علقت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الجمعة، على ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن قرار روسي بفتح قنصلية في القدس المحتلة.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، على لسان السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في حديثها لـ"عربي21"، أنها تتابع ما تم نشره، "من أجل التأكد من صحته؛ لأننا لا نبني مواقفنا على ما يصدر في الإعلام العبري".
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير أعده أرئيل كهانا؛ إن "قوة عظمى عالمية ثانية تفتتح ممثلية دبلوماسية في القدس، تفتح روسيا فرع سفارة في مركز القدس، ضمن اتفاق سري بين الطرفين".
وأضافت: "توصلت بلدية القدس (يسيطر عليها الاحتلال) ووزارة الخارجية الروسية مؤخرا إلى اتفاق حل وسط ذي معنى تاريخي، سيتم بموجبه تعهد روسيا ببناء وتفعيل فرع قنصلي في مجال موقف المصاعد في قلب القدس، وبالمقابل، لا تصادر البلدية الأرض لصالح شق سكة للقطار الخفيف سيمر في المكان".
إضافة إلى ذلك، "تسمح البلدية للروس بأن يسجلوا بملكيتهم أرضا بطول 100 متر للطريق نحو المجال الدبلوماسي المستقبلي، كما أن تل أبيب ستسحب كل دعاويها ومطالبها من الاتحاد الروسي الذي امتنع منذ سنوات عديدة عن دفع الضرائب والرسوم لها كما يتطلب القانون، وسيبقى موقف السيارات في شارع المصاعد يعمل حتى بناء نطاق فرع السفارة".
وأوضحت الصحيفة، أن "المجال الروسي الرسمي يقدم خدمات قنصلية لسكان القدس والمنطقة، إضافة إلى ذلك ستكون فيه مساكن دبلوماسية، ما يمنح المكان مكانة أعلى من قنصلية، وحسب الاتفاق، سيستكمل بناء المكان في غضون 5 سنوات، مع إمكانية تمديد الفترة الزمنية لعشر سنوات".
وأفادت أنه جرى توقيع الاتفاق في "يوم القدس" الأخير في مكتب رئيس البلدية موشيه ليئون، الذي هو ووزير الخارجية إيلي كوهين، رافقا المفاوضات المضنية في النصف سنة الأخيرة، ومثل الروس في مناسبة التوقيع السفير في البلاد أنطولي فيكتروف وسيرجيه ماكروف، اللذين عملا باسم نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدنوف، وعن البلدية وقع المدير العام إيتسي كلاري والمستشار القانوني إيلي مالكا، وإضافة إلى ذلك، وقع على الاتفاق رئيس دائرة أوروبا – آسيا في وزارة الخارجية يوفال فوكس.
"رسالة عظيمة"
وبحسب "إسرائيل اليوم" التي حصلت على نسخة من الاتفاق المزعوم، ورد أن "الاتحاد الروسي يقيم مجال مبان يستخدم فرعا للقسم القنصلي للسفارة الروسية (...)، ووزارة الخارجية تنظر إلى هذا التوافق بعين الإيجاب (...)، فيما وافق الطرف الروسي على اتخاذ الخطوات اللازمة للبناء السريع للمجال".
ونوهت إلى أن "روسيا اعترفت رسميا بغربي القدس كعاصمة إسرائيل منذ بضع سنوات، ومع ذلك، فإن التعهد للبناء الآن لمجال دبلوماسي رسمي في العاصمة توجد معان تاريخية؛ لأن كلا من الولايات المتحدة وروسيا، هم اثنتان من القوى العظمى الأقوى في العالم، وستفعلان بشكل عملي ممثليات دبلوماسية في القدس (يعبرها الاحتلال عاصمة الدولة اليهودية)، وهكذا يتعزز موقف إسرائيل بأن القدس هي عاصمتها، بخلاف قرار التقسيم في 1947 الذي قضى بأن تكون القدس دولية". وفق قولها.
وتابعت: "باستعدادهم لأن يقيموا الآن ممثلية رسمية في القدس، يوجه الروس ضربة شديدة للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس؛ لأنهم لا يشترطون تفعيلها بالوصول إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في القدس تعمل اليوم 4 سفارات رسمية؛ الولايات المتحدة، غواتيمالا، هندوروس وكوسوفو، برغواي، بوبوا نيوجيني، وأغلب الظن هنغاريا أيضا، من المتوقع لاحقا أن تفتح سفارات في القدس".