قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن" إسرائيل" تجد نفسها في مواجهة تجدد أعمال العنف في الضفة الغربية، مع سلسلة من الهجمات الدموية نفذها فلسطينيون في القدس والضفة الغربية المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى ما حصل صباح أمس الخميس، في نهاية ليلة متوترة للغاية، عندما صدم سائق شاحنة فلسطينية صغيرة مجموعة من الجنود الإسرائيليين بينما كان يستعد لعبور نقطة تفتيش تتحكم في وصول المركبات إلى الضفة الغربية. وقُتل إسرائيلي في الهجوم وأصيب ستة آخرون. السائق أب يبلغ من العمر 41 عاما، ويعيش في الضفة الغربية ويحمل تصريح عمل في إسرائيل. وبحسب الشرطة الإسرائيلية، لم يكن لديه “سجل أمني”.
بعد الهجوم، فرّ الرجل خلف عجلة شاحنته، قبل أن يُقتل على بعد بضعة كيلومترات. وسرعان ما زار الموقع بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي الذي يتولى وزارة الدفاع أيضا. وصرح قائلا: “نحن لسنا على استعداد للتسامح مع الإرهاب باعتباره أمرا لا مفر منه.. لن يستمر مواطنو إسرائيل في العيش في وضع يتعين علينا فيه، يوما بعد يوم، أن ندفن موتانا الذين قتلوا على يد قتلة متوحشين”، على حد قول الوزير الإسرائيل المتطرف.
وقبل ذلك، شهدت مدينة نابلس مواجهات. وفي منتصف الليل، انفجرت قنبلة قوية أثناء مرور قافلة إسرائيلية، مما أدى إلى إصابة أربعة جنود كانوا يرافقون مستوطنين جاؤوا للصلاة في المكان المسمى “قبر يوسف” حسب رأيهم. ويرافق الجيش الإسرائيلي بانتظام المستوطنين الإسرائيليين الذين يرغبون في الصلاة هناك. ويقع “قبر يوسف” بالقرب من مخيم بلاطة للاجئين، معقل المقاومة الفلسطينية. بالنسبة للفلسطينيين، فهو ضريح رجل دين مسلم. وبعد انفجار القنبلة، اندلعت اشتباكات بين جنود الاحتلال وسكان الحي. وبحسب الهلال الأحمر، أصيب 39 فلسطينيا.
واعتبرت “لوفيغارو” أن العنف على وشك فرض قانونه في كل مكان بالضفة الغربية، وخاصة في البلدات التي ظلت حتى الآن بمنأى نسبيا. وهي تتغذى على رفض السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس (87 عاما)، وخاصة بين الشباب الذين ولدوا بعد عام 2000، والذين يعتبرون أن اتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1993 هي جزء من الماضي.
يميل هذا الجيل الجديد بشكل متزايد إلى حمل السلاح للقتال ضد “المحتل الإسرائيلي”، الأمر الذي يدفعهم إلى إدارة ظهورهم لقادتهم. ومن دون أن تعلن مسؤوليتها بوضوح عن هذه الهجمات، فإن حركة حماس، المنافس الرئيسي لحركة فتح التي يتزعمها محمود عباس، ترحب بها بانتظام.
ومرة أخرى يوم الأربعاء في الخليل، أدى هجوم بسيارة أيضا إلى استشهاد فلسطيني وإصابة إسرائيلي. ورغم تعرض الخليل لضغوط من المستوطنين الإسرائيليين، فقد ظلت هادئة في الأشهر الأخيرة. وكان الأمر نفسه بالنسبة لطولكرم. تستفيد هذه المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية من قربها من إسرائيل. لكن حركة مقاومة مسلحة تتشكل في مخيم اللاجئين. وفي يوم الأربعاء، نفذت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عملية هناك لإزالة الحواجز التي تم نصبها على مداخل المخيم. ووقعت بعد ذلك اشتباكات بين رجال المقاومة وعناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مما أسفر عن مقتل مواطن.
وإجمالا، قُتل ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين وإسرائيلي واحد، وأصيب 39 فلسطينيا و12 إسرائيليا، بعضهم في حالة خطيرة خلال 24 ساعة. ومنذ بداية العام، قُتل ما لا يقل عن 227 فلسطينيا و32 إسرائيليا في أعمال العنف هذه.
وبينما يتصاعد التوتر على الحدود اللبنانية ويتصاعد الغضب في قطاع غزة، أصبحت الضفة الغربية أشبه ببرميل بارود أكثر من أي وقت مضى.