قالت المحللة السياسية الإسرائيلية، سيما كدمون، إنه بعد أسبوع توقفت فيه صفارات الإنذار في "مركز البلاد"، وبينما تُنشر كل يوم تقارير صادرة عن المتحدث باسم الجيش حول السيطرة الإسرائيلية على شمال قطاع غزة، أطلقت غزة وابلا كثيفاً من الصواريخ تجاه مناطق "المركز"، متسائلة: "ماذا يعني تفكيك حماس؟ الانتقال للمرحلة الثالثة؟ انتهاء "مرحلة الشجرة"؟"
وترى المحللة في مقال كتبته في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أعتقد أن السنور أظهر لنا ضعفنا حين ربط مفاوضات الأسرى بوقف الحرب، فمن يرفض أي مفاوضات حتى وقف إطلاق النار بشكل كامل ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، من المؤكد أنه لا يشعر بضغط "الحذاء على رقبته".
وتتابع: "إن الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية منذ بداية الحرب لم تكن قابلة للتحقيق، الجيش الإسرائيلي لن يطيح بحماس، منذ البداية لم يكن هناك أي احتمال لذلك، وتكرار ذلك في كل مؤتمر صحفي لن يجعله ممكنا".
وتردف: "بغض النظر عن شجاعة الجنود وتمسكهم بالهدف المعلن، إلا أن هذا الهدف لن يتحقق، حماس لن تنهار، ولن تنتهي، ولن تختفي، على إسرائيل أن تعترف بذلك بجرأة تامة، فلا فائدة من الاستمرار في تضليل الرأي العام".
وتضيف: "لسوء الحظ، فإن القدرة على إعادة جميع المختطفين إلى ديارهم تصبح، يوما بعد يوم، بعيدة المنال أيضا".
وتعتقد المحللة أن زيادة الضغط الدولي، وخاصة الأمريكي، سيجعل "إسرائيل" أمام خيارين: إما وقف القتال باتفاق، أو وقف القتال دون اتفاق، وكلاهما لا يحقق الأهداف.
ويتطرق مقال يديعوت، لمحاولات نتنياهو التنصل من مسؤوليته عن الحرب، حيث تتكشف كل يوم المزيد من الأدلة على أن نتنياهو كان يعرف ما سيحدث، بل ووصف في مناسبات مختلفة تفاصيل ما تعده حماس لإسرائيل، لذلك عندما يتحدث عن أنه لن يسمح بقيام"لا حماستان ولا فتحستان"، فإنه يصرخ من اليأس، حسب تعبير كدمون.
وخلال الحملة الانتخابية في أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي، نُشر مقال لبنيامين نتنياهو في صحيفة "هآرتس"، حمل عنوان "مثلث السلام الحديدي"، لم يمر سوى عام وأسبوع بين نشر المقال واليوم الذي حدث فيه أكبر فشل منذ تأسيس "الدولة".
ووفق قول المحللة، عام وأسبوع بين غطرسة من اعتقد أنه يحمل بين يديه "مثلث القوة" لدولة إسرائيل، وبين من انكشف كشخص أوصلنا إلى أعظم انحطاط وإلى أضعف نقطة في تاريخ اسرائيل، إلى ما يمكن تسميته بـ "مثلث الضعف".
وبحسب نتنياهو، تقول المحللة الإسرائيلية، فإن "مثلث قوة إسرائيل يعني قوتها في ثلاث جوانب: سياسي واقتصادي وأمني"، مضيفة: "كان أساس السياسة الوطنية في المقام الأول أن إسرائيل ستدافع عن نفسها بقواتها، لم نتمتع أبدًا بحماية الدول الأخرى أثناء الحروب، وحتى لو كانت هناك مساعدة، فقد تجلت فقط في توريد الأسلحة".
وترى سيما كدمون، أن نتنياهو كسر هذا الجانب، فرغم أنه يقوم الآن بتمثيل زائف لشخص يجادل الولايات المتحدة وغير مستعد لقبول مطالبها، إلا أنه في الواقع حوّل إسرائيل إلى دولة راعية، متسائلة "متى حدث أن وزير الخارجية الأمريكي ورئيس جهاز الأمن القومي الأمريكي يجلس في مجلس وزراء الدفاع؟" لقد جعل إسرائيل، رسميا، دولة تابعة، وكل محاولات نتنياهو لإظهار أن لديه كلمة ضد بايدن هي لأغراض سياسية فقط".
وتقول: "نتنياهو فشل في الجانب الأمني، فتسميته بسيد الأمن عبارة عن مزحة، وبعيداً عما يحدث في غزة، إن ما يحدث في الشمال لا يمكن تصوره، فعلى الرغم من وجود شريط أمني هناك إلا أن هذا الشريط موجود في الأراضي الإسرائيلية وليس في لبنان، لقد تم إفراغ الشمال من مئات الآلاف من السكان، وحزب الله يتلاعب بإسرائيل".
وغير ذلك، بينما كان نتنياهو نائماً أصبحت إيران دولة نووية على الحدود، وسوريا تزداد قوة واليمنيون يطلقون النار علينا، هل هناك واقع أمني أسوأ؟!، تتسائل المحللة الإسرائيلية.
وتختم بالقول: "مع محاولات نتنياهو وعائلته إلقاء كل اللوم على الجيش، فهناك شيء واحد يجب أن يحدث لتتخلص إسرائيل من كل هذا: أن يتنحى نتنياهو من منصبه".