سيناريو الرعب الاسرائيلي : ترسانة حزب الله الصاروخيّة سرّ قوته ويملك أكثر من 150 ألف صاروخ..

الثلاثاء 28 نوفمبر 2023 09:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
سيناريو الرعب الاسرائيلي : ترسانة حزب الله الصاروخيّة سرّ قوته ويملك أكثر من 150 ألف صاروخ..



القدس المحتلة / سما/

رأى المؤرّخ الإسرائيليّ نيتسان سادان، في صحيفة (معاريف) العبريّة، أنّ الترسانة الصاروخية التابعة لحزب الله تمثّل سرّ قوته، فقدرته على إطلاق رشقات نارية مكثفة من خلال قاذفات مخفية هي أمر شديد الخطورة، وما من شك في أنها تثير قلق كثيرين من الإسرائيليين.

   

وبحسبه، يملك الحزب أكثر من 150 ألف مقذوفًا وصاروخ أرض – أرض، ويُعتبر هذا الرقم كبيرًا بكلّ المقاييس، إذ لا يوجد كثير من دول العالم تملك صواريخ أكثر في مخازنها.

وتابع: “بعد حرب لبنان الثانية في سنة 2006، قام حزب الله بتجميع صواريخه، صواريخ من كل نوع ممكن، ترسلها إيران، أوْ يمكنها وضع يدها عليها، أوْ إنتاجها، أوْ يمكن للمال الإيراني شراؤها، مُشيرًا إلى أنّ أكثر من نصف الترسانة الصاروخية في الجنوب اللبناني مكونة من صواريخ غراد وما يشاكلها: صواريخ 122 ملم لمدى يتراوح ما بين 20 و40 كيلومترًا، والفكرة الكامنة وراء رشقات مدفعية كبيرة هي إثارة الخوف، لا الإصابة المحققة للهدف”.

 “المستوى الثاني من الصواريخ، هو الصواريخ الثقيلة، فجر 5 الإيراني، الذي تقوم المقاومة بقطاع غزة بإطلاقها إلى آماد تصل إلى 75 كيلومترًا، إلى جانب صواريخ خيبر 1 التي يستخدمها حزب الله، والتي يصل مداها إلى 100 كم.”

 و”يضاف إلى هذه الصواريخ، سلاح أكثر قدرةً على التدمير، إنها صواريخ زلزال 1 وزلزال 2، التي يصل مداها إلى 210 كيلومترًا، ويمكن لهذيْن الصاروخيْن حمْل رؤوسٍ متفجرّةٍ تبلغ 600 كيلوغرام.”

 وتابع، في مقاله، الذي نقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة): “في رأس الهرم المدفعيّ الإيرانيّ، توجد صواريخ بالستية يُطلق عليها اسم الفاتح 110، ويصل مداها إلى 250 كيلومترًا وأكثر، وهي في الواقع، نسخ موجهة من صاروخ زلزال، وهذا السلاح أكثر دقةً من غيره، ويمكنه، نظريًا، أنْ يضرب مبنى محددًا”، وضربة ناجحة من صاروخ كهذا، تصيب هدفها، يمكن أنْ تتسبب بانقطاع الكهرباء، أوْ التشويش على الشبكة الخليوية”.

 “كيف يمكن لحزب الله إطلاق كل هذه الصواريخ؟ بعض صواريخه سيتم إطلاقه من منصات إطلاق مدفونة على هيئة آبار، وكثير غيرها سيتم إطلاقه من تشكيلة من المنصات المتنقلة. بعضها مركّب على شاحنات ثقيلة قياسية خاصة بمنظومات غراد، وكثير غيرها، مركّب على شاحنات أصغر، وأكثر قدرة على المناورة. بعض منصات الإطلاق النقالة يتم إخفاؤه، ويعمل على هيئة شاحنات مدنية، مع وجود مواسير صواريخ غراد داخل الصندوق الخلفي، أوْ من خلال غلاف علوي للصندوق، يضمن ظهور الشاحنة، كأنها مجرد شاحنة توصيل عادية.”

 و”نظرًا إلى أنّ هذه المنصات قابلة لإعادة الاستخدام، فسيهدف التنظيم إلى حمايتها وإخفائها في المستودعات، والمرائب، والسقائف الكبيرة، ليعيد ركنها بعد إطلاق النار. بهذه الطريقة، سيكون قادرًا أيضًا على المحافظة على مرونته التشغيلية، وإطلاق النار من أيّ مكانٍ يريده.”

 وأوضح أنّ “هذا هو السبب الأساسي وراء قيام الحزب، على مدار السنوات الماضية، باستثمار كثير من مقدّراته في وسائل متطورة مضادة للطائرات، فمن الواضح للحزب أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ قادرٌ على شلّ جزءٍ كبيرٍ من تفوّقه الصاروخيّ.”

 وقال أيضًا: “هنالك مشكلة أُخرى متعلقة بلوجستية الصواريخ، إذ أنّه ليس من السهل التعامل مع هذا العدد الكبير من الصواريخ، وهذا العدد الكبير من منصات الإطلاق، الموزعة على امتداد منطقة كبيرة، تبلغ مساحتها خمسة أضعاف قطاع غزة. وهكذا، تتولد لدينا موثوقية شديدة الضعف في مجال إدارة المنظومة الصاروخية، لكن، بعيدًا عن آماد مدفعية حزب الله، هناك عامل آخر، كثيرًا ما نميل إلى نسيانه، وهو ذو أثر كبير في هذا التهديد: إنّها دوافع العدو إلى تشغيل هذا السلاح بالصورة التي نخشاها جدًا”.

 وتابع: “أنا أعلم بأن كلمة (ردع) قد تكون اليوم من أكثر الكلمات العبرية بذاءةً في هذه الأيام، لكن نصر الله ليس (أحمقًا) وهو يعرف جيدًا مدى حساسية تنظيمه”.

 وبرأيه: “يتمثل الحل الذي نملكه لصواريخ حزب الله على الجبهة، في اعتراضها بواسطة منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ التي نملكها، وهي المنظومة الأنجع بالتاريخ العسكري، ولكن لكلّ نظام دفاعي نقطة ضعف ناجمة عن مراكمة الجهد، وليس من المستحيل أنْ تنجح بضعة صواريخ في إصابة هدفها”.

 وبحسبه، ” وحلّنا لمواجهة منظومات وقيود حزب الله، يتمثل في مطر دقيق الإصابة، وفاتك الإبادة، يتمثل في القنابل المسقطة، التي ستقوم بتحطيم ما يجب تحطيمه فعلاً، والتي ستضرب في الأماكن التي توجع حقًا، مع استغلال نقاط الضعف اللوجستية، والنقاط الحساسة الفريدة الخاصة بهذه (المنظمة الإرهابية)”.

 وأوضح أنّ “إيران استثمرت كثيرًا من الجهد والمال في بناء فرعها اللبناني، وقد بلغ حجم الاستثمارات مليارات الدولارات، وكثيرًا من السنوات، وقامت بتحويل هذه المنظمة من (مجموعة من الإرهابيين المرتبكين والمتفائلين)، إلى ذراع عسكرية قادرة على الضرب بالإنابة عنها”.

 “في الخلاصة”، قال المؤرِّخ، “سأعود للتذكير بأنّ حزب الله هو عدوٌّ خطِرٌ، ويمتلك الإرادة، وهو يعلم جيدًا حدود قدراته، ويعرف تمامًا أنّه من المفيد له أكثر أنْ يهدد إسرائيل بمائة وخمسين ألف صاروخ، بدلاً من أنْ يطلق هذه الصواريخ عليها. ومع ذلك، فإنّ هناك صواريخ تتطاير من لبنان لإسرائيل، ومن المهم أنْ ننتبه إلى صافرات الإنذار والتحذيرات”.