مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو بشأن الحرب الإسرائيلية القادمة على جنوب غزة

الخميس 30 نوفمبر 2023 01:12 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو بشأن الحرب الإسرائيلية القادمة على جنوب غزة



القدس المحتلة/سما/

عبّر الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الماضي، عن "القلق البالغ" لدى الإدارة في واشنطن، بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتوقعة جنوبي قطاع غزة، في إطار الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر، وذلك بعد انتهاء الهدنة المؤقتة.

جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واللا" الإسرائيلي، مساء الأربعاء، نقلا عن مسؤولَين أميركيَين رفيعَي المستوى (لم يسمهما)، مشيرا إلى "مخاوف أميركية من أن تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين الفلسطينيين"، وذلك في ظل الأعداد الكبيرة للضحايا المدنيين الذين استشهدوا نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

وأضاف التقرير أن المخاوف الأميركية تتعزز خصوصا بسبب نزوح غزيين إلى جنوبي قطاع غزة هربا من القصف والهجمات الإسرائيلية، بعد أن طالبهم الجيش الإسرائيلي بالانتقال إلى الجنوب، وقصف المئات من العمارات السكنية على رؤوس ساكنيها واجتاح المناطق الشمالية، وبات يتركز في جنوبي قطاع غزة نحو مليوني فلسطيني.

وبحسب إدارة بايدن، فإن النهج العسكري الذي انتهجه الجيش الإسرائيلي في شمالي قطاع غزة، سيؤدي إلى أزمة إنسانية "أكثر حدة وكارثية" في جنوبي القطاع، في ظل تركز النازحين في الجنوب. وأكد المسؤولان أن "الغرض من محادثة بايدن مع نتنياهو يوم الأحد، كان مناقشة مخاوفه بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة".


وقال بايدن لنتنياهو إن "الطريقة التي عمل بها الجيش الإسرائيلي في شمالي قطاع غزة - هجوم بري واسع النطاق بثلاث فرق مدرعة ومشاة - لا يمكن تكرارها في جنوبي قطاع غزة في ظل وجود مليوني مدني"، بحسب ما أفاد المسؤولان الأميركيان.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين رفيعي المستوى أن "نتنياهو أبلغ بايدن أنه لا يستطيع إلا أن يأمر بتوسيع العمليات البرية لتشمل جنوبي قطاع غزة"، وادعى أن "ذلك ضروري لتحقيق أهداف العملية الإسرائيلية ولأن الرأي العام في إسرائيل لن يقبل بوقف العمليات العسكرية في هذه المرحلة".

وطلب الرئيس الأميركي من نتنياهو أن "تجري إسرائيل والولايات المتحدة مشاورات بشأن الخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي قبل الشروع بالعمليات في جنوبي قطاع غزة، كما حدث في ما يتعلق بالخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي قبل بدء التوغل البري شمالي قطاع غزة".

وبحسب التقرير، فإن نتنياهو وافق على الطلب الأميركي. وذكر التقرير أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، نقل الرسائل الأميركية ذاتها لنظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين أجريتا مؤخرا. وذلك في ظل التقديرات في تل أبيب بأن العمليات العسكرية ستستأنف قريبا، وتحديدا في غضون أيام، إذا ما تم تمديد الهدنة المؤقتة.


ووفقا للتقديرات في إسرائيل، فإن حركة حماس ستتوقف خلال أيام عن تسليم رهائن بناء على المخطط الحالي، عندما لا يتبقى لديها رهائن من الفئة التي توافق إسرائيل على التفاوض حولها، في إشارة إلى النساء والأطفال؛ فيما شدد غالانت ونتنياهو في تصريحات منفصلة أن الجيش الإسرائيلي سيستأنف القتال "بكامل قوته فور استنفاد مرحلة إعادة الرهائن".

ومساء الثلاثاء، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن إدارة بايدن لا تدعم العمل العسكري الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، "ما لم تظهر إسرائيل أنها تأخذ في الاعتبار جميع النازحين الفلسطينيين المتواجدين هناك".

وقال كيربي إن إسرائيل بحاجة إلى التأكد من أن خططها العملياتية في جنوب قطاع غزة تأخذ في الاعتبار المدنيين هناك، فيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بات رايدر، إن أوستن أكد لغالانت أنه من المهم أن تتم العملية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة وفق قوانين الحرب.

وأضاف "لا نريد أن نرى المدنيين الأبرياء يتضررون على نطاق أوسع مما حدث حتى الآن"، وفي هذه الأثناء، وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، للضغط باتّجاه تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وهذه ثالث زيارة لبلينكن إلى الشرق الأوسط، والسادسة له إلى إسرائيل، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من تشرن الأول/ أكتوبر، وهي تأتي قبيل ساعات من انتهاء مفاعيل هدنة مؤقتة تعمل الأطراف المعنية بصورة حثيثة على تمديدها.

والإثنين، قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة حثت إسرائيل على اتباع "إستراتيجية مختلفة" في جنوب قطاع غزة، عندما تستأنف العمليات العسكرية مجددا. وأضاف المسؤول الأميركي أن "واشنطن دعت إلى تركيز العمليات العسكرية في مواقع محدودة النطاق، تضمن حماية المدنيين".

وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية مختلفة عن فكرة المناطق الآمنة التي اقترحتها إسرائيل، مشددا على أن الولايات المتحدة "تعارض أية عمليات عسكرية تتسبب في تهجير الفلسطينيين من جنوبي قطاع غزة". وقال المسؤول إن واشنطن "ستركز في المرحلة المقبلة على ضمان زيادة تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، بما في ذلك إيصال سلع أساسية".