شنّت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية حملة ضد مركز "ويلي براندت" الممول من الحكومة الألمانية، الذي دعا لأمسية تتناول قصة الفدائية الفلسطينية ليلى خالد، التي شاركت في محاولة اختطاف طائرة تابعة لشركة إل عال الإسرائيلية عام 1970.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن "مركز ويلي براندت للتعليم والثقافة في القدس المحتلة، الممول من الحكومة الألمانية، دعا الجمهور الفلسطيني والإسرائيلي لحضور أمسية عرض تتناول قصة ليلى خالد المقاوِمة الفلسطينية التي شاركت في اختطاف الطائرات، وقد تلا الإعلان عن الحدث الكثير من الانتقادات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع المركز للإعلان عن إلغاء الأمسية".
وأضاف في تقرير أن "الدعوة التي تم توزيعها جاء فيها أننا ندعوكم للمشاركة في مناقشات مثيرة للنقد، وستكون ليلة العرض القادمة الأكثر إثارة للجدل، مع العلم أن مركز ويلي براندت يعزز اللاعنف والسلام من خلال الحوار منذ 25 عاما، مؤكدا أنه إذا أردنا فهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمن المستحيل تجاهل الروايات الأخرى ذات الصلة حتى اليوم، وليلى خالد شخصية تؤدي دورا مهما في الرواية الفلسطينية، وتعدّ الفدائية الأولى".
وزارة الخارجية الإسرائيلية أدانت عرض الفيلم، وزعمت أن ليلى خالد "إرهابية" فلسطينية مسؤولة عن اختطاف طائرة عام 1969، وأن الاحتفال بإرثها من العنف يعني أن يعرض ذات المركز الألماني مستقبلا نماذج من أفلام مشابهة، مما دفع المركز لإصدار بيان حول إلغاء الأمسية، مؤكدا أنها كانت ستتضمن نقاشا نقديا، وهذا الإلغاء ما كان يجب أن يحدث، ونعتذر عن الانطباع الذي تسبب به، مع أن عرض الفيلم، ومناقشته النقدية عن ليلى خالد، لا يعني إطلاقا أننا نشاركها وجهات نظرها ومعتقداتها، لتجنب المزيد من سوء الفهم".
وأوضحت الصحيفة أنه "في عام 2020، أعلنت منصة الاتصال عبر الفيديو "زووم" في خطوة غير معتادة، أنها لن تسمح بوجود مؤتمر عبر الإنترنت باسم جامعة سان فرانسيسكو، كان من المفترض أن تشارك فيه ليلى خالد، بزعم أن مشاركتها، وهي فدائية فلسطينية، تتعارض مع سياسة الشركة".
تجدر الإشارة إلى أنه في صيف 1969، كانت ليلى خالد جزءا من خلية مسلحة اختطفت طائرة ركاب أمريكية في طريقها من روما إلى أثينا، وأُجبرت الطائرة على الهبوط في العاصمة السورية دمشق، بعد أن طلبت من الطيارين تغيير مسار طريقها إلى مدينة حيفا المحتلة، حتى تتمكن من مشاهدة مسقط رأسها، وفي النهاية تم إجلاء ركاب الطائرة، وانفجرت على الأرض في دمشق، وتم الإفراج عن جميع الركاب بعد يوم واحد، باستثناء إسرائيليين بقيا في سجن سوري قرابة ثلاثة أشهر، حتى تم الإفراج عنهما في إطار عملية تبادل أسرى.
وبعد عام، شاركت ليلى خالد في محاولة فاشلة لاختطاف طائرة تابعة لشركة إل عال في رحلة من تل أبيب عبر أمستردام إلى نيويورك، كجزء من سلسلة منظمة من عمليات الخطف المعروفة باسم "اختطاف الطائرات" إلى ميدان داوسون، ونفذت ليلى خالد وشريك آخر محاولة الاختطاف، حيث سرقوا قنبلتين يدويتين ومسدسا داخل الطائرة، سيطر عليها أفراد أمن شركة إل عال وشريكها، وهبطت الطائرة في لندن.
عربي21