أطلقت شخصيات فلسطينية، بمشاركة ممثلين عن أهالي الشهداء والأسرى، وممثلين عن فصائل فلسطينية ومؤسسات مجتمع مدني، الحملة الشعبية لإنهاء الانقسام، من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات، في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
ودعت الحملة في بيانها الذي تلاه منسقها جميل عطية، خلال مؤتمر صحافي، كلا من حركة فتح وحركة حماس، لتنفيذ الاتفاقيات الموقّعة بينهما، ابتداءً من اتفاق القاهرة، مرورا باتفاق الشاطئ، وانتهاءً باتفاق الجزائر. كما دعتهما إلى "الشروع فورا وبدون مراوغة للبدء بالخطوات العملية على الأرض لإنهاء الانقسام، والذهاب للانتخابات العامة".
وأكدت الحملة أن منظمة التحرير الفلسطينية، "هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهي المظلة الجامعة للنسيج الفلسطيني"، داعية الشعب الفلسطيني إلى الالتفاف حول الحملة، للسير قدماً بخطوات ثابتة نحو تحقيق الوحدة الوطنية.
وكان من المعلن أنه سيتم إطلاق الحملة من أمام ضريح الشهيد ياسر عرفات في الضفة الغربية، وضريح الشيخ الشهيد أحمد ياسين زعيم حركة حماس، لكن المنظمين أكدوا تأجيل إطلاق الحملة في غزة إلى 21 يونيو/حزيران الجاري، بسبب ما قال عطية إنه تصادف مع دعوات للنزول إلى الشارع في قطاع غزة.
وأكد أن قرار التأجيل جاء لتفادي "نزول دم والتخريب، وتفويت الفرصة على المتربصين لإفشال الحملة".
"توسيع بقعة الزيت"
وردا على سؤال حول آليات الحملة في ظل فشل جولات حوار واتفاقات عديدة منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007، قال عطية: "إن الآليات إعلامية شعبية، وترتكز على توسيع القاعدة، أي توسيع بقعة الزيت".
وأكد عطية للعربي الجديد أن هذه الحملة تختلف عن سابقاتها، كونها تشمل الكل الفلسطيني في الداخل والشتات في أوروبا وأميركا ومخيمات اللاجئين في الأردن وسورية ولبنان، وأن هذا الحراك لن يتوقف.
وأضاف: "يجب أن تعود اللحمة الجغرافية والاقتصادية والسياسية، لأنه لا يمكن أن تقام دولة في غزة، ولا دولة بدون غزة".
فرصة أخيرة
من جانبه، قال فتحي خازم، والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن خازم: "إن الانقسام يؤثر على فئات الشعب الفلسطيني قاطبة، ولا يلقي بظلاله فقط على الفرقاء في حركتي فتح وحماس".
وأكد خازم أن الجميع بات يدفع ثمن الانقسام؛ ضعفاً سياسياً، وتراجعاً نضالياً، وضعفاً عاماً في تلاحم الشعب، وفرقة في الوطن وبين الإخوة، وأن استمرار الانقسام قد يقود إلى عواقب وخيمة لا يحمد عقباها، وهي الانفصال.
وأشار خازم إلى أن الحملة انطلقت لتقرع الجرس ولتذكر الناس بأنه قد فات الأوان لإنهاء الانقسام، معتبرا الحملة بمثابة فرصة أخيرة، حيث لم يعد هدف إنهاء الانقسام ترفاً فكرياً ولا سياسياً، بل هو ضرورة وطنية فلسطينية ملحة.
ودعا خازم المواطن الفلسطيني إلى المشاركة والوقوف مع الحملة؛ في التأكيد على أن الانقسام يجب أن ينتهي، وأن لا يكتفي بانتظار ما ينشر في وسائل الإعلام عن نجاح أو إخفاق مبادرات طي صفحة الانقسام، وأن لا يترك المواطن لغيره قيادة الحوار.
وطالب خازم قيادات حركتي فتح وحماس بإنهاء الانقسام وفتح حوار وطني شامل، يبدأ من حيث انتهت جولة الحوار الأخيرة التي عقدت في الجزائر، معتبرا أن تلك الجولة أعطت أساسا متينا من الممكن الانطلاق منه.
وقدم عدد من أهالي الأسرى والشهداء وممثلين عن فصائل كلمات تؤيد الحملة، كما تم بث كلمة مسجلة للمطران عطا الله حنا في الإطار ذاته. وقال منير الزغير، الناطق باسم أهالي أسرى القدس، إن أهالي أسرى القدس والجميع يؤيدون ويباركون ويدعمون كل من يمشي في وحدة الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام، والذي يدفع المقدسيون ثمن استمراره يوميا بالاعتقالات والهدم والإبعاد، مشيرا إلى أن كل ذلك لا يمكن إيقافه إلا بجسد واحد.