يواجه بعض طلاب المدارس خصوصا في المراحل الأولى من الدراسة، ما يسمى بـ"الرهاب المدرسي" وذلك بعد الأيام الأولى لبدء العام الدراسي.
ونشر موقع "فكر تورو" التركي تقريرًا سلط فيه الضوء على ما يسمى بـ"الرهاب المدرسي"، والذي يعد من الحالات المستعصية التي تواجه الآباء والطلاب مع بدء الدراسة؛ حيث يرفض بعضهم الذهاب إلى المدرسة، وقد تؤثر عليهم هذه الحالة نفسيًا وصحيًا بشكل سيئ.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن ملايين الأطفال يبدأون المدرسة كل عام ويستمرون فيها بفرح، لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة لبعض الأطفال على الإطلاق؛ حيث تنعدم رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة عندما يحين وقتها.
ويتم التعبير عن هذه الحالة، التي تعبر عن عدم رغبة الأطفال في الذهاب إلى المدرسة وعدم قدرتهم على البقاء بمفردهم فيها بالخوف من المدرسة أو "رهاب المدرسة"، المصطلح الذي استّخدم لأول مرة في عام 1941.
كيف يتجلى رهاب المدرسة؟
وذكر الموقع أن رهاب المدرسة يظهر بطرق مختلفة؛ فقد يرفض بعض الأطفال الذهاب إلى المدرسة لمدة أشهر أو سنوات، ويفتقر هؤلاء الأطفال إلى الثقة بالنفس، ولا يستطيعون فعل أي شيء بمفردهم، ويعتمدون على والديهم، ويعانون عمومًا بسمات مثل القلق الشديد من النجاح، والسعي المفرط للحصول على الاستحسان.
ومن ناحية أخرى؛ فإن الفشل المدرسي لا يشكل مشكلة بالنسبة لهؤلاء الأطفال، لديهم ذكاء عادي أو خارق. ومع ذلك؛ فإن الرهاب المدرسي الشديد يمكن أن يتسبب أيضًا في فشل الطفل.
في أي الأعمار يكون رهاب المدرسة أكثر شيوعًا؟
شرح الموقع أن الأعمار الأكثر شيوعًا في الإصابة برهاب المدرسة هي 5- 6 سنوات، وهو سن بدء الدراسة الابتدائية، و10- 11 سنة، وهي الفترة الانتقالية إلى المدرسة الثانوية، كما يشيع رهاب المدرسة في أوقات التغييرات المجهدة مثل العودة من الإجازة أو تغيير المدرسة أو الانتقال، ويظهر رهاب المدرسة لدى الأولاد والبنات على حد سواء، وفي جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار الموقع إلى أن السبب الرئيسي لظهور رهاب المدرسة هو عادة الخوف من الانفصال عن الأم، وعادة ما تتسم عائلات هؤلاء الأطفال الذين يعانون من رهاب المدرسة بأنهم إما مرتبطون بشدة أو يعتمدون على بعضهم البعض.
أعراض رهاب المدرسة
أفاد الموقع بأن بعض الأعراض الجسدية مثل الغثيان، وخفقان القلب، وجفاف الفم، والتعرق، والرعشة، والخدر، وكثرة التبول، وآلام البطن، وتشنجات المعدة، تظهر مع اقتراب يوم بدء الدراسة، وتختفي هذه الأعراض تلقائيّا عندما يتوقف الطفل عن الذهاب إلى المدرسة، كما أنها لا تظهر أبدًا خلال فترات العطلات.
ووفق الموقع؛ فإنه يجب على الأسرة أن تكون حذرة بشأن هذه الأعراض، فقد تكون الأعراض بسبب رهاب المدرسة أو قد تكون علامة على مرض جسدي حقيقي، ومن أجل تمييز ذلك يجب فحص الطفل لدى الطبيب.
الخصائص العائلية للأطفال الذين يعانون من رهاب المدرسة
وأشار الموقع إلى أن هناك خصائص تشترك فيها عائلات الأطفال الذين يعانون من رهاب المدرسة، مثل:
- الآباء الذين لديهم مواقف وسلوكيات اعتمادية في تربية الطفل.
- لدى أولياء الأمور أفكار وسلوكيات مشبوهة وسلبية تجاه المدرسة، ما ينعكس على الطفل.
- سلوك غير متناسق في ما يتعلق ببدء الطفل والتحاقه بالمدرسة.
- العائلات التي يوجد فيها طلاق أو صراع ومشاكل شديدة.
وأضاف الموقع أن رهاب المدرسة يمكن أن ينشأ أيضًا من البيئة المدرسية؛ حيث يتعرض الطفل في كثير من الأحيان للتوبيخ من قبل معلم متسلط ومسيطر بشكل مفرط أو غيره من موظفي المدرسة، ويتعرض لصدمة عاطفية أو جسدية، ويجبر على الجلوس في مكان أو مع شخص لا يريده في الفصل الدراسة، كما قد تؤدي أسباب مثل الخوف من التعليم والإجبار عليه، وعدم القبول الاجتماعي، والإقصاء، والتنمر من الأقران.. إلى ظهور رهاب المدرسة أيضًا.
اقتراحات للعائلات للتعامل مع رهاب المدرسة
ولفت الموقع إلى أن أول ما يجب فعله للتعامل مع رهاب المدرسة هو إعادة الطفل إلى المدرسة في أسرع وقت ممكن؛ حيث يجب على الآباء أن يكونوا متسقين بشأن ذهاب أطفالهم إلى المدرسة، كما أنه لا ينبغي إلقاء اللوم على الطفل لعدم ذهابه إلى المدرسة، وعندما يبدأ الطفل بالذهاب إلى المدرسة، فإنه سيبدأ بوضع أجندته الخاصة وستقل الأعراض التي يعاني منها بسبب الخوف وسيبدأ بالاستمتاع بالمدرسة تدريجياً.
وأضاف الموقع أن الآباء يجب عليهم التحكم في قلقهم؛ حيث قد يؤثر ذلك على مشاعر وأفكار وسلوكيات الطفل. ولهذا، فإنه يجب على الوالدين في اليوم الذي سيذهب فيه الطفل إلى المدرسة التصرف كما لو كان يومًا عاديًا، وتجنب المواقف والسلوكيات التي من شأنها أن تثير خوفه، ويمكن أيضًا التحدث مع الطفل عن خوفه، وبهذه الطريقة يشعر الطفل بأن مشاعره وأفكاره مهمة.