تواصل الأوساط الأمنية والاستخبارية في دولة الاحتلال، متابعة حادثة غرق قارب في الشواطئ الإيطالية، أسفر عن مصرع ضابط في جهاز الموساد، وسط تكهنات عن ما كان يفعله مع قرابة العشرين من عملاء المخابرات الإسرائيلية والإيطالية.
ولم تصدر أي من الجهات الاسرائيلية والإيطالية روايات دقيقة حول ما حدث، في بحيرة لاغو ماجوري في شمال إيطاليا، باستثناء أن كارثة وقعت في ليلة العاصفة.
وغرق ضباط المخابرات في البحيرة، بينهم إسرائيلي، ما أثار خيال وسائل الإعلام في إيطاليا ودولة الاحتلال، في سرد ما جرى.
دار أركين الكاتب في مجلة "يسرائيل ديفنيس" للشؤون العسكرية، أكد أن ما حدث في المنطقة لا يمكن الكشف عنه، مشيرا إلى سينايوهات عدة، أولها أنه توجد حول البحيرة الإيطالية منشآت ومصانع ومكاتب شركات مرتبطة بجهود إيران لشراء المعدات المتعلقة بالنووية، وربما أرادت تل أبيب معرفة ما كان يحدث بهذه المصانع كجزء من جمع المعلومات الاستخبارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكن السؤال: "هل هناك حاجة إلى 20 عميلا للقيام بهذه المهمة المعلوماتية البحتة؟".
وأضاف أن السنياريو الثاني، هو أن أفراد المخابرات الإسرائيلية والإيطالية على متن السفينة أنهوا عملية مهمة سرية للغاية، وفي نهاية الإكمال الناجح، يُسمح للعملاء بالاحتفال على متن سفينة في وسط بحيرة، مع نبيذ إيطالي فاخر وأطعمة شهية.
وليس سرا أن هذه المعلومات الاستخباراتية تتعاون في تداولها أجهزة المخابرات حول العالم، وهذا يشمل الموساد، ويتعامل الجناح الدولي للموساد كثيرا مع شراكات مع منظمات شقيقة دولية، لذلك فإنه لا يوجد سبب لعدم قضاء بضعة أيام مع الشركاء الإيطاليين.
والسيناريو الثالث، يتعلق بأن "السفينة ملك لرجال الأعمال الروس الذين غادروا روسيا بسبب الحرب، ولجأ بعضهم إلى إسرائيل، والبعض الآخر يعيش في أوروبا، وهم أثرياء قذرون بعد نهب روسيا ما بعد الشيوعية، وتنتمي معظم أكبر وأفخم اليخوت في العالم لهؤلاء من كبار رجال الأعمال، فلماذا لا يكون قارب المتعة في قلب بحيرة في شمال إيطاليا لأغراض ترفيهية، فقط لأجل المتعة؟".
أما السيناريو الرابع، فيكمن في رغبة الإسرائيليين والإيطاليين تكريم زميل لهم بعيد ميلاده، وبسبب وظائفهم ومناصبهم وأسفارهم، فهم يعرفون أين يستحق الاحتفال بأناقة.
لكن بسبب مسارعة طائرة لإخراج الإسرائيليين من إيطاليا، ونقلهم على الفور لإسرائيل، فضلا عن نقل باقي الإيطاليين إلى مكان "مجهول"، وبعد أسبوعين من كارثة غرق السفينة، فإنه لم يتم العثور على أي شخص تمت مقابلته، أو قريب، أو ممثل للحكومتين الإسرائيلية والإيطالية، وحتى الآن الصمت يخيم على الأجواء، كما أنه لا توجد إجابة عن تساؤل: "لمن السفينة ومن قبطانها؟".
عربي21