حصلت 15 حركة من جمعيات المجتمع المدني للمواطنين العرب في "إسرائيل" (فلسطينيي 48)، على تصريح من الشرطة لإقامة مظاهرة في قلب تل أبيب، الأحد؛ للاحتجاج على سياسة الحكومة والشرطة وسائر الدوائر ومؤسسات الحكم، التي ما زالت تهمل قضية انتشار العنف والجريمة المنظمة والتي حصدت منذ مطلع السنة أرواح 135 مواطناً، بينهم نساء وأطفال.
وقال بكر زعبي، أحد منظمي حملة الاحتجاج، إن هذه المظاهرة ستكون فريدة من نوعها، وقد «سميناها مسيرة الأموات، بشكل استفزازي متعمد. أردنا أن نعطيها صبغة جنازة، وسنرفع فيها على الأكتاف توابيت بعدد القتلى في المجتمع العربي هذا العام، ونأمل ألا نضطر إلى زيادة عدد التوابيت حتى موعد المظاهرة. وسنرفع صوتنا مجلجلاً ضد الجريمة وضد من يتقاعس عن معالجتها. وسنسعى لتحويل هذه القضية إلى أهم القضايا في إسرائيل، وبالتالي الضغط على متخذي القرارات ليتعاملوا معها بالمثل».
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها منحت المبادرين رخصة لمظاهرة بمشاركة 6 آلاف شخص، تنطلق من «دوار هبيما» في وسط تل أبيب وحتى «دوار المتحف» (هموزيون)، على مسافة بضعة كيلومترات.
وجاءت هذه المظاهرة بعد أن تفاقمت الجريمة المنظمة في المجتمع العربي بشكل خطير وأودت منذ مطلع السنة الجارية وحتى كتابة هذه السطور بحياة ما لا يقل عن 135 ضحية وإصابة أكثر من ألف شخص بجراح تتراوح بين قاسية ومتوسطة.
وبادر إليها «المنتدى الجماهيريّ الشعبي والقطري» ويشاركه فيها عدد من الأطر والهيئات الشعبية مثل: «مؤسسة بكرا الإعلامية، صندوق مدد، منتدى الأطباء العرب القطري، جمعية ومركز أجيك القطري، مركز أجيال، مؤسسة وجمعية حاسوب، مبادرات إبراهيم، صندوق مسيرة لأصحاب الإعاقات، مراكز التعليم اللامنهجي القطري، مركز أمان، جمعية يداً بيد، مركز مساواة، مواطنون ضد الجريمة، سلطات محلية، مركز الفنار»، وجمعيات ناشطة أخرى من المجتمع المدني من النقب حتى الشمال.
وتهدف المسيرة، التي ستكون على هيئة «جنازة»، تتقدمها عدد من التوابيت، إلى إسماع صوت رافض للعنف، صوت يرتقي إلى حجم المأساة ويسمع أصوات الأحياء الذين باتوا يخشون من العنف الذي يطال كل منزل وكل فرد في المجتمع. وأكدت جمعيات حقوقية وأهلية عدة في المجتمع اليهودي في إسرائيل أنها ستشارك في هذه المظاهرة من باب التضامن.
وقالت يعيل ادامي، وهي ناشطة من حركة «نساء يصنعن السلام»: «هذا الأحد عند الساعة 19:00 ستبدأ مسيرة الأموات من دوّار هبيما لإسماع صرخة الجمهور العربي الذي تفشت فيه آفة العنف! ونحن، حركة (نساء يصنعن السلام)، سنكون هناك بكل قوة للمشاركة والالتزام اليهودي العربي؛ لأننا جميعاً مسؤولون عن بعضنا بعضاً. هذه الشراكة هي الأساس لمجتمع ديمقراطي نلتزم به جميعاً، ونحن نتعرض هذه الأيام لهجوم شديد جداً على هذه الديمقراطية. لكننا لن نقف جانباً، ولن نسمح بالتخلي عن الجمهور العربي، كلنا معاً سنصرخ ونطالب بتغيير الواقع! فوراً».