أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن الولايات المتحدة أوفدت مجموعة من كبار الدبلوماسيين إلى الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية من أجل الضغط على إسرائيل لتخفيف حربها على قطاع غزة، حتى من دون إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وحسب الصحيفة، فإن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز وصل إلى إسرائيل اليوم الاثنين بعد زيارة قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن للمنطقة. وعاد أيضًا المبعوث الخاص للرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، إلى إسرائيل، ساعيًا للتفاوض على شروط هدنة مؤقتة والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وبالنسبة لواشنطن، تتطلب مساعيها الدبلوماسية توازناً دقيقاً بين دعم إسرائيل، أقرب حليف لها في المنطقة، في هدفها المتمثل في تدمير حماس، وتخفيف الأزمة الإنسانية التي تهدد بزعزعة استقرار الدول العربية المجاورة، الحليفة للولايات المتحدة أيضاً.
وحسب "وول ستريت جورنال، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة تظهر أن احتضان بايدن لإسرائيل أدّى إلى تآكل الدعم في قاعدته الديمقراطية.
ومع ذلك، قال مسؤولون أميركيون لـ"وول ستريت جورنال" إن التحدي الإسرائيلي بشأن الهدنة الإنسانية كان مصدر خلاف بين إسرائيل وواشنطن، بما في ذلك بايدن، الذي أصبح محبطًا بشكل متزايد بسبب تعنت إسرائيل.
وحسب "وول ستريت جورنال"، فإن بعض المسؤولين الأميركيين لديهم شعور بأن إسرائيل ستوافق في نهاية المطاف على هدنة مؤقتة، لكن ذلك قد "يستغرق أياماً أو أسابيع، مما يحبط شركاء واشنطن العرب الذين يخشون أنه كلما طال أمد الصراع، زاد خطر امتداده إلى بلدانهم".
وقال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل ما زالت تتعنت وتقول إنها "لن تفكر في وقف إطلاق النار إلا إذا تم إطلاق سراح جميع الرهائن".
وتابعت الصحيفة "هناك شعور لدى بعض المسؤولين الأميركيين بأن نتنياهو يضغط على الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لمطالبته والضغط عليه علناً لقبول هدنة إنسانية لتجنب رد فعل سياسي عنيف في داخل حكومته وائتلافه في حال بدا ضعيفاً في مواجهة الضغوط لوقف القتال".
ووصل بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية، إلى إسرائيل بعد مغادرة بلينكن، لإجراء محادثات مع نظرائه في وكالات الاستخبارات، حول الرهائن، وجهود منع توسع الصراع، وغيرها من الأمور.
واكتسب بيرنز سمعة باعتباره الرجل الذي تلجأ إليه إدارة بايدن في المواقف الدبلوماسية الصعبة. ويتمتع بعلاقات طويلة الأمد في المنطقة، حيث عمل مسؤولاً كبيراً في وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وسفيراً إلى الأردن خلال إدارة كلينتون.
ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن أي هدنة مؤقتة ستتيح لحركة حماس بإعادة تجميع صفوفها والانتقام، ويشاركهم المسؤولون الأميركيون هذا القلق، لكنهم يقولون إن الأزمة في غزة وصلت إلى نقطة أصبح فيها من المستحيل تقريبًا الحفاظ على المستوى الحالي من الهجمات.
ويؤكد المسؤولون الأميركيون بأنهم لا يخبرون الإسرائيليين بما يجب عليهم فعله، لكنهم يضغطون عليهم بشأن كيفية إدارة حملتهم العسكرية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى أقصى حد ممكن.