جنرال إسرائيلي متقاعد: لا أحد يفهم الإسرائيليين أفضل من حماس

الإثنين 14 أغسطس 2023 04:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
جنرال إسرائيلي متقاعد: لا أحد يفهم الإسرائيليين أفضل من حماس



القدس المحتلة/سما/

كتب العقيد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي جريشا ياكوبوفيتش، اليوم الاثنين، مقالًا مطولًا نُشر في صحيفة جيروزاليم بوست، جاء فيه أن حركة حماس لديها فهم راسخ للنفسية الإسرائيلية، حيث قضى كبار قادتها، مثل يحيى السنوار، سنوات عديدة في السجون الإسرائيلية.  

وقال ياكوبوفيتش، الخبير الاستراتيجي في معهد ميريام، إنه عندما يتعلق الأمر بالأزمة السياسية الداخلية المستعرة داخل حدود إسرائيل، فإن حماس الآن تقف على الحياد.

وأضاف، قيادة حماس في غزة لم تتأثر بالمحاور الشيعية الإيرانية، حول التصريحات الواثقة بأن إسرائيل ضعيفة وأن نهايتها قريبة. على عكس الأحزاب والحركات الأخرى، اللذين يعتمدان كليًا على إيران، أيديولوجيًا واقتصاديًا.

وأوضح، أنه "بعد أكثر من 30 أسبوعًا من المظاهرات السياسية الجماهيرية التي تعصف بإسرائيل، لم تشن حماس عملية واحدة من قطاع غزة على التجمعات المناهضة للحكومة الإسرائيلية. يبدو أن هذا خيار متعمد".

وأشار العقيد المتقاعد، أن استراتيجية حماس الجديدة مبنية على حساب أن المساس بالمتظاهرين يأتي بنتائج عكسية، وبالتالي يكون خطوة حمقاء. تم التوصل إلى هذا الاستنتاج على الأرجح بعد أن أكملت حماس فحصًا استراتيجيًا وعمليًا لخياراتها. انتهت المراجعة بقرار، في الوقت الحالي على الأقل، بالبقاء على الحياد و"السماح لليهود بتمزيق أنفسهم".

"دعوا اليهود يمزقوا أنفسهم": كيف تُظهر حماس فهمها للإسرائيليين

في الوقت نفسه، يقول ياكوبوفيتش: "تستغل حماس الانقسام الإسرائيلي لتعزيز هدفها المتمثل في جعل روايتها المهيمنة على الساحة الفلسطينية. من خلال التصرفات الحمقاء لليمين الاسرائيلي، التي تخلق احتكاكات متزايدة مع الفلسطينيين، الأمر الذي يساعد حماس لتكون الرائدة في الضفة الغربية".

وأكد، أن حادثة 4 أغسطس في برقة، بالضفة الغربية، والتي قتل فيها فلسطيني برصاص مستوطن إسرائيلي، هي مجرد نوع من الحادثة التي تعول عليها حماس لتعزيز مكانتها.

وبين أن حماس باتت تشكل المنافس الأكبر للسلطة الفلسطينية ولحركة فتح بالضفة الغربية، بصفتها المدافع عن الحقوق الفلسطينية، خلافًا لحركة فتح المتعاون الأكبر مع إسرائيل.

ويقول ياكوبوفيتش: إن حماس تأمل بشدة أن تستمر الشخصيات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، في إثارة المشاكل في الضفة الغربية. في المقابل، تضغط حماس على إسرائيل ومصر وغيرهما لزيادة كمية الأموال التي تدخل غزة، خاوة، ومن المحتمل أن يؤدي هذا الضغط إلى موافقة إسرائيل على زيادة التمويل القطري لمحطة توليد الكهرباء في غزة بمقدار 3 ملايين دولار إضافية. كل شهر.

وفي الوقت نفسه، فإن "إطلاق صواريخ بدائية مدعومة من حماس في جنين، هو إشارة أخرى لإسرائيل بأن التهديد متعدد المجالات الذي تقوم حماس ببنائه. حماس لديها القدرة على إطلاق صواريخ على إسرائيل من غزة ولبنان وسوريا. والآن تنضم إليه الضفة الغربية"، حسبما يقول.

وأضاف، "لدى حماس فهم راسخ للنفسية الإسرائيلية، حيث قضى كبار قادتها، مثل يحيى السنوار، سنوات عديدة في السجون الإسرائيلية. لهذا السبب في أوائل أغسطس، نشرت صورة للسلاح الناري الذي استولت عليه من الجندي الإسرائيلي هدار غولدن، الذي فُقد أثناء القتال عام 2014 والآن يستخدم كورقة مساومة من أجل تبادل أسرى في المستقبل".

وأشار ياكوبوفيتش، إلى أن هذه المعطيات تضع حماس في وضع أفضل قبل رحيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن المشهد. وبينما تدرك أن الإقليم لن يسمح لها بإقامة نظام في الضفة الغربية كما فعلت في غزة، فإنها تخطط لنوع مختلف من المناورة، على أساس دخول الضفة من البوابة الديمقراطية التي تتغنى بها إسرائيل والعالم.

وأكد أن أن معظم الناخبين الفلسطينيين في الضفة الغربية يريدون حماس في السلطة. لذلك ستدخل الحركة من باب الديمقراطية الواسع للضفة الغربية.

وأخد يقول: "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت حماس تخطط لتنصيب أحد أفرادها كرئيس مستقبلي للسلطة الفلسطينية، أو أمينًا عامًا مستقبليًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن من المرجح جدًا أنها ستختار قناة ديمقراطية قانونية لمحاولة السيطرة عليها. وستحاول أيضًا إعادة تأسيس أغلبية في البرلمان الفلسطيني، مثلما فعل حزب الله في لبنان. هذا هو الهدف المهم التالي لحماس وهي تبحث عن طرق لاستغلال لحظة الأزمة الإسرائيلية للمساعدة في دفعها".

وأوضح أنه في حال نجحت الحركة في ذلك ستعمل على إلغاء اتفاقيات أوسلو، وربما تعود إسرائيل إلى الموقف العسكري القتالي فيما يتعلق بالضفة الغربية.

هذا السيناريو، كما يقول العقيد الاسرائيلي المتقاعد، وفي حال تنفيذه، سيضع إسرائيل في موقف أكثر خطورة وسيقلل من مساحة إسرائيل للمناورة السياسية.

وألمح إلى أن حماس تدرك الضعف الأمريكي الكبير في المنطقة، لذلك فهي تستمد قوتها من هذا الباب. عندما ترى إسرائيل تقاتل نفسها، فإنها تحصل على مزيد من التشجيع، وهذا سيقويها وهي تدخل معركة الخلافة بعد عباس.

في النهاية، جدد العقيد المتقاعد، الذي أنها خدمته العسكرية في عام 2016 كرئيس للإدارة المدنية لتنسيق أنشطة الحكومة في المناطق، تأكيد