قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، إن "حزب الله" اللبناني ظن أن إسرائيل "بيت عنكبوت"، وفجأة رأى أي "عنكبوت" يتحدث عنه.
جاء ذلك خلال تفقده وحدة "ديفورا" الإسرائيلية على الحدود مع لبنان رفقة وزير الاقتصاد نير بركات، وفق قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية.
وقال نتنياهو: "اخترت القدوم إلى كريات شمونة، بينما نتعرض للقصف بنيران مضادة للدبابات".
وأضاف: "لقد أخطأ حزب الله في تقديرنا في عام 2006، وهو يرتكب خطأً كبيراً في حقنا حتى الآن".
وتابع نتنياهو: "لقد ظن حزب الله أننا بيت عنكبوت، وفجأة رأى أي عنكبوت هذا. إنه يرى هنا قوة هائلة، وتصميمًا على القيام بكل ما يلزم لاستعادة الأمن في الشمال، وأنا أقول لكم: هذه هي سياستي".
ومضى بقوله مخاطبا الجنود الإسرائيليين: "سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة الأمن في الشمال والسماح لعائلاتكم، لأن الكثير منكم من المنطقة، بالعودة إلى ديارهم بأمان وتعلمون أنه لا يمكن العبث معنا، وسنفعل كل ما هو ضروري. نحن بالطبع نفضل أن يتم ذلك دون معركة واسعة، لكن هذا لن يوقفنا".
وجاءت تصريحات نتنياهو، بعد وقت قصير من إعلان "حزب الله" عن اغتيال القيادي العسكري بالحزب وسام حسن طويل "الحاج جواد"، في هجوم بطائرة إسرائيلية بدون طيار استهدفت سيارة في منطقة بلدة خربة سالم جنوب لبنان.
ونشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي صورة قالت إنها لطويل وهو يقود سيارة وإلى جانبه القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي أغتيل في غارة أمريكية قرب مطار العاصمة العراقية بغداد مطلع عام 2020.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن "طويل" كان مسؤول التدريب المركزي في "حزب الله".
وأضافت: "كان وسام طويل، أحد كبار القادة الميدانيين في التنظيم "الإرهابي" والمقرب من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مسؤولاً عن التدريب المركزي".
وسبق أن هدد مسؤولون إسرائيليون كبار مؤخراً بصراع أوسع نطاقاً مع "حزب الله"، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية من شأنها أن تبقي مسلحي الحزب بعيداً عن السياج الحدودي.
وأمس الأحد، قالت صحيفة أمريكية، إن مسؤولي البيت الأبيض يشعرون بالقلق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يبدأ حربًا شاملة ضد "حزب الله" في لبنان من أجل إنقاذ حياته السياسية، على ما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة: "إذا انتهت حرب غزة غدًا، فإن مسيرة نتنياهو السياسية ستنتهي معها، مما سيحفزه على توسيع الصراع".
وتراجعت شعبية نتنياهو بشكل حاد في استطلاعات الرأي منذ بدء الحرب على غزة، ومن الواضح أن الجمهور ينسب إليه جزءا كبيرا من اللوم عن الإخفاقات التي مكنت الحركة من تنفيذ الهجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال العديد من كبار القادة الإسرائيليين مرارا إنه يجب إبعاد "حزب الله" عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في عام 2006، وتعهدوا بأنه إذا لم يتم تحقيق ذلك عبر الدبلوماسية، فسيتم تحقيقه عسكريًا.
ويخوض "حزب الله" صراعا محدودا، لكن متصاعدا مع الجيش الإسرائيلي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 7 أكتوبر، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، لكن مراقبين يتوقعون انهيار كل قواعد الاشتباك التي حرص "حزب الله" على اتباعها مع إسرائيل باعتباره "جبهة مساندة" لغزة، ودخوله في حرب حقيقية مع إسرائيل.
وأطلق "حزب الله" عشرات الصواريخ على قاعدة جوية إسرائيلية على جبل ميرون في شمال إسرائيل يوم السبت، وقال إن ذلك كان "ردا أوليا" على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" صالح العاروري في غارة جوية منسوبة لإسرائيل في لبنان الأسبوع الماضي.