أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) اليمنية، أمس الثلاثاء، تبني عمليتين الأولى استهداف سفينة تجارية والثانية ضد أهداف عسكرية في منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوب فلسطين المحتلة ومناطق أخرى هناك.
وقال الناطق العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان، إن “القوات البحرية (التابعة للجماعة) نفذت عملية استهداف لسفينة تجارية (إم إس سي يونايتد) بصواريخ بحرية مناسبة، وذلك بعد رفض طاقم السفينة وللمرة الثالثة نداءات القوات البحرية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية المتكررة”.
ووفق مسؤولين أمريكيين فإن الحوثيين قد نفذوا نحو 100 هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة على 12 سفينة في البحر الأحمر.
وقال يحيى سريع: “إن سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية نفذ أيضا عملية عسكرية بعدد من الطائرات المسيرة على أهداف عسكرية في منطقة أم الرشراس (ميناء إيلات الاسرائيلي) ومناطق أخرى في فلسطين المحتلة”.
وذكرت تقارير أن هجمات الحوثيين في اتجاه ميناء إيلات في جنوب إسرائيل وضد السفن المتجهة إلى هناك قد الحقت بالميناء خسائر كبيرة؛ بل لقد فقد 80 في المئة من ايراداته في الوقت الراهن.
وأكد العميد سريع أن ذلك يأتي “انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ حتى هذه اللحظةِ للقتلِ والتدميرِ والحصارِ والتجويعِ”.
وجدد التأكيد على ما جاء في البيانات السابقة لقواتهم بشأنِ “استمرارَ عملياتِها في البحرينِ الأحمرِ والعربيّ ضد السُّفُنِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ، حتى ادخال ما يحتاجه قطاع غزة من غداء ودواء(…) مع حرصِها الكاملِ على استمرارِ حركةِ المِلاحةِ البحريةِ إلى كلِّ الوجهاتِ باستثناءِ الكيانِ الإسرائيلي”.
وتبنى الحوثيون في 18 ديسمبر/ كانون الأول عملية استهداف سفينتين قالت الجماعة إن لهما ارتباط بإسرائيل.
واستولوا في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني بالبحر الأحمر على سفينة (جلاكسي ليدر)، التي تقول الجماعة إن رجل أعمال إسرائيلي مساهم في ملكيتها.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، قالت، الثلاثاء، إنها تلقت تقارير عن أربعة انفجارات وقعت بالقرب من سفينتين من خلال صواريخ وطائرات مسيرة، وذلك خلال إبحارهما في البحر الأحمر، قبالة مدينة الحديدة اليمنية.
وذكرت الهيئة، في بيانات موجزة على منصة إكس، أن حادث وقع على بعد 60 ميلاً بحريًا من الحديدة، وسُمع دوي انفجار، وشوهدت صواريخ على بعد 4 أميال بحرية منها، وشوهد انفجار آخر على بعد0.5 ميل بحري من سفينة الإبلاغ، مؤكدة أن السفينة وطاقمها آمنون.
كما ذكرت، في وقت سابق من أمس الثلاثاء، أن سفينة أخرى تعرضت لحادث على بعد 50 ميلاً بحريًا غرب الحديدة.
وأضافت أنها تلقت تقريرين عن مشاهدة طائرات بدون طيار بعد حوالي 15 دقيقة من الرؤية، وشوهد انفجاران على بُعد 5 أميال بحرية من السفينة، وقع الانفجار الأول الساعة 03:20، والثاني في الساعة 03:25، غرب الحديدة.
وأشارت إلى أن السفينة كانت على اتصال بقوات التحالف، مؤكدة أن السفينة أبلغت أنها وطاقمها بخير، ولم يلحق بها أي ضرر وتواصل رحلتها دون أي نشاط مشبوه.
واعلنت واشنطن الأسبوع الماضي انشاء تحالف “حماية الازدهار” بهدف تأمين الملاحة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن من خلال مرافقة السفن التجارية حتى عبورها بأمان، وصد أي عمليات هجومية ضدها؛ فيما اعتبر البعض أن الهدف من انشاء التحالف هو استهداف مراكز قوة الحوثيين في اليمن وتأمين مرور السفن الاسرائيلية.
ومساء الاثنين- الثلاثاء، أعلنت البحرية الهندية نشر ثلاث سفن حربية وطائرة استطلاع في بحر العرب “للمحافظة على وجود رادع”. وجاء ذلك بعد أن أصيبت ناقلة مواد كيميائية، السبت، قبالة سواحل الهند في هجوم شنته مسيّرة انطلقت من إيران بحسب الولايات المتحدة في حين تنفي طهران أن تكون ضالعة في الحادث.
وقالت: “تحليل منطقة الهجوم والشظايا على متن السفينة يشير إلى هجوم بمسيّرة” مضيفة أن الأمر “بحاجة إلى تحليل أعمق”.
وعززت الهند أيضا جهودها في إطار مكافحة أعمال القرصنة في خليج عدن قبالة سواحل اليمن حيث استهدفت سفينة ترفع علم مالطا بهجوم في منتصف أيلول/سبتمبر.
وأرسلت نيودلهي مدمرة قادرة على إطلاق صواريخ إلى المنطقة “لتعزيز جهودها لمكافحة القرصنة في خليج عدن” على ما أوضحت البحرية.