مركز "شمس" الفظائع التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من عُمْر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

الإثنين 11 ديسمبر 2023 02:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
مركز "شمس" الفظائع التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من عُمْر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان



رام الله / سما /

أدان مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" الانتهاكات والفظائع والمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة ، وفي عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة من قتل للنساء والأطفال والمسنين ، واستهداف مباشر للأعيان المدنية من مستشفيات وجامعات ومدارس وكنائس ومساجد ومراكز طبية ، ومنع إدخال الدواء والغذاء والمياه والوقود والتي تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، بل أنها تطهير عرقي وإبادة جماعية ، والتي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يومياً بحق الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.وتدمير ممنهج للبنية التحتية ، ولكل مظاهر الحياة والمدنية في قطاع غزة .

 

كما وشجب مركز "شمس" مواقف الدول المشاركة في العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال على أبناء شعبنا في قطاع غزة ، إذ يتمثل موقف بعض الدول  في المشاركة في العدوان وتقديم المال والسلاح لدولة الاحتلال وبتوفير الغطاء السياسي للاحتلال في مجلس الأمن الدولي ، وبالتأييد المطلق للعدوان، والصمت أحياناً ، إذ أن مواقف تلك الدول التي تتماها مع عدوان الاحتلال على قطاع غزة هي انتهاك جسيم للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، بل واعتداء على قرارات الشرعية الدولية ،والمواثيق الدولية ذات الصلة والتي تدعو إلى حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وأهمها الحق في الحياة، وهي تعبير عن سياسة  الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير في التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة من قبل بعض الدول الأوروبية، وتبني واضح وصريح  للرواية الإسرائيلية ، على الرغم من أن العالم يرى ويشاهد ما تنقله وسائل الإعلام من عين المكان والتدمير الهائل الذي يحصل في قطاع غزة، ومع ذلك تواصل بعض دول العالم دعمها  لهذا العدوان وتدعي أن من (حق إسرائيل الدفاع عن نفسها) ، فأي دفاع عن النفس للدولة المحتلة لأراضي الغير؟.

 

وطالب مركز "شمس" دول العالم في اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي أقرته الجمعية العامة للأمم لمتحدة بموجب القرار رقم (217) في 10/12/1948م ، والذي أصبح باعثاً أساسياً وممهداً  لإقرار أكثر من (70) معاهدة دولية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان في العالم، بالانتصار لهذا الإعلان وتطبيق كل ما جاء فيه على الشعب الفلسطيني، فقد كان إقرار الإعلان  العالمي لحقوق الإنسان كتعبير عن توجه المجتمع الدولي نحو احترام حقوق الإنسان ومأسستها ضمن ضوابط قانونية ودستورية عالمية، وأن حقوق الإنسان هي أساس تحقيق العدالة والسلام والحرية في العالم، فهذا الإعلان المكون من ثلاثين مادة وديباجة ، والذي يؤكد على عالمية حقوق الإنسان والمساواة بين كافة البشر. إذ نصت المادة رقم (1) من هذا الإعلان على(يولد جميع الناس أحرار متساوون في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء) ، وأكدت كافة مواد الإعلان على الحقوق الأساسية للإنسان والتي يجب على الجميع حمايتها والالتزام بها وعدم انتهاكها من أي سلطة كانت لأنها حقوق متأصلة لكل إنسان كحقوق طبيعية نابعة من إنسانيته.

 

وحيّا مركز" شمس" موقف المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان الذين انتصروا وانحازوا لقيمهم ومبادئهم الحرة النبيلة بإعادة الجوائز التي حصلوا عليها من عدد من الدول التي تساند وتشارك الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة أولئك المدافعين والمدافعات : عزة سليمان من مصر . راجية عمران مصر . عبد الله الخونيني الكويت .محمد لطفي مصر. مركز النديم مصر.لينا عطا لله مصر . زويا ورحانا لبنان .عصام يونس فلسطين . هديل عبد العزيز الأردن . ساما عويضة فلسطين .الذين انحازوا إلى ضمائرهم ووطنيتهم ، وشرفهم المهني ، حيث أن إعادة هذه الجوائز من قبل المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان لهذه الدول هو بمثابة صفعة . بل ولطمة لهذه الدول، وتعبير واضح وجلي من هؤلاء المدافعين والمدافعات عن سخطهم اتجاه مشاركة هذه الدول ودعمها للاحتلال في عدوانه على قطاع غزة ، وتأكيداً على أن حقوق الإنسان هي لصيقة بالإنسان وأي إنسان بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو معتقده أو رأيه السياسي أو أصله الوطني أو دينيه أو وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي، إن الموقف المبدئي من هؤلاء المدافعين والمدافعات يعني عدم قبولهم لأي وسام أو درع أو جائزة بأن يعلق كنيشان من دول تخرق القانون الدولي الإنساني ولا تحترمه، بل إنها تساند الاحتلال وتشاركه في عدوانه على قطاع غزة، إن إعادة هذه الجوائز لهذه الدول من قبل المدافعين والمدافعات لا تٌصنف على أنها خطوة رمزية بل خطوة مهمة وعملية وفعلية وتأكيداً على أننهم لن يقبلوا جوائز من دول تدعم العدوان.

 

وأكد مركز "شمس" على ضرورة قيام هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة بالدور المنوط بها في حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية في شتى بقاع الأرض بغض النظر عن الرأي السياسي أو الأصل الوطني أو الدين أو العرق أو اللون، استناداً لما جاء واستناداً في ميثاقها، واستناداً لما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللالتزامات الدولية للدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة والدول الموقعة على هذا الإعلان، من أجل ضمان حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية دون تعسف أو تدخل من أي سلطة كانت.

 

وأكد مركز "شمس" على أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي أقر بعد الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان والتي ارتكبت بحق الإنسانية جمعاء في الحرب العالمية الثانية، حيث مارست الأنظمة الشمولية والفاشية  شتى أنواع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، تلك الأنظمة التي جرت العالم إلى أتون الحرب، وما زالت البشرية حتى اللحظة تعاني وتعيش مآسي وأهوال تلك الحرب وما زالت كارثة هيروشيما ونيكازاكي في اليابان حاضرة وشاهدة على هول تلك المجازر المروعة والإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الإنسانية جمعاء، حيث استخدم السلاح النووي لإبادة تلك المدن، وما زال حصار لينغراد وتجويع ملايين البشر ماثلاً أمام العالم  بمآسيه وتجلياته وفظائعه، في استباحة  كبيرة لشعوب العالم من قبل الأنظمة الديكتاتورية، فقد جاء هذا الإعلان من أجل أن يقنن حقوق الإنسان برمتها في وثيقة دولية ، ولكن هذه الدول على الرغم مما حل بها من الأنظمة الفاشية والشمولية من تدمير وخراب وقتل واستباحة لأراضيها واحتلال لها،  إلا أنها مازالت تعيش قناعة المستعمر وقناعة المحتل والدولة التي لا تحترم حقوق الإنسان.

 

وذكّر مركز "شمس" أن الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان يشكل مناسبة دولية هامة للتأكيد على عالمية حقوق الإنسان وقداستها وحمايتها من الانتهاكات، وعلى ضرورة أن تنتصر دول العالم لكل ما جاء في هذا الإعلان لحماية حقوق المستضعفين والشعوب التي ما زالت ترزخ تحت الاحتلال في شتى بقاع الأرض، وضرورة أن تعمل دول العالم على موائمة قوانينها وأنظمتها الوطنية بما ينسجم مع ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعتبر الوثيقة الدستورية العالمية الأولى التي تحمي حقوق الإنسان وتصون كرامته وتدعو للمساواة التامة بين جميع البشر، وتجريم أي انتهاك لحقوق الإنسان في أي دولة في العالم استناداً إلى عالمية حقوق الإنسان وقداستها.

 

ودعا مركز "شمس" كافة المنظمات المحلية الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى توحيد جهودها على الصعيد الحقوقي والقانوني للتصدي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في العالم، والانتصار لحقوق الإنسان وكرامته وحرياته الأساسية التزماً لما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكافة المعاهدات الولية ذات العلاقة، من اجل الوصل إلى عالم يسوده الاستقرار والحرية والسلام والتعاون ويُحترم فيه الإنسان.