هي كانت تنظر إليه بعين امرأة تتطلع لامتلاكه؛ أما هو فلم تكن بالنسبة له سوى عشيقة يهرب إليها من روتين أيامه وثقل مهامه.
تلك هي خلاصة قصة الحب التي جمعت الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران والمغنية داليدا، قبل أن تضع حسابات السياسة نقطة نهاية اضطرارية لها بعد أن أصبحت سلاحا بيد المعارضة.
وخلافا لمؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة شارل ديغول، كان ميتران من بين رؤساء فرنسا الذين لم يكتفوا بامرأة واحدة، وفضلوا مغامرات جانبية حاولوا جاهدين إبقاءها في كنف الكتمان.
لكن الأضواء المسلطة بقوة على السياسي الاشتراكي، جعلت الكاميرات تلتقط صورا للثنائي كانت بمثابة الدليل القاطع على قصة حاول ميتران بشراسة إدراجها ضمن الشائعات، فيما اضطرت داليدا للحفاظ على سريتها لأسباب كثيرة.
القصة الكاملة
حين لمع نجم داليدا على المسارح الفرنسية والعالمية، باتت حديث النخبة والعامة محليا ودوليا، وتحول اسمها إلى ما يشبه الماركة التي تستقطب الاهتمام في كل مكان.
كانت مفعمة بالحيوية، جذابة بملامحها المختلفة وصوتها العذب، وكانت تشعل المسارح بأغانيها التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب، لقد كانت باختصار أيقونة ذلك الزمن وبقية الأزمان، وكانت عيون الجميع تتطلع إليها، بما في ذلك السياسيين.
ميتران الذي كان يتابعها عن بعد، بدأ يحرص على حضور حفلاتها، وحدث أن كان يجلس ذات مرة بالصف الأول بمسرح تعتليه داليدا، وترصدته بنظراتها طوال الحفل، وحين انتهت رمقته بنظرة بدت وكأنها إشارة منها، فكان أن تقدم إليها لتهنئتها على أدائها، ومن هناك كانت البداية.