توماس فريدمان: "نتنياهو ينقلب على بايدن"

السبت 20 يناير 2024 07:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
توماس فريدمان: "نتنياهو ينقلب على بايدن"



واشنطن/سما/

كشف معلق صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان، المقرب من الرئيس الأميركي جو بايدن، عن مزيد من التفاصيل حول الخطة التي قدمتها واشنطن لـ”إسرائيل” لـما بعرف بـ “اليوم التالي” في غزة، وحول الإشارة السعودية إلى فرص نجاحها.


وفي تقرير بعنوان “نتنياهو ينقلب على بايدن”، ذكر فريدمان أنّ “بايدن ترك لنتنياهو خيارين – إما أن يكون الشخص الذي رفض كل تعاون ويتحمل مسؤولية كاملة عن أحداث 7 تشرين أول/أكتوبر، أو الشخص الذي مهّد الطريق للسلام”، مشيراً إلى أنّه قال لرئيس حكومة الاحتلال إنّ “حلّ الدولتين ممكن حتى عندما يكون (نتنياهو) في السلطة”.


وأكّد فريدمان في مقاله أنّ” الولايات المتحدة لا تزال تعارض وقف إطلاق النار، لكنها تعمل على عملية “اليوم التالي” على مرحلتين في غزة، حيث سيتمّ التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى حماس، وستسمح إسرائيل للفلسطينيين بإدارة قطاع غزة، وفي نهاية المطاف، عندما تغادر القوات الإسرائيلية، سيتم إدخال قوة متعددة الجنسيات”.


وأوضح أن بايدن قال لنتنياهو إنّ أمامه خيارين: “إما أن يتمّ تذكرك في التاريخ كشخص رفض أي تعاون مع الفلسطينيين من أجل إنهاء الصراع، وكزعيم إسرائيلي أدّى إلى (كارثة) 7 تشرين الأول/أكتوبر – أو ستكون الزعيم الإسرائيلي الذي منح دولة للفلسطينيين، وضمن أمن إسرائيل وأدى إلى السلام مع السعودية وبقية العالم الإسلامي”.


ووفقاً لفريدمان، فإنّ وجهة النظر في واشنطن، وفي جيش الاحتلال الإسرائيلي، هي أنّ “إسرائيل بعيدة كل البعد عن هزيمة حماس، ومن غير المرجح أن تفعل ذلك في أي وقت قريب”، وذلك “على حساب أرواح المدنيين في غزة التي يمكن للولايات المتحدة والعالم تحملها”.


وفي المرحلة الثانية من الخطة نفسها، وفقاً لفريدمان، ستقوم السلطة الفلسطينية – التي ستخضع “لعملية إصلاح” قبل إجراء الانتخابات – ببناء “مؤسسات مناسبة بمساعدة الدول العربية والغربية”، بما في ذلك الضفة الغربية.


وفي الوقت نفسه، ستبدأ السعودية عملية تطبيع علاقاتها مع “إسرائيل”، والتي ستبلغ ذروتها عندما يتمّ التوصل إلى حلّ الدولتين.


وأضاف فريدمان أنه “لكي يفهم الإسرائيليون مدى جدية هذه الفكرة، جاءت إشارة مهمة من الرياض: أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في دافوس أنّ السعودية ستكون مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل إذا توصلت إلى اتفاق ينتهي بدولة فلسطينية”.


ويعتقد فريدمان أن هذه الخطة هي جزء من استراتيجية بايدن لتجنب الإطاحة بنتنياهو من السلطة، في قابل تقديم خيار له للتسليم بما تراه السياسة الأميركية تجاه المنطقة.
وذكر الصحافي الأميركي أنه تحدث مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء الماضي في مؤتمر دافوس الاقتصادي، سائلاً إياه عن السبب الذي يشعر لأجله “بأن إسرائيل تخسر على ثلاث جبهات رئيسية”، وعن السبيل إلى تغيير هذا الواقع.


وقال بلينكن له إنّه “يوجد الآن شيء لم يكن موجوداً في الماضي.. دول تبدي استعدادها لإقامة علاقات مع إسرائيل على مستوى لم تكن مستعدة له في الماضي، وهذا قد يوفر ضماناً ضرورياً للالتزامات والوعود بأنّ إسرائيل ستتمتع بالأمن”.


ووفقاً لبلينكن، فإنّ “الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا التطبيع هو من خلال خلق مسار إلى دولة فلسطينية وسلطة فلسطينية قوية ومتحضرة”.
ويأتي تقرير فريدمان في وقت “نصحه فيه مقربون من بايدن بالتعبير عن عدم ثقته الشخصية بنتنياهو”، لأنه “يجرّ نحو الحرب لأسباب شخصية ويتجنب مناقشة مسألة اليوم التالي”.


وذكرت مصادر فريدمان نفسها أيضاً أنّ نتنياهو “لم يجعل إطلاق سراح المختطفين على رأس أولوياته وأراد الانتظار بضعة أشهر أخرى – على الرغم من الخوف من أنه بحلول ذلك الوقت لن يبقى المختطفون على قيد الحياة”.


في موازاة ذلك، وقّع نواب ديمقراطيون في الكونغرس رسالة تدعو إدارة بايدن إلى معارضة “التهجير القسري والدائم” للفلسطينيين من غزة.


وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام أميركية، وقّع 60 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب على الرسالة، الموجهة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مما يعكس القلق بشأن “الثمن الباهظ الذي تمّ فرضه على أرواح المدنيين الفلسطينيين في حرب إسرائيل في غزة”