ما بعد غزة: الواقع الأليم...

الإثنين 23 أكتوبر 2023 01:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
ما بعد غزة: الواقع الأليم...



كتب علي الزعتري:

هذه توقعاتٌ دون مقدماتٍ أو تفاؤلٍ لما بعد غزة بعد أن تأكدَّ الخذلان العربي الإسلامي لفلسطين و الخوف لدرجة التجمد من البطش الصهيوغربي. تذكروا الخريطة التي عرضها النتن ياهو في كلمتهِ للجمعية العمومية للأمم المتحدة لأنه عَرَضَ منظوره للمنطقة و الذي ستعمل الصهيونية لتحقيقه.
اشتداد الصلفِ الصهيوني الجامح بالتحالف مع الغرب المتواطئ مع جرائمهِ التي يجدون لها كل مبرر و تفسير و لو كان واضحاً وضوح الشمس عكس ذلك.
تعديل التهديد الصهيوني الجدَّي للدول العربية المحيطة بفلسطين من المواراةِ الدبلوماسية للصراحة الفجة عبر اتباع سياسات العصا قبل المكافأة.  إن لم تفعلوا ما نريد فسنقطع الماء و الغاز، مثلاً، أو ادفعوا أثماناً أعلى من المنطقي للخدمات التي تقدمها الصهيونية محلياً و مالياً عالمياً. أنتم بلاد الوطن الثاني و الثالث لأن وجود شعبين في “إسرائيل” غير مقبول فتهيئوا لذلك.
تهلهل و سقوط السلطة الفلسطينية و دخولها في اعتراكٍ داخلي و علنيٍّ معيب حول المكاسب الشخصية مقابل البقاء ولو واجهةً مزيفةً للفلسطينيين ريثما يتم إبعادهم للمنافي الجديدة.

تفتت غزة بين مقاطعاتٍ تديرها قواتٌ دولية إسلاميةَ الظاهر غربيةَ التمويل و تذويب المقاومة مع إعادة التثقيف للمواطنين لتقبل السلام الذليل و التركيز علي إعادة البناء الصوري مع امتداد النفوذ الصهيوني للداخل الغَزِّي بالاتفاق مع مصر.
تراجع الموقف و اللهجة الإيرانية و لحزب الله بعد انتكاستهما المرئية في الحرب و إذعانهما للتهديدات الصهيونية.  و سيعني هذا إعادة تخطيط الساسة اللبنانيين لواقعٍ فيه تقارب بين المتعارضين تاريخياً لرؤيتهم حرص الحزب على إبقاء لبنان خارج الحرب.
التجرؤ المتصاعد ضد إيران و السعي الحثيث لإسقاطها في فورانٍ داخلي يُسقط الحكم.
تسريع الوتيرة السورية للاتفاق وبخسارةٍ في الثقل و المواقع للحكومة/الحزب الحاكم التي غابت عن الحسم الداخلي و رضخت للاعتداء الصهيوني المتكرر.
تسريع وتيرة التطبيع بعد خروج الصهيونية منتصرة و مُثَبِّتَةً للهيمنة الكاملة في المنطقة.
محاولة قيام مقاومة عربية لإثبات الوجود بأن تنزع للانتقام بوسائل توصف بالإرهاب و تُقابل بالرد العنيف.  تماماً مثل ما بعد نكسة ١٩٦٧ و السبعينات.
تكاتف الصهيونية داخلياً بإدراكها مديات قوتها و لو عنى ذلك حكماً مطولاً لمتطرفين دينياً و سياسياً أو ملاحقين قضائياً.
تسريع وتيرة تهويد الأقصى لينتهي بالامتلاك الكامل له لليهود مع السماح لمسلمين بالصلاة و الزيارة دون حقوق حقيقيةً حول الوصاية و التاريخ و صوتهم سيكون صنو السائح الزائر.
قيام منظومةَ قوانين تفرضها القوة الغربية لتقييدٍ شبه تام للعنصر “الشاذ” العربي والإسلامي الذي قد يفكر بالرفض.  باختصار، نحن عبيدٌ طالما قبلنا و أمواتٌ إن رفضنا.
الموقف الصهيوني الهمجي هو درسٌ يتعلمه العديد حول العالم ممن يدينون للغرب بالولاء  في أنهم باستطاعتهم تكريره بذريعة حماية أنفسهم من الإرهاب.
انهيار المستند الأخلاقي للأمم المتحدة و الحديث عن إصلاحها.  و ارتفاع قدرة الغرب للتأثير على حذافيرها مع انسحاب روسيا والصين من القدرة على مجاراة الغرب.
بلى، غزة غيرت العالم و بفضل الخذلان العربي، غيرتهُ للأسوأ.
دبلوماسي أُممي سابق
الأردن