قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، إن أخر إحصائيات لعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية لليوم الـ60 على التوالي سجلت استشهاد 16060 مواطنا.
وأضافت الكيلة في مؤتمر صحفي عقد في مقر الوزارة بمدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، تناول الوضع الصحي الكارثي، أن نحو 15.800 مواطن استشهدوا في قطاع غزة، فيما استشهد في محافظات الضفة 260 مواطنا.
وأوضحت أن نحو 40 ألف مواطن جرحوا خلال العدوان، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال (أكثر من 6 آلاف طفل، ونحو 4 آلاف امرأة)، فيما 20 مستشفى ما تزال خارج الخدمة، رغم من أن بعضها استأنف عملياته جزئيًا بعد وصول الوقود، أي ان جميع المرضى بما فيهم مرضى غسيل الكلى والسيدات الحوامل والأطفال في شامل غزة لايوجد لديهم اي مكان لتلقي العلاج.
وأكدت أن نسبة الإشغال في مستشفيات جنوب قطاع غزة بلغت حتى الآن أكثر من 210% الى جانب النقص الحاد في الكوادر البشرية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود.
وأكدت أن نقطة الدفاع المدني الوحيدة التي كانت تعمل في قطاع غزة قصفت بالأمس، وأخرجت عن الخدمة، ما يعني عدم إمكانية إجلاء الشهداء والجرحى من تحت الركام وهذه كارثة محققة.
ولفتت إلى أن 4 مستشفيات في الشمال تعمل بشكل جزئي، وتقدم خدمات محدودة، إلى جانب مستشفيين يقدمان خدمات غسيل الكلى فقط، موضحة أنه بالرغم من المناشدات من المجتمع الدولي لقوات الاحتلال بتجنيب التعرض للمدنيين، إلا أن عدد الشهداء في زيادة مستمرة، وأن المستشفيات العاملة تواجه تحديات بسبب القصف والاكتظاظ وانقطاع التيار الكهربائي ونزوح المواطنين.
وقالت الكيلة عن أي من مستشفيات الشمال لا تستطيع إجراء العمليات الجراحية، فيما خرجت 55 سيارة إسعاف عن الخدمة بشكل كامل، واستشهد أكثر من 250 من الكوادر الصحية.
وبينت أن حوالي 30 عاملا في المجال الصحي معتقلون لدى الاحتلال الإسرائيلي، كما توقف العشرات من مراكز الرعاية الصحية عن العمل بسبب القصف ونفاد الوقود.
وذكرت أن النقص في الأدوية والمستهلكات الطبية كبير جدا، والاحتياجات المتزايدة لها أصبحت أكبر خصوصا بعد خروج مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة تماما، ولم يعد هناك إلا 4 منها فقط في جنوب القطاع، وتعمل بالحد الأدنى على تقديم الخدمات للجرحى والمرضى وبسعة سريرية لا تتجاوز 1300 سرير.
ونوهت إلى أنه في هذه الأثناء يتعرض مستشفى كمال عدوان لحصار مشدد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ويتم إطلاق النار بشكل مكثف تجاه المستشفى والمرضى، ولا يوجد أي ممر آمن لخروجهم وهذا ينذر بمجزرة جديدة بحقهم.
وحول عدد النازحين، أشارت الكيلة خلال المؤتمر أن عددهم في قطاع غزة بلغ أكثر من 1.8 مليون مواطن، أي ما يقارب 80% من سكان قطاع غزة.
وأكدت أن الحالة الوبائية في مراكز اللجوء من مدارس وتجمعات مستشفيات وصلت الى إحصائيات كارثية، حيث أن النقص الحاد في المياه والغذاء والدواء والمستلزمات التي تتعلق بالنظافة أدى الى انتشار للأمراض والأوبئة بين النازحين وبأعداد مخيفة، تنذر بالكارثة المحققة، حيث أن منظمة الصحة العالمية وفي أحدث تقرير لها قالت إنه من المتوقع أن تكون الوفيات بسبب الأمراض وانهيار القطاع الصحي بغزة كيبرة جدا.
كما أكدت رصد ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات المسجلة من الأمراض المعدية بين المواطنين النازحين حيث تم تسجيل أكثر من 117 ألف حالة التهاب تنفسي حاد، وأكثر من 86 ألف حالة إسهال وجفاف حاد عند الأطفال دون سن الخامسة، وأكثر من 50 ألف حالة مرض جلدي، منها 26 ألف حالة جرب وتقمل، وأكثر من 2400 حالة جدري.
وأوضحت أن عدد الحالات المرضية التي سجلت حلال شهر واحد من العدوان على قطاع غزة من مرض الإسهال لدى الأطفال تفوق عدد الحالات التي سجلت لنفس المرض ونفس الفئة العمرية خلال العامين 2020 و2021.
وقالت الكيلة إنه لوحظ وبشكل كبير رصد ازدياد في حالات مرض التهاب الكبد الوبائي من نوع (أ) حيث تم تسجيل حوالي 1000 حالة مصابة بالمرض وهذه خطير جدا.
وأضافت أنه سجلت خلال شهر واحد من العدوان على قطاع غزة أكثر من 5300 حالة ولادة في قطاع غزة، بمعدل 183 حالة يوميا حيث أن عدد السيدات الحوامل في قطاع غزة وصل الى 52 الف سيدة، في ظل عدم توفر خدمات طبية وصحية أمنة لهن.
وتحدثت الكيلة خلال المؤتمر عن الاعتداءات التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، مشيرة إلى أنه سجل منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر استشهاد 260 مواطنا، ما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العام إلى 468، وجرح 3200.
وأشارت إلى أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي تتزايد على المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات وطواقم الإسعاف وصعد من استهدافه للمستشفيات ومحاصرتها واقتحامها والاعتداء على سيارات وطواقم الإسعاف، واعتقال الجرحى.
وقالت إن هجمات المستعمرين تتواصل، حيث تم تسجيل 308 حوادث منذ بدء العدوان، ما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار في ممتلكات المواطنين، كما تم تهجير ما لا يقل عن 143 أسرة فلسطينية تضم 1,014 مواطنا، من بينهم 388 طفلا، وسط عنف المستعمرين والقيود المفروضة على الوصول.
وشددت الكيلة على ضرورة وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والمؤسسات الصحية، وحماية المواطنين وإيجاد مناطق وممرات آمنة في قطاع غزة، وحماية المستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية.
وحثت على تكثيف الجهود من كافة الأطراف الدولية والعربية والأممية للضغط على سلطات الإحتلال الإسرائيلي من أجل السماح للطواقم الطبية من وزارة الصحة الفلسطينية والطواقم المتطوعة للدخول الى قطاع غزة والعمل في المشافي هناك.
وطالبت بتكثيف الجهود من كافة الأطراف الدولية والعربية والأممية للضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح بإدخال عدد أكبر من الشاحنات الإغاثية والمستلزمات الطبية والأدوية الى قطاع غزة.
وناشدت مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية وحقوق الإنسان التنفيذ الفوري للقوانين الإنسانية الدولية التي تحظر الهجمات على المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف والفرق الصحية والمسعفين الطبيين فوراً.
ودعت الكيلة للسماح بشكل عاجل بدخول الإمدادات الإنسانية والصحية إلى قطاع غزة بشكلٍ كافٍ، وخاصة الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية والألبان ووقود المولدات الكهربائية في المستشفيات، والوقف الفوري لتهجير المواطنين، وتوفير الدعم الفوري لتعزيز عمليات البحث والإنقاذ.