تسببت حرائق واسعة تشهدها المنطقة الشمالية الشرقية في الجزائر، في وفاة 15 شخصا وإجلاء المئات من مساكنهم، فيما تستمر عمليات إخماد النيران على نطاق واسع باستعمال طائرات الإطفاء.
وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أنه خلال ليلة الإثنين 24 تموز/ يوليو، تم تسجيل نشوب 97 حريقاً مسّ الغابات الأدغال والمحاصيل الزراعية، عبر 16 ولاية في الجزائر.
وأبرزت الداخلية أن ولايات بجاية، البويرة، جيجل شهدت الحرائق الأوسع رقعة، بفعل الرياح القوية التي هبّت على هذه المناطق، حيث امتد بعضها إلى القرى المأهولة بالسكان.
وخلّف خروج النيران على السيطرة في بعض المناطق، تسجيل 15 ضحية و26 جريحا، فيما تم إجلاء 1500 مواطن، خاصة في بلدية فناية بدائرة القصر، وبلدية زبربر بدائرة الأخضرية.
وأفادت مصادر محلية من ولاية بجاية، بوفاة عائلة كاملة من 6 أفراد مكونة من الأبوين والأبناء جراء الحرائق. وتثير الصور المنشورة على مواقع التواصل الرعب حيال حجم النيران وسرعة انتشارها وقربها الداهم من المواقع السكنية.
ووفق وزارة الداخلية، فقد تم إقحام 7500 عنصر من الحماية المدنية في الميدان، وتسخير 350 شاحنة من مختلف الأحجام، فضلا عن الوسائل الجوية لإطفاء الحرائق مما سمح بالتحكم في أغلبها.
وتتواصل حاليا عمليات إخماد الحرائق حاليا في 6 ولايات هي بومرداس، البويرة، تيزي وزو، بجاية، جيجل، وسكيكدة، حيث تم تجنيد 13 رتل متنقلا، و3050 عنصر من الحماية المدنية، تم تعزيزها صباح أمس بـ12 رتلا متنقل و1200 عنصر إضافي.
كما يستمر تسخير 12 وسيلة جوية للإطفاء على مستوى هذه الولايات، من بينها الطائرات المروحية الخاصة بالإطفاء التابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي، بما في ذلك طائرة الإطفاء ذات السعة الكبيرة.
وكانت السلطات الجزائرية مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، قد أعلنت عن حالة “تأهب قصوى” لكافة الفاعلين في حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات، تفاديا لأي طارئ.
وصدر قرار يقضي بالمنع التام “لإقامة جلسات الشواء وأي إشعال للنار داخل أو بجانب الفضاءات الغابية عبر التراب الوطني، تحت أي ظرف كان”، مع تذكير المواطنين بالابتعاد نهائياً عن كل التصرفات التي يمكن أن ينجم عنها نشوب نيران تهدد أمنهم وسلامتهم والثروة الغابية.
ولا تزال في الأذهان الكوارث التي سببتها النيران العام الماضي في ولاية الطارف بأقصى شمال شرق البلاد، حيث التهمت النيران مساحات شاسعة بينها حديقة كانت مليئة بالزوار في منطقة القالة. وفي سنة 2021 أدت الحرائق بمنطقة القبائل لوفاة أكثر من 100 شخص في كارثة لم تعرفها البلاد من قبل.
وعكس سنوات سابقة انتقد فيها أداء السلطات بسبب عدم توفر البلاد على وسائل متطورة لمواجهة الحرائق، حصلت الجزائر مؤخرا على طائرات إطفاء روسية، كما يملك الجيش مروحيات قادرة على المساعدة في إخماد النيران.
لكن الخطر يبقى كبيرا، خاصة في ولايات الساحل الجزائري التي تستقطب في فصل الصيف ملايين السياح من داخل وخارج البلاد، والتي باتت تعاني سنويا من خطر الحرائق بالنظر لكثافة غطائها الغابي وتداخل المنازل مع الغابات.
وأشارت الوزارة إلى أنه لمواجهة هذه الحرائق، تم مشاركة “7500 فرد للحماية المدنية في الميدان، وتجنيد 350 شاحنة من مختلف الأحجام فضلا عن الوسائل الجوية لإطفاء الحرائق ما سمح بالتحكم في أغلبها”.
وأكدت أن عمليات إخماد الحرائق الجارية في 6 ولايات، هي بومرداس، البويرة، تيزي وزو، بجاية، جيجل وسكيكدة، كانت تعمل بقوة 13 فرقة متنقلة للحماية المدنية و3050 فردا، وتم تعزيزها صباح اليوم بـ12 فرقة أخرى و1200 عنصر إضافي.
وقبل أيام، أعلنت السلطات تفعيل حالة التأهب القصوى تحسبا لمواجهة نشوب حرائق في الغابات تزامنا مع موجة الحر المستمرة منذ أسابيع.
ورفعت هيئة الأرصاد الجوية الجزائرية، تحذيرها من البرتقالي إلى الأحمر، على خلفية موجة الحر الراهنة، مؤكدة أن “البلاد تعيش ظروفا مناخية قاسية، تصل الحرارة خلالها إلى 48 درجة”.
وأصدرت الهيئة تنبيها باللون الأحمر على موقعها الإلكتروني، حذرت فيه من استمرار “موجة الحر في عدة ولايات، حيث ستسجل درجات حرارة قد تصل إلى 48”.
وأوضحت أن الموجة ستمس 13 ولاية شمالية.
وبحسب الهيئة، فإن الأمر يتعلق “بظروف جوية قاسية تتميز بدرجات مرتفعة جدا” مقارنة بدرجات الحرارة المعتادة خلال يوليو/ تموز من كل سنة.
وبحسب تصنيفات هيئة الأرصاد الجوية الجزائرية، يشير اللون البرتقالي إلى حدوث أو توقع ظاهرة “شديدة الخطورة”، أما الأحمر فيشير إلى حدوث أو توقع ظاهرة “خطيرة للغاية ذات شدة استثنائية”.
ومنذ أسابيع، تشهد معظم ولايات الجزائر موجة حر قياسية لامست 50 درجة بعدة مناطق بصحراء البلاد.
وتزامنا مع موجة الحر، سجل استهلاك الكهرباء الخميس الماضي، رقما جديدا، هو الأعلى في تاريخ الجزائر.
وحسب شركة الكهرباء والغاز الحكومية “سونلغاز”، فقد “سجل استهلاك البلاد من الكهرباء في ذلك اليوم، 18 ألفا و572 ميغاواط، صعودا من 18 ألفا و377، في 11 يوليو الجاري تزامنا مع موجة حر سابقة.
وتشير بيانات رسمية لوزارة الطاقة إلى أن إنتاج البلاد من الكهرباء يفوق 24 ألف ميغاواط يوميا.