كشفت صحفية لبنانية في تقريرها عن "خطة عسكرية" إسرائيلية للجم الخرق اللبناني الأخير على الحدود الفلسطينية المحتلة الذي تمثل بقيام مناصرين لـ"حزب الله" بنصب خيم مقابل موقع عسكري للجيش الإسرائيلي.
وأشارت الصحفية، سنا كجك، إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تعمد فيها المقاومة اللبنانية إلى تطبيق مثل هذا الإجراء لمواجهة الجيش الإسرائيلي، حيث تهدف من الخيم المواجهة لكاميرات والآليات العسكرية الإسرائيلية وتسجل الهدف تلو الآخر لتحقق الفوز في جولتها الميدانية".
وأوضحت كجك في تقريرها أن الجانب الإسرائيلي ممتعض من الخطوة اللبنانية، وترى أن القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية تعجز عن إيجاد طريقة لحل الموضوع، واكتفت بتوجيه عدة رسائل لقوات "اليونيفل" ( قوات أممية تابعة للأمم المتحدة) في جنوب لبنان، وكذلك وجهت رسائل لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بهدف الضغط على لبنان رسميا من أجل إزالة الخيمتين "مع التهديد والوعيد أحيانا".
واعتبرت كجك أن إسرائيل تدرك أن "العمل العسكري سيكلف غاليا وإلا لبادرت وأزالت الخيم دون أي تردد أو إنذار مسبق"، مضيفة أن "العقلية الإسرائيلية بمفهومها الاحتلالي فإن خيم حزب الله في مزارع شبعا المحتلة والتي تعتبرها ضمن حدودها قد تستدعي جولة من القتال".
واستندت كجك إلى تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" يعبر عن قلق إسرائيل من اقتراب عناصر "حزب الله" اللبناني ليس فقط لأنهم يراقبون تحركات "نوبات الحراسة"، بل الهاجس الأكبر الذي يسيطر على إسرائيل هو فكرة تسلل قوات النخبة "الرضوان" إلى الجليل.
وكشفت الصحفية عن وحدة هندسية خاصة بالأنفاق في الجيش الإسرائيلي والتي تسمى "يهلوم" أي "الجوهرة" بالعربية، وهي مختصة بالأنفاق ومن مهامها تركيب أجهزة استشعار تحت الأرض للكشف عن الأنفاق على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وأيضا على الحدود مع قطاع غزة. كما تقوم بتفكيك العبوات الناسفة وتقتحم الأنفاق والممرات الأرضية ومجهزة بأحدث الوسائل البصرية للرؤية الليلية، فضلا عن أنها تمتلك كل مستلزمات البقاء على قيد الحياة لجنودها ولساعات طويلة في الأنفاق وتؤمن لهم أجهزة التنفس والملابس الواقية والخوذات وكاشف الألغام.
ولفتت كجك إلى أن مركز "ألما" الإسرائيلي، المختص برصد ومتابعة كل ما يجري على الحدود الشمالية مع لبنان، كشف عن سيناريو محتمل لـ "وحدة يهلوم" لإزالة الخيم اللبنانية، مضيفة أن التقرير المركز الإسرائيلي تم حذفه بعد دقائق من نشره من قبل الرقابة العسكرية الإسرائيلية.
وذكرت كجك في تقريرها عن خيارات وسيناريوها عدة أبرزها أن تكون "وحدة يهلوم" الإسرائيلية قد خططت بحفر أنفاق تمتد إلى الداخل اللبناني للقيام بعملية خاطفة لإزالة الخيم، لكن ذلك سيجابه برد من الجانب اللبناني.
كما نوهت كجك إلى ما جاء في الإعلام الإسرائيلي حول هذا الموضوع، ابتداء مما قاله الصحفي الإسرائيلي، يوسي يهوشع، في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، بأن التغييرات التي يجريها "حزب الله" على طول الحدود مع إسرائيل تشير إلى التحضير لعملية مفاجئة تتمثل في اقتحام المستوطنات، "فالحزب جاهز ومستعد للحرب".
أما مراسل القناة "13" العبرية، ألون بن دافيد، عبّر عن رأيه بالقول: "اقتربت إسرائيل من استنفاذ القنوات الدبلوماسية للتحرك بقوة، فمن المحتمل أن يواجه الجيش خيارات عدة منها: إحضار الجرافات التي ستقطع الطريق نحو الموقع مع تقدم قوات من الجيش لمحاولة إخلائه بالقوة"، أما الخيار الثاني الذي تحدث عنه "يتمثل في الهجوم الجوي لإبعاد عناصر حزب الله"، والخيار الثالث "التحرك السري للوصول إلى الموقع والسيطرة على عناصر الحزب وإعادتهم إلى لبنان أو إحضارهم للاستجواب في إسرائيل وتصويرهم وهم يعترفون بانتهاك السيادة".
وكشفت الصحفية اللبنانية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن وفدا دوليا مختصا بالملف الإسرائيلي في الأمم المتحدة سيزور لبنان بهدف إجراء اللقاءات والمحادثات للتطرق إلى الوضع الراهن على الحدود الجنوبية، وفي أجندته طلب اللقاء مع زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، لمناقشة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الغجر وتلال كفرشوبا وقسم من مزارع شبعا.
وأضافت كجك، نقلا عن المصدر، أن "المناخ الدولي يوحي بأن إسرائيل لن تصعّد وقد تميل للحلول السلمية عبر الدبلوماسية وهذا "جني ثمار" قوة "حزب الله" ومعادلات الردع التي أجبرته على اتباع تكتيكات دقيقة في تعامله على الحدود اللبنانية - الفلسطينية تجنبا لأي احتكاك أو استفزاز للمقاومة اللبنانية".
