هل تُقامِر بحربٍ على جبهتيْن؟

اسرائيل تعترف بسقوطها بالحفرة وتواجده بأزمةٍ إستراتيجيّةٍ وغوصٍ بوحل غزّة...

الجمعة 12 يناير 2024 02:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيل تعترف بسقوطها بالحفرة وتواجده بأزمةٍ إستراتيجيّةٍ وغوصٍ بوحل غزّة...



القدس المحتلة / سما/

رأى الجنرال في الاحتياط كوبي ماروم أنّ “التصعيد في الجبهة الشمالية بعد اغتيال صالح العاروري، والرد الجديّ لحزب الله في نهاية الأسبوع، يُعزِّز السؤال: هل إسرائيل في الطريق إلى حربٍ في الشمال، أوْ ترتيباتٍ سياسيّةٍ؟ من الواضح أنّ الواقع اليوم، بعد ثلاثة أشهر على بدء الحرب، هو أنّنا نعيش أزمةً استراتيجيّةً في هذه الساحة.”
 وتابع، في مقالٍ نشره على موقع القناة الـ 12 العبريّة: “حرب الاستنزاف التي تدور على طرفَيْ الحدود في عدّة كيلومترات، تمنح حزب الله إنجازات على صعيد الوعي، كإجلاء 70000 إسرائيليٍّ عن بيوتهم على طول الحدود الشمالية، وإصابات، وكذلك الدمار الكبير في البلدات الحدودية”.

 وشدّدّ ماروم على أنّه “بعد السابع من أكتوبر، على إسرائيل السيطرة على مصيرها بيدها، وأنْ تحافظ على المبادرة وحرية العمل في الساحة اللبنانية. هكذا فقط يمكن الحفاظ على ردعٍ حقيقيٍّ في مواجهة حزب الله، إذْ أنّه من الواضح أنّ أيّ ترتيباتٍ سياسيّةٍ ستكون قصيرة المدى، إسرائيل، كدولةٍ تريد الحياة، سيكون عليها التعامل مع حزب الله في الشمال وتفكيك تهديده”، طبقًا لأقواله.
 واختتم: “في الوقت نفسه، من المفضل لإسرائيل أنْ تزيد في تعميق الضرر اللاحق بإيران، وبقيادات (الحرس الثوري) في المنطقة. الجنرال رضي الموسوي ومسؤولون آخرون اغتالتهم إسرائيل، بحسب الإعلام الأجنبيّ، لكي تقول للقيادة في طهران إنّ ثمن إدارة معركة ضد إسرائيل على 6 جبهات ثقيل، وفي هذا الصراع، من المهم أنْ تحافظ إسرائيل على الضبابيّة”، على حدّ تعبيره.
 إلى ذلك، تتوالى الاعترافات الإسرائيليّة بفشل جيش الاحتلال في تحقيق أي إنجاز، في حربه المستمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ نحو 100 يوم، وبعجزه عن خوض حربٍ جديدةٍ مع حزب الله، مستندة فيها إلى حجم الخسائر والأثمان الباهظة التي ستدفعها إسرائيل على المديين القصير والبعيد.

 من جملة هذه الاعترافات، أقرّت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّ إسرائيل سقطت في حفرة عميقة نتيجة الحرب التي تخوضها بلا أفق، وسألت: إلى أين تتجّه الأمور، في ظل فشلها في تحقيق أهداف العدوان الذي شنّته؟، مؤكّدةً في الوقت عينه أنّ إسرائيل ليست مستعدة لحرب مع حزب الله.

 وعنونت الصحيفة مقالها الرئيسي على صفحتها الأولى، بـ “ما الذي يحدث لنا.. كيف نخرج من الحفرة التي سقطنا فيها؟
 وتحدّثت الصحيفة عن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة بشأن العدوان الذي شنّته على قطاع غزّة والمستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، كما تحدثت عن عدم استعدادها لحرب مع حزب الله، ووصفت الوضع بـ “السقوط بالحفرة”. وقالت إنّ: “إسرائيل تقف في القاع، وتناقش كيف ستقضي على العدوّ، بيد أنّه من غير الواضح كيف نعيد الأسرى، وننهي الحرب”.
 وقالت: “بعد ثلاثة أشهر، كل ما يمكن أنْ يعدنا به (القادة الإسرائيليون)، هو المزيد والمزيد من الحرب.. ويوم الاثنين، كان يومًا صعبًا بالنسبة للجيش ، كان هناك ثمن باهظ”، في إشارة إلى مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة آخرين في هجومين منفصلين، في معارك قطاع غزة خلال 24 ساعة الأخيرة، وإلى استهداف تل أبيب برشقات صاروخية.
وأضافت الصحيفة أنّ: “الإسرائيليين يبحثون عن حلٍّ، أمّا حكومتهم فلديها قصة مختلفة”، وأشارت إلى أنّ “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن أهدافًا لا يمكن تحقيقها، وبالتالي حكم على إسرائيل بحرب لا نهاية لها”، وسألت في هذا السياق: “إلى أين تتجه الأمور في إسرائيل بعد 3 أشهر من الحرب؟
وتابعت: “في 7 أكتوبر، سقطت إسرائيل في حفرة عميقة، ولا يمكن تصور الخسارة والضرر والثمن الذي يجبيه وسيجبيه منّا ذلك اليوم في المدى القصير وفي المدى الطويل.. والسؤال الأهم: كيف نخرج من الحفرة؟
ورأت الصحيفة أنّ “الخروج من الحفرة يعني إعادة الأسرى وإعادة إعمار المستوطنات المدمّرة، والشعور بالأمن لسكان الجنوب والشمال، وتسريح جنود الاحتياط ومحاولة إنهاء الحرب”، مؤكدةً أنّ “هذا الأمر ليس تحديًا بسيطًا”.
وقالت إنّه: “على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كنا نسمع أخبارًا عن هزيمة حماس، والقضاء على حماس، لكن هذه الأخبار لا تعكس الواقع، وهناك مسافة كبيرة بينها وبين تدمير حماس”.
وأكّدت الصحيفة أنّ: “تفجير نفق لا يعني تدمير كلّ القدرات العسكرية لحماس، وحتّى لو قُضي على يحيى السنوار أوْ محمد الضيف أوْ كليهما، فإنّ نتائج الحرب لن تتغير، وسيُعثر على بديل عنهما”.
وشدّدت على أنّ: “الحرب لا تغيّر الواقع، بل إنّها تكلّف إسرائيل حياة جنودها، وتزيد من خطر وقوع كارثة إنسانية (في غزّة) تكون إسرائيل مسؤولة عنها، وتُلحق الضرر بإسرائيل في العالم، ولا تقربنا من نصر غير موجود”.
وتطرقت الصحيفة إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين عند المقاومة الفلسطينية في غزّة بنيران صديقةٍ، فرأت أنّ ذلك: “سيكون وصمة عار لا تُمحى عن إسرائيل، ويهدّد تماسك الإسرائيليين”، على حدّ تعبيرها.
وختمت الصحيفة مشددة على أنّ إسرائيل: “ليست مستعدة حاليًا لفتح جبهةٍ في الشمال”.