تعتبر عملية الحرق في التبغ عبارة عن سلسلة من الآليات التي تؤدي إلى توليد المواد الكيميائية الضارة عن طريق الانحلال الحراري والاحتراق، وتكوين الدخان. كل آلية وتفاعلاتها لها تأثير عميق على مستويات المكونات الكيميائية الموجودة في دخان التبغ.
عندما اشعال المدخن سيجارته، فإن تفاعلاً شديد الحرارة يُعرف بالحرق يبدأ عند اشعال السيجارة، وما أن يبدأ تدخين سيجارته المشتعلة، فإن احتراق اللفافة الورقية بما فيها من أوراق تبغ يزيد حتى تتحول اللفافة إلى رماد، منتجاً خليطاً دخانياً ينفثه المدخن من فمه. هذا الدخان الذي يتم نفثه يتألف من نكهات من مزيج التبغ، بالإضافة إلى مادة النيكوتين التي بات من المعروف أيضاً أنها موجودة بشكل طبيعي في أوراق التبغ ولا تشكل سبباً رئيساً للأمراض المرتبطة بالتدخين بالرغم من أنها قد تؤدي للإدمان، بالإضافة إلى مجموعة من المواد الكيمائية الضارة.
السيجارة المحترقة هي نظام معقد تحدث فيه أنواع عديدة من التفاعلات الكيميائية، منها تفاعلات الأكسجين مع التبغ المكربن وينتج غازات مثل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والهيدروجين، وذلك جنباً إلى جنب مع الحرارة التي تحافظ على الاحتراق، وتصل درجة حرارة احتراق التبغ إلى حرارة تصل إلى 850 درجة مئوية عند نفث دخان السيجارة. والجزء الثاني من هذه التفاعلات هو ما ينتج عنه الجزء الأكبر من ما يقارب 6 آلاف من المواد الكيميائية الموجودة في الدخان.
وخلال فعاليات منتدى النيكوتين العالمي العاشر الذي عقد مؤخراً في العاصمة البولندية وارسو، طالب عدد من العلماء والأطباء والأكاديميين، من أرجاء مختلفة حول العالم بدعم منتجات التبغ الخالية من الدخان، معتبرين أنها تعد بدائل منخفضة المخاطر، وخيار أفضل للمدخنين البالغين غير الراغبين في الإقلاع عن التدخين التقليدي، حيث اشار الدكتور كولين مندلسون، مؤسس الجمعية الأسترالية للحد من مخاطر التبغ، وأستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بجامعة نيو ساوث ويلز، إلى أن دخان السجائر التقليدية يؤثر على صحة الإنسان لإحتوائه على مواد كيميائية ضارة، على عكس منتجات التدخين الألكتروني منخفضة المخاطر.
ويشار إلى أن منتجات التبغ البديلة لا تخلو تماماً من المخاطر، ولكنها تعدّ بديلاً أفضل من السجائر التقليدية للمدخنين البالغين غير القادرين على الإقلاع عن استهلاك منتجات التبغ والنيكوتين، ومع ذلك يبقى الإقلاع نهائياً عن التدخين الخيار الأفضل للمجتمع وللمدخنين.