وكالات/ سما/
يُواصِل الاحتلال الإسرائيليّ عدوانه لليوم الخمسين ضدّ قطاع غزّة، وفي الوقت عينه يستمِّر في ارتكاب الجرائم بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، مدعومًا من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والدول الغربيّة، ولكن هذا لم يمنع السلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربيّة المُصنفّة إسرائيليًا “مُعتدلة” من الإعلان عن مُشاركتها في مؤتمر اتحاد المُتوسِّط لتعميق “الحوار” مع إسرائيل، والذي سيجري يوم بعد غدٍ الاثنين.
وفي هذا السياق، طالبت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، أوسع ائتلاف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات وقيادة حركة المقاطعة (BDS)، السلطة الفلسطينية والدول العربية بمقاطعة مؤتمر اتحاد المتوسط المزمع عقده في السابع والعشرين من الشهر الحالي، أيْ يوم الاثنين بعد غدٍ، في مدينة برشلونة الإسبانيّة، والذي يهدف إلى تعميق “الحوار” والتنسيق بين الدول الأعضاء، بما فيها إسرائيل.
وقال بيانٌ صادرٌ عن اللجنة قال “إنّ محاولة الاتحاد الأوروبي، الشريك في حرب الابادة الإسرائيليّة ضد شعبنا في غزة المحتلة والمحاصرة، الجمع بين دول عربية ونظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيليّ تعتبر تطبيعًا سافرًا في أيّ وقت”.
وتابع البيان: “أمّا الآن، في زمن الإبادة، فهذه المحاولة الخبيثة هي بمثابة تغطية واضحة على الجرائم ضد الإنسانية التي يقترفها العدوّ الإسرائيلي بأوراق توت عربيّةٍ، وبالذات فلسطينيّةٍ. إن الواجب القومي والقانوني والأخلاقي يلزم السلطة الفلسطينية والنظام الرسمي العربي برفض المشاركة في هذه المهزلة التطبيعية وبقطع كل العلاقات العلنية والسرية مع إسرائيل وسحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم استعمارها والضغط الدولي من أجل فرض عقوبات قانونية هائلة ضدها، كتلك التي فرضت على نظام الأبارتهايد البائد في جنوب أفريقيا”.
وشدّدّ بيان اللجنة على أنّ “عقد لقاءات (ودية) لدول حوض المتوسط بمشاركة إسرائيل، وكأنّها دولة طبيعية لا نظام إبادة يجب عزله دوليًا، سيعُّد تواطؤًا في التغطية على الإبادة، وطعنة قاسية في جسد شعبنا الفلسطيني، وبالذات الجزء الذي يواجه تلك الإبادة في غزة، والمتمثلة في قطع المياه والكهرباء والاتصالات والتجويع والترهيب، والقصف العشوائي لكل مقومات الحياة، والتطهير العرقي الممنهج، والذي يتصاعد في الضفة الغربية ومن ضمنها القدس المحتلة كذلك. فحتى كتابة هذا البيان، أدت جريمة الإبادة الجماعية إلى استشهاد أكثر من ثلاثة عشر ألف فلسطيني ثلثيهم من الأطفال والنساء، وعشرات الآلاف من الجرحى”.
ورأى البيان أنّ ” الاتحاد الأوروبي يتحمّل مسؤولية مباشرة عن هذه الجرائم لدعمه العسكري والسياسي والدبلوماسي للعدوان الإسرائيلي ولقمعه كل المحاولات لمحاسبة إسرائيل عالميًا”، على حدّ تعبيره.
وأردف البيان: “لذا، تطالب اللجنة الوطنية بمقاطعة المؤتمرات التي يقيمها الاتحاد الأوروبيّ بالذات تلك التي تجمع الدول العربية بنظام اسرائيل الاستعماري، حتى وإنْ كانت لا تجمع بشكلٍ مباشرٍ بين الأطراف المذكورة”.
وخلُص بيان المقاطعة إلى القول: “لن يتسامح شعبنا الفلسطيني، ولا الشعوب العربية الشقيقة، مع كلّ مَنْ يستمّر في هذا التطبيع الرسمي والذي لطالما كان سلاحًا بيدّ العدوّ وشركائه ضدّ أمتنا وشعبنا. لنكثف كل الجهود لوقف الإبادة، ثم المحاسبة، سعيًا نحو تفكيك نظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد (العزل العنصريّ) برمته”، على حدّ تعبير البيان.


