"إسرائيل" توبّخ مسؤولين فرنسيين بسبب لبنان

الثلاثاء 03 أكتوبر 2023 04:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
"إسرائيل" توبّخ مسؤولين فرنسيين بسبب لبنان



القدس المحتلة/سما/

أجرت وزارة الخارجية الإسرائيلية محادثتي توبيخ مع دبلوماسيين فرنسيين في الفترة الأخيرة، حسب ما أفاد به موقع "والاه" الإسرائيلي في تقرير مسائي نشر الاثنين. وفي هذه المحادثات، عبرت إسرائيل عن احتجاجها "على تبني فرنسا موقف الحكومة اللبنانية بشكل كامل وتجاهلها تمركز حزب الله في المنطقة الحدودية مع إسرائيل" (الأراضي المحتلة عام 1948)، خلال قرار تمديد مهمة قوات اليونيفيل في لبنان.

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، مدد مجلس الأمن الدولي مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمدة سنة جديدة بموافقة 13 دولة، فيما امتنعت الصين وروسيا عن التصويت.

وتعتبر فرنسا واحدة من الدول التي تمتلك تأثيراً كبيراً على الحكومة اللبنانية وتقيم علاقات مع مختلف الأحزاب السياسية في لبنان. كما قاد الفرنسيون قبل بضعة أسابيع صياغة قرار مجلس الأمن بشأن تمديد ولاية قوة المراقبة الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل).

ونقل "والاه" عن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم إنه "خلال المفاوضات حول قرار مجلس الأمن لتجديد مهمة يونيفيل في أغسطس/آب الماضي، قدم الفرنسيون مسودة تتبنى بشكل شبه كامل موقف الحكومة اللبنانية وتفرض قيوداً على نشاطات اليونيفيل في جنوب لبنان. ولكن بفعل الضغوط من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وأعضاء آخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تم تعديل المسودة الفرنسية بحيث لم تتضمن قيوداً على قوات اليونيفيل".



وأوضح الموقع الإسرائيلي أن وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت نائب السفير الفرنسي إلى مكاتبها في القدس المحتلة في 12 سبتمبر/أيلول، ووصفها مسؤولون كبار في الوزارة بأنها "محادثة توبيخ"، وأشاروا إلى أن "السبب وراء هذه الخطوة هو السلوك الفرنسي خلال المفاوضات بشأن قرار مجلس الأمن بشأن اليونيفيل".

وقال مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية لنائب السفير الفرنسي إنه "في ظل تجاهل فرنسا للوضع على الأرض رغم إدراكها لما يحدث، فإنه ليس من المؤكد أن هناك أي جدوى من الحوار حول الموضوع مستقبلاً".

وأعرب المسؤولون في الوزارة خلال اللقاء عن خيبة أمل إسرائيل إزاء السلوك الفرنسي قبل وأثناء المفاوضات، خاصة أن وفداً من وزارة الخارجية وجيش الاحتلال الإسرائيلي زار باريس في وقت سابق، "وعرض بالتفصيل تصاعد قوة حزب الله على الحدود ومحاولات تقييد خطوات مراقبي الأمم المتحدة".

وأوضح الموقع أن "الرسالة التي وُجّهت إلى الفرنسيين هي أن القرار يتجاهل تماماً طلبات إسرائيل، ويتبنى الرواية اللبنانية بالكامل، بل وأن فرنسا جعلت صياغة القرار أسوأ خلال المفاوضات".

وقال المسؤولون الإسرائيليون للدبلوماسي الفرنسي إن "الوضع الذي يعزز فيه حزب الله قوته تحت مظلة قوات اليونيفيل فيما يتجاهل مجلس الأمن ذلك، يقرّبنا من مواجهة أخرى (مع لبنان) ويثير الشكوك حول ضرورة استمرار وجود قوة مراقبين تابعة للأمم المتحدة".

ووفقاً لموقع "والاه"، فقد رد نائب السفير الفرنسي على الانتقادات الموجهة إليه بشأن موقف فرنسا في قضية تمديد مهمة اليونيفيل، وأكد أن موقف فرنسا كان فقط محاولة للتحقق من استمرارية نشاط قوة المراقبين التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، وذلك في ضوء المعارضة من قبل روسيا والصين لتمديد هذه المهمة. وهذا التأكيد جاء تجنبًا لأي تعزيز لقوة حزب الله.

وأضاف مسؤولو وزارة الخارجية الفرنسية أن "الادعاء بأن روسيا ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد تمديد ولاية اليونيفيل لم يكن دقيقاً.


في السياق، قام ممثل سفارة إسرائيل في فرنسا حاييم فاكسمان بزيارة لكبار المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية في باريس في اليوم ذاته (12 سبتمبر/أيلول)، حيث عبر عن احتجاج إسرائيل وقام بموجبه "بتوبيخهم بشدة"، وذلك وفقاً للتقرير المذكور.

تجدر الإشارة إلى أن التوترات بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي على الحدود شهدت تصاعداً كبيراً خلال الأشهر الأخيرة.