قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح بات صوت المظلومين المقهورين في القطاع، مع إصراره على أداء واجبه الإعلامي، رغم استشهاد زوجته وأفراد من أسرته والظروف القاسية التي يشتغل فيها بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن الدحدوح يحتضن في جسده المثخن بالجراح المآسي التي يعيشها أهل غزة، فقد بُلغ بمقتل زوجته وأفراد من عائلته وهو على الهواء مباشرة، فغادر، لكنه عاد للقيام بواجبه الإعلامي على قناة الجزيرة مباشرة بعدها، دون كلل أو ملل.
=
وزادت أنه نجا من الموت بأعجوبة بعدما استهدفته وفريقه قواتُ الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام، حيث أصيب هو بجراح لم تمنعه من الهروب لعدة أمتار لينجو من موت محقق، في حين قتل رفيق دربه المصور سامر أبو دقة الذي ظل ينزف لعدة ساعات دون أن يستطيع أحد إسعافه.
ونقلت لوموند عن صديق وائل الدحدوح مصور وكالة الصحافة الفرنسية محمود الهمص قوله إن الدحدوح صحفي يحظى بثقة سكان قطاع غزة، وأضاف "نحن الصحفيين نتشارك مصير السكان المدنيين نفسه، ونعيش قلقا كبيرا على أسرنا، لكننا نحرص رغم ذلك على نقل ما يجري"، وتابع "إن العمل دون انقطاع هو أيضا متنفس للدحدوح المكلوم الجريح".
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدفت طائرات الاحتلال بيتا توجد فيه أسرة الدحدوح بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فاستشهد في الغارة زوجته وابنه وابنته.
ورغم الجراح والآلام -تتابع لوموند- فإن الدحدوح يبدو أنه يستمد من إيمانه الطاقة اللازمة للاستمرار، فهو يرى أنه لا يقوم بوظيفة، بل يؤدي رسالة، علما أن الحكومة الإسرائيلية التي لا تعجبها تغطية قناة الجزيرة تعد بانتظام بإسكاتها وإغلاق مكاتبها في القدس ورام الله.