"التايمز": هل ما زال الإسرائيليون يدعمون الحرب في غزة؟

الأربعاء 24 يناير 2024 05:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
"التايمز": هل ما زال الإسرائيليون يدعمون الحرب في غزة؟



القدس المحتلة/سما/

 نشرت صحيفة “التايمز” تقريراً أعدّه أنشيل بيفر قال فيه إن المشاعر المؤيدة لإطلاق النار في غزة قد تتزايد بعد أكثر الأيام دموية في حرب غزة.

وقال إن خسارة الجيش الإسرائيلي 22 من جنوده في 24 ساعة ستزيد من  النقاش الداخلي حول مسار الحرب. وفي الوقت الذي قتل فيه ثلاثة من ضباط المظليين خلال هجوم على “حماس” إلا أن مقتل 21 جندياً آخرين سيزيد من قلق الرأي العام. وقتلوا في منطقة بقطاع غزة، لا تبعد إلا مئات الأمتار عن الحدود التي من المفترض أنها تحت السيطرة الإسرائيلية. وكان الجنود، وكلّهم من الاحتياط، يحضّرون لتدمير بنايتين زعم الجيش الإسرائيلي أن “حماس” استخدمتهما للقيام بهجمات في 7 تشرين الأول/أكتوبر على كيبوتس كيسوفيم.

وأُطلق صاروخان من كمين، وفجّر أحدهما المتفجرات في البنايتين، قبل أن يتمكّن الجنود من مغادرتهما. وليست هذه المرة في الحرب التي يقتل فيها الجنود بالمتفجرات التي استخدموها لتدمير الأنفاق  والبنايات التي تزعم إسرائيل أن “حماس” استخدمتها كمواقع عسكرية.

 ويثير مقتل الجنود أسئلة حول خطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة تفكيك البنية التحتية لـ “حماس”. ولا تزال هناك شبكة طولها مئات الكيلومترات من الأنفاق التي يستخدمها المقاتلون في غزة، إلا أن استمرار تدمير الأنفاق يعني مزيداً من القتلى بين الجنود في ساحة المعركة. ثم هناك أسئلة حول ما ستفعله إسرائيل بالمناطق التي تقول إنها فكّكت فرق “حماس” القتالية، وكيف ستنشر القوات فيها.

وتم تسريح معظم جنود الاحتياط الذين تم حشدهم في بداية الحرب، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال قلقاً من قدرة “حماس” على العودة، وبالتالي سيضع جنودا لحراسة الممرات، ومناطق عازلة عند الحدود. وهذا يمثّل وصفةً لمزيد من الكمائن والضحايا.

 وفي الوقت الذي لا يزال فيه بعض قادة الجيش والسياسيين يؤمنون بأهمية مواصلة الضغط العسكري على “حماس” فإن نسبة كبيرة من الإسرائيليين باتت تضغط من أجل هدنة طويلة، أو وقف إطلاق نار يسمح بتحرير 136 رهينة في عزة، منهم 29 يفترض أنهم ماتوا.

وشهدت الأيام الأخيرة تزايداً في التظاهرات التي قادتها عائلات رهائن واعتصموا أمام بيتين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس وقيساريا. وصبّ بعض المتظاهرين سائلاً في شارع يؤدي لبيت نتنياهو في القدس، واتهموه بأن يديه ملوّثتان بدم الرهائن.

 ويواجه نتنياهو مشكلة مباشرة، وهي استعداد فصيل في حكومة الحرب التي يقودها لمناقشة وقف إطلاقة النار مقابل الرهائن. ويؤمن كل بيني غانتس وغادي آيزينكوت، وهما من المعارضة بهذا الموقف، وهدّدا بترك حكومة الحرب لو لم يتم اتخاذ قرار.

وفي الوقت نفسه تضغط حليفة إسرائيل، الولايات المتحدة، إلى جانب السعودية، بضرورة تحديد إسرائيل خطط ما بعد الحرب في غزة، وأن تشمل  انسحاباً من القطاع، وتسليم السلطة الوطنية إدارة المنطقة . ويبدو أن البلدين راغبان بتوجيه إسرائيل نحو حل دبلوماسي يؤدي لدولتين، وهو حل يعارضه نتنياهو الذي استبعد قيام دولة فلسطينية.

ومن جانب آخر، يشدّد حلفاء نتنياهو في التحالف الحكومي على استمرار الحرب، وهدّد هؤلاء، وهم من الجناح القومي اليميني المتطرف، بالخروج من التحالف لو وافق رئيس الوزراء على وقف إطلاق النار، إما كتبادل للرهائن، أو تخفيف الضغوط الأمريكية. ولا يريد نتنياهو خسارة غالبيته في الكنيست، ما يعرّضه لانتخابات جديدة وسط تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي. ومع تزايد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، والضغط الشعبي لوقف إطلاق النار، سيجد صعوبة للبقاء مع المتشددين.