حذر فيليب لازاريني مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" من أن الوضع المالي للوكالة اصبح خطيرا للغاية وانها قد تصل إلى نقطة السقوط إذا لم يتغير شيء.
وقال لازاريني في خطاب هام القاه امام وزراء الخارجية العرب المجتمعين بالقاهرة أن الفجوة بين الموارد والطلب على الخدمات أصبحت الآن واسعة للغاية بحيث لا يمكن احتواؤها من خلال المناورات المالية الداخلية "موكدا "لقد أصبح الوضع الراهن الذي نعيش فيه اليوم يشكل تهديدنا الوجودي الرئيسي".
واضاف "منذ انعقاد أعمال المجلس الأخيرة في آذار / مارس، ازداد تدهور الأوضاع للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة" موضحا إن العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين والاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة ليسا سوى مثالان على عدة تطورات مقلقة.
وتابع "شهدت غزة تصعيدا متجددا وسط حصار معوق مستمر يحرم سكان القطاع من النمو الاقتصادي أو أي نوع من الحياة الطبيعية فيما يتعافى اللاجئون الفلسطينيون في سوريا من الزلزال المدمر، ولكن دون دعم كاف".
وقال "لا يزال 180,000 لاجئ فلسطيني في الأردن، الذين فروا من سوريا أو من غزة في عام 1967، دون حقوق اقتصادية أساسية، مما أدى إلى الفقر والديون المتزايدة".
وواصل "قدمت الأونروا منذ قرابة 75 عاما خدمات شبيهة بالخدمات العامة للاجئي فلسطين في جميع أنحاء المنطقة وخلال إدارتها للمدارس، والمراكز الصحية، والحماية الاجتماعية، فقد استجابت الوكالة أيضا للأزمات الإنسانية العاجلة من خلال توفير المساعدات الغذائية والنقدية وإعادة تأهيل المساكن المتضررة".
وواضح "إنني فخور بالتأثير الإيجابي للأونروا على المجتمعات في جميع أنحاء المنطقة ولسوء الحظ، قد لا تتمكن من الاستمرار في الاضطلاع بدورها بنفس الطريقة لفترة أطول" مؤكدا " أصبحت حقوق الإنسان العالمية مثل الحق في التعليم، أو الرعاية الصحية، معرضة للخطر، أكثر من أي وقت مضى".
وقال "إنني مقتنع بأنه لا يوجد شخص واحد في هذه القاعة يود أن يتحمل مسؤولية اضطرار الأونروا إلى حرمان مئات الآلاف من الأطفال من الحصول على التعليم، أو حرمان ملايين آخرين من الحصول على الرعاية الصحية الأولية فهذا شيء يجب ألا نسمح به ولقد تعرض اللاجئون الفلسطينيون للشعور بخيبة الأمل مرات عديدة" موضحا إن كرامتهم هي كل ما تبقى كما أن الحق في حياة كريمة غير قابل للتفاوض.
وتابع "هناك مسار بديل، وهذا المسار يضع اللاجئين الفلسطينيين في قلب حوار متجدد حول حقوقهم وكيفية حمايتهم ويجب رفع الحوار من ذلك المرتكز على الأمور المالية للأونروا، إلى حوار سياسي حول دعم كرامتهم ورفاههم ومن خلاله تحقيق استقرار المنطقة والسعي لتحقيق السلام".
وقال "إن جامعة الدول العربية وأعضائها، وخاصة الأعضاء المستضيفين للاجئين - وهم الأردن ولبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية - هم شركاء رئيسيون وأنتم أيضا حلفاؤنا في جهودنا لجمع الأموال وضمان استمرار التضامن العالمي مع اللاجئين الفلسطينيين".
واضاف "لقد انتظر اللاجئون الفلسطينيون طوال 75 عاما التوصل إلى حل سياسي واعتمدوا دائما على العالم العربي للتضامن معهم فليس لديهم حليف أقرب، ولا شريك أفضل ونحن ندرك الجهود المتجددة لإحياء حوار في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى سلام طويل الأجل وإنني أرحب بهذه المبادرات وأكرر التأكيد على أن الحل السياسي لأطول صراع في المنطقة هو المحصلة الوحيدة الممكنة كما ويجب أن تتضمن هذه المحصلة حلا عادلا ودائما لمحنة اللاجئين الفلسطينيين وإنني أتطلع إلى العمل بشكل أوثق مع المنطقة، بما في ذلك مع كل عضو من أعضاء مجلس التعاون الخليجي، كشريك استراتيجي في هذه المسألة".
وقال "يشكل الدعم المالي الفوري أولوية أساسية وعاجلة على المدى القصير وحتى يومنا هذا، تحتاج الأونروا إلى ما بين 170 إلى 190 مليون دولار أمريكي للحفاظ على الخدمات الأساسية حتى نهاية العام بالإضافة إلى ذلك، نحتاج إلى 75 مليون دولار أخرى لمواصلة إمدادات الغذاء المنقذة للحياة لأكثر من نصف سكان غزة".
ووتابع "لكن مع اقترابنا من ذكرى 75 عاما على وجود الأونروا، يتطلع لاجئو فلسطين إلى الدول العربية للحصول على أكثر من التمويل الفوري للأونروا ونهم يريدون التعليم وفرص العمل ووهم يريدون أن يكونوا على صلة بأسواق العمل الإقليمية والعالمية، حتى لو كانوا موجودين في غزة. ويريدون التفكير فيما وراء نضالهم اليومي وإلى مستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا".
وبين "تحتاج الأونروا ولاجئو فلسطين إلى أن تكون الدول العربية في الطليعة للتحول من الوضع الراهن الذي اتخذ مجراه الطبيعي مسارا جديدا يكون فيه لدى لاجئي فلسطين سبب حقيقي للأمل في تحقيق حل طويل الأمد. وأحثكم على إعادة تحديد قضية اللاجئين الفلسطينيين على قمة جدول أعمالكم السياسي" موضحا ان "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إقامة شرق أوسط مستدام، وسلمي، ومزدهر للجميع".


