الحوثي يتحدى “حارس الازدهار”.. إيران تختبر دقة صواريخها ..

الجمعة 22 ديسمبر 2023 10:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الحوثي يتحدى “حارس الازدهار”.. إيران تختبر دقة صواريخها ..



كتب د. سلام العبيدي:

لم يستغرقْ وقتاً طويلا رد ُّجماعة “أنصار الله” اليمنية على إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إطلاق تحالف “حارس الازدهار”، الذي تشكله الولايات المتحدة وحليفاتها لحماية الملاحة في البحر الأحمر، كما تتدعي. اما مشاركة البلد العربي الوحيد – البحرين – فتبدو من جهة بمثابة “رفع عتب” عن الدول الخليجية الأخرى، ولا سيما السعودية، التي لا تنوي التورط مجددا في  صدام عسكري مع الحوثيين، اما من الجهة الاخرى فهي إشارة مبطنة الى ان لايران ضلعاً في التصعيد في البحر الأحمر.

زعيم “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، الذي عاب دولا عربية دون ذكرها بالاسم، على تواطئها مع الكيان الصهيوني من خلال المشاركة في اعتراض المقفذوفات الموجهة له، حذر الولايات المتحدة من ان تخطئ حساباتها وتهاجم اليمن، متوعدا بان القوات المسلحة اليمنية سترد بما تمتلك من قوة على اي عدوان يقع عليها. والاهم، وعد الحوثي بان الهجمات على الكيان الصهيوني سوف تستمر وان العمل جارٍ على تطوير القدرات الهجومية للتأقلم مع الواقع الجديد، الذي قد يتشكل مع استقدام امكانات عسكرية أمريكية وغربية إلى منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ما يفهم من الخطاب اليمني، أن صنعاء سوف تطور أسلوب تعاملها سواء مع السفن التجارية القادمة من والى الكيان الصهيوني او مع القطع البحرية، التي ستوكل اليها حماية الملاحة في البحر الأحمر في اطار تحالف “حارس الازدهار”. وبالطبع، ستحتاج أيضا إلى تغيير إسلوب مهاجمة الأهداف الاسرائيلية في فلسطين المحتلة. هنا يمكن الافتراض ان حركة “أنصار الله” سيظهر عندها نوعان جديدان من الصورايخ على الاقل، نوع من صواريخ أرض – أرض أكثر دقة وسرعة مما استخدم حتى الان في دك الأهداف الاسرائيلية، ونوع من صواريخ أرض – بحر لمهاجمة الأهداف البحرية. بالإضافة إلى نوع من المسيرات، التي تمتاز بقدرات افضل على المناورة للإفلات من الاعتراض. كل هذه الأسلحة  الأكثر تطوراً متوفرة لدى إيران. وما يرجح إمكانية استلام اليمنيين هذه النماذج المتطورة من الأسلحة، فِهمُ طهران العميق أنها هي نفسها مستهدفة وبقوة في سياق العدوان الصهيوني الوحشي على غزة. فرئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتن – ياهو يخفي بصعوبة حلمه في توسيع نطاق المعركة ضد غزة لجرِّ حزب الله ومن ورائه إيران إلى حرب إقليمية كبيرة.

الإيرانيون يعون تماماً أن مجرمي تل – ابيب يرون في توسيع الحرب مخرجاً للمأزق الذي وقعوا فيه بعد عملية “طوفان الأقصى” ويودون توريط الولايات المتحدة في صدام عسكري مع إيران لضرب عصفورين بحجر واحد – إنقاذ الكيان الصهيوني الغارق في رمال غزة ودماء شهدائها، وتصفية الحسابات مع طهران، التي أصبحت على مسافة شهور قليلة من إمتلاك سلاح الردع النووي، كما تقول تقارير استخبارية كثيرة. القيادة الإيرانية هي من يريد توقيت المعركة، وبالنسبة لها فان، إطلاق الصواريخ من اليمن إلى فلسطين المحتلة، وهي تقطع أكثر من ألفي كيلومتر لبلوغ أهدافها، يعد إختبارا لقدرات وميزات صواريخها سواء من حيث الدقة أو من إمكانية الإفلات من الصواريخ الاعتراضية. إيران قالت إنها تملك صواريخ فرط صوتية، فهل سنراها في ميدان الطوفان؟
*مركز “اتجاهات” للدراسات الدولية والتنبؤات واستشراف المستقبل