أكمل "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، سحب الآلاف من قواته في قطاع غزة، وذلك في إطار انسحاب كبير للقوات الإسرائيلية من شمالي قطاع غزة، "بأمر من المستوى السياسي والطوارئ"، وفق ما أفاد به الإعلام الإسرائيلي.
وأكد مسؤول أمريكي لصحيفة "واشنطن بوست"، أن إسرائيل سحبت حتى الآن عدة آلاف من قواتها المتواجدة في قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص نظمت "انسحابا كبيرا" من شمال القطاع.
وأشار المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته في مناقشة للمسائل العسكرية الحساسة، إلى أن مواطني شمال القطاع قالوا إن مستوى القتال العنيف قد انخفض.
وتخوض المقاومة الفلسطينية في غزة، اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغِلة، في أكثر من محور في القطاع. وفي إثر ذلك، ارتفعت حصيلة الجنود القتلى في المعارك البرية، إلى 180 جندياً منذ بداية التوغل.
واعترف "جيش" الاحتلال، في وقتٍ سابق، أن 9 ضباط وجنود، قتلوا في المواجهات مع المقاومة الفلسطينية، في وسط وجنوبي القطاع أيضاً.
كذلك، ارتفعت حصيلة الجنود المصابين في المعارك البرية في قطاع غزة،في الساعات الـ 24 الماضية، إلى 27 جندياً مصاباً.
وأمس، أظهرت بيانات "الجيش" الإسرائيلي، إصابة 103 جنود في المعارك البرية. وفي السياق، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أنّه "منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر تمّت معالجة 222 جريحاً في مستشفى رمبام أصيبوا في ساحات القتال".
وقبل يومين، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان، أن المقاومة ما زالت في مواقعها بشمالي غزة، مشيراً إلى أن "جيش" الاحتلال خرج من هناك من دون تحقيق أهدافه ولم يستخرج أسيراً واحداً.
وتابع، في إطار معركة "طوفان الأقصى" المستمرة، أن "أسطورة جيش الاحتلال تحطمت وانهارت أمام بسالة المقاومة"، مؤكداً أن صواريخها ما زالت صواريخها تنطلق يومياً نحو عمق الكيان الإسرائيلي.
ووفق هذا الاعتراف، ترتفع حصيلة الجنود الإسرائيليين القتلى، منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 514 قتيلاً، بينهم من قتلوا منذ بداية التوغل البري للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، بحسب ما أفاد به الإعلام الإسرائيلي.
وفي 6 كانون الثاني/يناير الجاري، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ "الجيش" الإسرائيلي لم يحقّق بعد أيّاً من أهداف الحرب على غزة، مؤكدةً أن المقاومة الفلسطينية لا تزال هي القوة المهيمنة في القطاع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، يوم أمس الاثنين: “ستستمر العمليات في الشمال، ولكن على نطاق مختلف، وستستمر الحرب في عام 2024 ولكن بطريقة مختلفة. سيتم تسريح جنود الاحتياط، وسنتصرف بطرق مختلفة وفقا لاحتياجات مساحة العمليات”.
وفي الوقت نفسه، لا يزال القتال محتدما في جنوب ووسط غزة، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون آخرون إنه لن تكون هناك نهاية للأعمال القتالية لعدة أشهر.
واستشهد نحو 250 مواطنا من سكان غزة خلال الـ 24 ساعة التي سبقت وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى" إسرائيل"
وأجبرت الهجمات الإسرائيلية العنيفة يوم الاثنين، اللاجئين على الفرار من آخر مستشفى (مستشفى الأقصى) عامل في وسط غزة، وهي منطقة مكتظة بعشرات الآلاف من المدنيين النازحين.
وقد أبلغ الإسرائيليون واشنطن أنهم يعتزمون تقليص العمليات بشكل كبير في المرحلة المقبلة من الحملة العسكرية في غزة، وفقا لمسؤولين أمريكيين، وسوف يعتمدون على عدد أقل من القوات ويقللون من نوع القصف الجوي المكثف الذي دمر المباني الشاهقة وسوي المدينة بالأرض. وبدلا من ذلك، يقول الإسرائيليون إنهم سينشرون قوات خاصة للقضاء على قادة "حماس" وتدمير أنفاقها وبنيتها التحتية العسكرية.
لكن المسؤولين الأميركيين أقروا بأن العديد من هذه الضمانات لم تتحقق سابقا، ويأملون أن تكون هذه المرة هي البداية الفعلية لتخفيض تعداد القوات – وهي الأولى منذ بدء العمليات البرية – إشارة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين باتوا يذعنون أخيرا للضغوط الأمريكية، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية الناجمة عن تحويل عشرات الآلاف من القوى العاملة إلى جنود احتياط.
وحث وزير الخارجية الأمريكي كبار القادة الإسرائيليين في اجتماعات متتالية يوم الثلاثاء على الحد من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، وتجنب حرب شاملة مع مقاتلي "حزب الله" في لبنان، والتفكير بجدية في التخطيط لما سيأتي بعد انتهاء القتال.
ويقدم بلينكن، خطة لمستقبل غزة إلى القادة الإسرائيليين بناء على اجتماعاته مع القادة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن واليونان وتركيا قبل وصوله إلى إسرائيل.