دأب الإعلام الاسرائيلي، مساء الاثنين، على التحريض ضد حركة حماس بعد عملية إطلاق النار التي وقعت صباح اليوم قرب مستوطنة "كريات أربع" في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة آخر بجروح حرجة.
وزعمت قناة عبرية، مساء اليوم، أن حركة حماس نجحت بتجنيد عشرات العناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية لخدمتها بالضفة الغربية.
وبحسب التصريحات التي نقلتها قناة كان العبرية عن مصادر فلسطينية في رام الله، فإن جزء من نجاح الحركة في تجنيد هؤلاء العناصر يعود إلى الأوضاع الاقتصادية الصعب لعناصر الأجهزة الأمنية الذين يتلقون فقط 80% من رواتبهم. وفق ما ورد في القناة.
وادعت القناة أن حماس تحصل من عناصر الأجهزة الأمنية على معلومات استخباراتية منهم، مشيرة إلى أن الحركة أدخلت أذرعها داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وبحسب القناة، أفادت مصادر رفيعة المستوى في رام الله بأن الأجهزة الأمنية التابعة للسطة الفلسطينية تحقق في الهجوم الذي وقع في وقت سابق اليوم في الخليل، وقالت المصادر إن التحقيق في هذه المرحلة على مستوى المخابرات فقط.
ووفق القناة، فإن ملاحقة الخلية التي نفذت هجوم اليوم هي أولوية قصوى للجيش الإسرائيلي، لأن قدراتها أعلى من الخلايا الموجودة في شمال الضفة، لافتة إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تتخوف من سلسلة هجمات جديدة بالخليل بعد هجوم اليوم.
وفي سياق ذي صلة، قال مسؤول فلسطيني لـصحيفة “إسرائيل اليوم” إن التقدير الأولي للأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، هو أن من يقف وراء هجوم إطلاق النار الذي نُفذ اليوم الاثنين، جنوب الخليل، والذي قتلت فيه مستوطنة هم عناصر من حماس أو عناصر تم تشغيلهم من قبل المنظمة. وفق ما ورد في القناة.
وعلى حد قوله، فإن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تستعد منذ عدة أسابيع لحملة اعتقالات في منطقة الخليل، بما في ذلك القرى المجاورة، لمحاربة المسلحين ونشطاء حماس، وكان هذا النشاط يهدف أيضًا إلى كبح جماح الخلايا النائمة لحركة حماس، وكان من المفترض أن تبدأ الحملة في وقت مبكر من يوم الخميس، وأشار إلى أن خطة تنفيذ هذه الإجراءات أعدت بالتنسيق مع “إسرائيل”.
ووفق الصحيفة، تلقت الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية معلومات استخباراتية تفيد بأن مسؤولين كبار في حماس في الخارج أعطوا تعليمات لأعضاء خلية نائمة مؤيدة للتنظيم في منطقة الخليل، وبحسب المسؤول، هذه خلية تديرها قيادة حماس في تركيا، وصلت هذه المعلومات منذ وقت ليس ببعيد، وهذا من الأمور التي دفعت السلطة الفلسطينية للتحضير للعملية، وأبو مازن كان غير راضٍ لبعض الوقت عما يحدث في المنطقة التي تسيطر عليها حماس، وأمر بإعداد خطة تؤدي إلى تعزيز السيطرة، والآن بعد الهجوم، أصبح الأمر بالفعل أكثر صعوبة على حد قوله.
ولفتت "إسرائيل اليوم" إلى أن الخليل مليئة بمؤيدي حماس، لكن السلطة الفلسطينية كانت تخشى التحرك هناك حتى الآن لأسباب مختلفة، من بينها حقيقة أن هذه عائلات كبيرة وقوية، هذا هو التقييم الأول للسلطة الفلسطينية.
وفي السياق، قالت القناة ١٣ العبرية:" إن الرد على موجة العمليات في الضفة ليس بعملية عسكرية تقليدية وإنما إسرائيل تبحث عن نقطة ما لدى حماس أو حزب الله بهدف توجيه ضربة موجعة لهما".
في حين، قال المحلل العسكري والأمني "ألون بن دافيد" تعقيباً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير أمنه غالانت وقادة الجيش الإسرائيلي: هناك تلميحات لإمكانية الرد على المنظمات الفلسطينية وفي مقدمتها حماس".
وفي نفس السياق، قال مراسل إذاعة الجيش :" تدرس المؤسسة الأمنية إمكانية اتخاذ إجراءات مباشرة ضد العناصر التي توجه الهجمات الإرهابية - على سبيل المثال ، حماس في غزة كما أنه لا يستبعد أنه إذا اتضح للمؤسسة الأمنية أن حماس في غزة وجهت هجوما في الضفة، فسيتم اتخاذ إجراء عسكري مباشر ضدها. سيتم طرح القضية غدا خلال المناقشات الأمنية التي تعقد قبل اجتماع مجلس الوزراء ، ومن المتوقع أن تثار في مجلس الوزراء نفسه".
أما مراسل القناة 14 العبرية هيلل بيتون روزن قال:" بعد هجوم الجيش الإسرائيلي على حركة الجهاد في غزة لوقوفها وراء العمليات بالضفة، يبدو أن حماس لم تفهم الدرس وهي تلعب بالنار".
القناة 12 العبرية بدورها، قالت:" إن جيش الاحتلال يدرس الرد على عمليات بالضفة خارج الضفة، ولن يكون بعملية عسكرية تقليدية وإنما يتم البحث عن نقطة ما لدى حماس أو حزب الله بهدف توجيه ضربة موجعة لهما".