أكد ممثل حركة حماس في لبنان، د. أحمد عبد الهادي أن الأحداث المؤسفة في مخيم عين الحلوة تشكل خطرا على القضية الفلسطينية، وتهدد قضية اللاجئين الفلسطينيين في دولة لبنان الشقيق، وأمن واستقرار المخيمات الفلسطينية فيها والجوار، وتضرّ بالمجتمع الفلسطيني، ومن شأنها أن تحدث خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وقال عبد الهادي: "إننا نرفض الاحتكام للسلاح، ونؤكد السلم الأهلي، وندعو بشكل عاجل لوقف إطلاق النار، وسحب المسلحين من الشوارع"، مشيرًا إلى أن هذه الاشتباكات تسيء لصورة القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، وتشوه صورة السلاح الفلسطيني، الذي ينبغي أن يوجه للاحتلال الصهيوني فقط".
وأضاف "نؤكد البيانات والمواقف الصادرة عن هيئة العمل الفلسطيني المشترك، واللقاء الفلسطيني اللبناني الذي انعقد في صيدا، والذي دعا لوقف فوري لإطلاق النار، محذرًا من استمرار الاشتباكات، وخطرها على الوجود الفلسطيني في لبنان، وعلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية، داعيًا لدعم جهود هيئات الإسعاف والدفاع المدني والمؤسسات الصحية والإنسانية في إغاثة المخيم، وتسهيل عملية نقل المصابين.
وأوضح عبد الهادي أنه في الوقت الذي نؤكد على تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية في هذه الأحداث المؤسفة، فإننا نحذر من عملية تهجير أهلنا في مخيم عين الحلوة، ومن نتائج هذا التهجير على المخيم، وعلى الوجود الفلسطيني في لبنان، مبينًا أن مثل هذا السلوك سيؤدي إلى نتائج سياسية خطيرة، وكارثة إنسانية وأزمة اجتماعية جديدة تفاقم الأزمات التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.
وترحّم ممثل حركة حماس في لبنان على كل الذين قُتلوا معزيًا ذويهم، ومتمنيًا الشفاء العاجل للجرحى.
وفي السياق، أعلن مسؤول في حركة “حماس” في لبنان أن حركته تبذل جهودًا كبيرة لتطويق الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة.
وقال أيمن شناعة، المسؤول السياسي لـ “حماس” في مدينة صيدا جنوب لبنان، إن حركته، ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث، تواصلت مع جميع المكونات السياسية من أجل وضع حدٍ للأحداث وتطويقها، من أجل حفظ أمن المخيمات، وإفشال أي مخططات تستهدفها.
وأشار، في تصريحات صحفية، إلى أن هيئة العمل الفلسطيني المشترك تداعت إلى اجتماع عاجل، وأصدرت بيانًا فوريًّا لإنهاء الأحداث المؤسفة، وجرى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار في المخيم، وسحب المسلحين من الشوارع، وتشكيل لجنة تحقيق فورية، وتسليم المشتبه بهم بتنفيذ عملية اغتيال أبو أشرف العرموشي إلى القضاء اللبناني، وكذلك تسليم قاتل الشاب عبد الرحمن فرهود.
وأوضح المسؤول أنه جرى التزام فوري بإطلاق النار في الساعات الأولى بعد إعلان البيان، إلا أن الاشتباكات عادت من جديد، ولكن بشكل أقل حدة مما سبق.
وأوضح أن هناك سعياً لعقد لقاء مع قيادات في صيدا وهيئة العمل الفلسطيني المشترك لتثبيت وقف إطلاق النار، والبدء بالإجراءات المتخذة لضمان استتباب الأمن وإنهاء حالة الاشتباك.
وأكد أن الأحداث التي تضرب المخيمات، لا سيما مخيم عين الحلوة، “لا يمكن أن تأتي في سياق العمل الفردي، وإنما في سياقات منظمة تسعى لضرب المخيمات لتحقيق أجندة إقليمية ودولية، تستهدف اللاجئين الفلسطينيين”.
وأضاف: “قضية اللاجئين على صفيح ساخن، وهناك من يسعى لنسف المخيمات، من أجل رسم خارطة جديدة في المنطقة، وأن أحداث عين الحلوة لا يمكن فصلها عما يجري في الإقليم والأوضاع الملتهبة في المنطقة، مؤكدًا العمل على إفشال تلك المخططات”.
وأشار إلى أن مصلحة جميع المكونات الفلسطينية هي “استتباب الأمن وانتظام الحياة” في مخيم عين الحلوة، حفاظًا على النسيج المجتمعي وقضية اللاجئين وحق العودة، واحترامًا للإخوة اللبنانيين والعلاقات المتينة معهم، مشددًا على أن لا أحد يريد حالة الاقتتال في المخيم.
وقال إن حركة “حماس” بدأت حراكاً كبيراً من اللحظات الأولى، وتواصلت مع الأطراف كلها، حتى مع أطراف لم ترغب بالتواصل معها يوماً، في سبيل وقف فوري لإطلاق النار وتطويق الأحداث ومنع تفجرها.
وكشف أنه لم يُطلب من حركة “حماس” أو الفصائل الأخرى النزول إلى الميدان للفصل بين المتقاتلين، وقال إذا طُلب من حركته فستفعل ذلك.
وتجددت، الإثنين، الاشتباكات بين المسلحين في مخيم عين الحلوة، واشتدت وتيرتها، وسُمعت أصوات قذائف، حيث قام الجيش اللبناني بإغلاق جميع مداخل المخيم على أثر تجدد الاشتباكات، فيما واصلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” تجميد خدماتها.
وبسبب ضراوة الاشتباكات، اضُطر عدد من العائلات للنزوح تجاه منطقة مجاورة.
وقد سقط في الاشتباكات المسلحة 9 قتلى، وأصيب40 آخرون، وكان أبرزهم أبو أشرف العرموشي قائد الأمن الوطني الفلسطيني، التابع لحركة “فتح” بمنطقة صيدا، ومرافقوه، الذين قضوا في عملية اغتيال على أيدي جماعة إسلامية تنشط في المخيم.
ووفق “الوكالة الوطنية للإعلام” اليوم ، ارتفعت وتيرة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة، وتستخدم فيها الأسلحة الثقيلة ويتركز تبادل اطلاق النار على جهة محطة جلول وحي الطوارئ، حيث تُسمع الأصوات في أرجاء صيدا وضواحيها.
وأفاد موقع “النشرة” بسقوط ستة جرحى، اليوم، جراء الاشتباكات نقلوا إلى مستشفى في صيدا حيث تبين أن إصابات بعضهم خطرة وفي الرأس.
وكان الهدوء الحذر خيم على المخيم وخرقته الرشقات النارية المتقطعة التي استمرت منذ الليل وحتى ساعات الصباح الأولى اليوم.
وطال الرصاص الطائش أحياء ومنازل في مدينة صيدا، كما انفجر عدد من القذائف في محيط المخيم ما أدى إلى وقوع اصابات خارج نطاقه، وأسفرت الاشتباكات عن نزوح عدد كبير من أهالي مخيم عين الحلوة بعد تضرّر أملاكهم .
كما أدت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة إلى سقوط قذيفة في أحد المراكز العسكرية التابعة للجيش اللبناني، وتعرض مراكز ونقاط مراقبة تابعة للجيش لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح.
وحذّرت قيادة الجيش اللبناني من مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب، وأكّدت أن الجيش اللبناني سيرد على مصادر النيران بالمثل.