائيل غقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023-رويترز
موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي الاستقصائي، نقل عن بيل نيدهارت، مستشار حملة بومان، أن هذا التقرير يوضح أن حملة جورج لاتيمر الرامية إلى إزاحة جمال بومان من الكونغرس، تحصل على تمويل كبير من كبار المتبرعين الجمهوريين أنفسهم الذين أنفقوا ملايين الدولارات لانتخاب [الرئيس الأمريكي السابق] دونالد ترامب"، ويشير ذلك إلى أن "هناك علاقة مباشرة بين لاتيمر والدوائر العليا في الحزب الجمهوري".

لاتيمر يحظى بدعم الجمهوريين
واجتذب سباق لاتيمر وبومان على بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة اهتماماً كبيراً من أنصار الحزب الجمهوري ومتبرعيه. 

إذ أقام لاتيمر مؤتمراً لجمع التبرعات استضافه متبرع بارز لنواب الحزب الجمهوري وللرئيس الأمريكي السابق ترامب، كما أعلنت أيباك رسمياً عن تأييدها لحملة لاتيمر بعد أيام من إعلان انطلاقها. 

وكشف موقع "ذا إنترسبت"، في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، أن أحد المتبرعين البارزين لمنظمة أيباك حثَّ الناخبين اليهود في الحزب الجمهوري على تغيير انتمائهم الحزبي، والانضمام إلى الحزب الديمقراطي، لإزاحة بومان خلال التصويت في الانتخابات التمهيدية.


يُشار إلى أن منظمة "أيباك" بات لها إسهام كبير في تمويل الحملات الانتخابية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد أن بدأت في تقديم الدعم المباشر للمرشحين الفيدراليين. 

ولم تكتفِ المنظمة بلجنة العمل السياسي التابعة لها، بل أنشأت لجنة عمل سياسية كبرى، تسمى "مشروع الديمقراطية المتحدة"، وأنفقت ملايين الدولارات لهزيمة المرشحين التقدميين في انتخابات الكونغرس عام 2022، وفق المصدر ذاته.

 انتقادات شديدة لمنظمة "أيباك"
وتعرضت "أيباك" لانتقادات شديدة خلال موسم الانتخابات ذاك؛ لأنها لم تتوانَ عن مهاجمة الديمقراطيين ومناصرة أكثر من 100 مرشح جمهوري صرحوا بتأييدهم لمحاولة الانقلاب على نتائج انتخابات 2020 الرئاسية الأمريكية.

أما في هذه الدورة الانتخابية، فإن المنظمة -التي تعد أبرز مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة- كثفت حملاتها على النواب التقدميين الذين ينتقدون إسرائيل ويؤيدون مساعي استصدار قرار من الكونغرس بوقف إطلاق النار في غزة. 


وقد حاولت "أيباك" كذلك تجنيد منافسين للإطاحة بالنائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر؛ والنائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، رشيدة طليب؛ والنائبة الديمقراطية عن ولاية بنسلفانيا، سمر لي.

كما بدأت "أيباك" كذلك في حثِّ لاتيمر على الترشح في مواجهة بومان العام الماضي، وذلك بعد أن قاطع بومان ونواب تقدميون آخرون خطاباً ألقاه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ في الكونغرس.

كان بومان يحظى بتأييد مجموعة J Street، وهي مجموعة حشد تقول إنها بديل ليبرالي لـ"أيباك" في تأييد إسرائيل، إلا أن المجموعة أعلنت عن سحب تأييدها لبومان، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني، وزعمت أن خطابه بشأن غزة "تجاوز الحدود" المقبولة.