أكد ديفيد ساترفيلد، المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط أن "هناك أطرافاً دولية تُجري مناقشات مع إسرائيل بشأن مسألة نشر سفن المستشفيات، وأعتقد أن الحكومة الفرنسية كانت علنية للغاية بشأن هذا الأمر". وأضاف لـ "الأيام": "فيما يتعلق بالترتيبات الأخرى لتكملة الرعاية الطبية في الجنوب (جنوب غزة)، تعمل الولايات المتحدة، بالتعاون مع مجموعة متنوعة من المنظمات الدولية الأخرى، لرؤية ما يمكن القيام به فيما يتعلق بنقل المستشفيات الميدانية إلى مناطق آمنة من الجنوب لزيادة قدرة المستشفيات هناك على توفير الرعاية الطبية". وقال ساترفيلد، في لقاء عبر الهاتف، "انصب تركيزنا على نقل المساعدات الإنسانية لتلبية أكبر قدر ممكن في ظل الظروف الحالية لاحتياجات المدنيين الفلسطينيين في جنوب ووسط غزة على أساس مستديم قدر الإمكان". وأوضح: "لقد رفعنا مستوى المساعدة الآن إلى نحو 100 شاحنة يومياً، ونحن نتطلع إلى مستوى أعلى من المساعدة لنقل المساعدات الإنسانية الأساسية المناسبة – وفقًا لوكالات الأمم المتحدة – إلى جنوب غزة". واستدرك: "ندرك أن حتى 150 شاحنة يومياً تلبي الحد الأدنى لتوفير المساعدة الإنسانية الأساسية للبقاء على قيد الحياة. وهناك حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك. يجب إعادة تخزين أرفف السلع التجارية، وإعادة فتح المخابز". وعبر عن أمله "أن تسمح فترات التوقف الإنساني التي تم الإعلان عنها، بتسهيل هذا النوع من التحركات – إخراج المدنيين الجرحى، وإخراج المواطنين". واستدرك: "لكن مرة أخرى، كل ما نقوم به الآن هو مجرد بداية، ونحن ندرك أن الأمر سيتطلب المزيد من العمل، وسيتم ذلك على وجه السرعة". وشدد ساترفيلد على أن "مستقبل سكان غزة في غزة وليس في أي مكان آخر. إننا، من حيث المبدأ الأساسي، لا نؤيد أو نرغب في رؤية تهجير سكان غزة. والآن، داخل غزة نفسها، يجب أن يتمتع أولئك الموجودون الآن في الجنوب بكل القدرة على العودة إلى الشمال عندما يكون ذلك آمناً، ولا نرى أي نزوح مستمر، حتى داخل غزة، من الشمال إلى الجنوب". وشدد على أننا "نرى مستقبلاً في غزة يحدده الفلسطينيون. نحن نرى أن هناك حاجة مطلقة إلى تناول مشترك للضفة الغربية وغزة، وعدم الفصل بينهما. ونعتقد أن حل الدولتين هو الضامن الوحيد لمستقبل سلمي لإسرائيل، وكذلك للفلسطينيين". وقال: "الآن، كيفية الوصول إلى تلك الأهداف هي مسألة يجب مناقشتها، ويعتمد الأمر بالطبع إلى حد كبير على كيفية انتهاء هذه الحملة، وما إذا كان سيتم القضاء على حماس باعتبارها تهديدًا، كقوة قادرة على إملاء الأمور على شعب غزة". وأضاف: "قلنا علناً إن أمرين يجب ألا يحدثا: الاحتلال الإسرائيلي، أو بقاء حماس في السلطة، وسواء كان هناك تحول دولي أو إقليمي يتجه نحو الدور الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وهو ما نعتقد أنه ضروري، فلا بد من حل كل ذلك". وبشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم وجود قوات عربية في غزة، قال ساترفيلد: "نحن نركز الآن على تقديم المساعدة الإنسانية إلى غزة والخروج الآمن من غزة للمواطنين الأجانب". وبشأن مستقبل غزة ما بعد الحرب، قال ساترفيلد: "نعتقد أنه يجب أن يكون هناك دور فلسطيني أساسي في تقرير مستقبل الضفة الغربية وغزة، ولا يمكن أن يكون هناك حصار على غزة، ولا يمكن أن يكون هناك فصل لغزة كمسألة سياسية عن مستقبل الضفة الغربية، وإن حل الدولتين ــ بما في ذلك غزة والضفة الغربية ــ هو السبيل الأكيد لتلبية الاحتياجات، والاحتياجات الحقيقية، لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين". وفيما يتعلق بارتفاع عدد الشهداء المدنيين، قال: "إن فقدان حياة بريئة واحدة هو عدد كبير للغاية. إن خسارة الآلاف أمر غير مقبول بكل بساطة. ونحن نبذل كل ما في وسعنا لتقديم المشورة بمختلف أشكالها لإسرائيل، وجيشها، لمحاولة تقليل مستوى الخسائر".


