أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية عباس زكي، أن زيارة الرئيس محمود عباس المرتقبة إلى جمهورية الصين الشعبية، تكتسب أهمية خاصة وكبرى.
ويقوم الرئيس محمود عباس بزيارة دولة رسمية تستمر ثلاثة أيام إلى الصين، في الفترة ما بين 13-16 حزيران/ يونيو الجاري، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جي بينغ.
وقال زكي في تصريح صحفي، اليوم الأحد، إن للزيارة أبعادا خاصة وكبيرة، لأنها تتوج تلك العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين فلسطين والصين، وباعتبارها الزيارة الخامسة للرئيس محمود عباس لبكين منذ عام 2005، حيث كانت الزيارة الأول في عهد الرئيس الأسبق هو جينتاو في أيار/ مايو 2005، وزيارة في 2010 لمنظمة شنغهاي، وزيارتان على مستوى دولة في 2013 و 2017.
وتأتي زيارة الرئيس إلى بكين لمناسبة مرور 35 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وفي إطار حرص القيادتين الفلسطينية والصينية على تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية القوية في المجالات كافة.
وأوضح زكي أن الزيارة تتويج لتعاظم دور الصين في الشرق الأوسط بعد قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية في كانون الأول/ ديسمبر 2022، وبعد رعاية الصين لإعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعودة سوريا للجامعة العربية، وتأكيدا على موقف الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يعتبر فلسطين قضية العرب الأولى.
وأضاف: "استضافة الصين للرئيس عباس، وهو الزعيم العربي الأول الذي يقوم بزيارة رسمية لبكين هذا العام، ما هو إلا مؤشر ودليل على أن لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط ما لم يتم التوصل لحل عادل لقضية الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة الرئيس الصيني الداعية لتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد على أن قيام الرئيس الصيني باستقبال الرئيس محمود عباس، في ظل الأوضاع الدولية المضطربة وما يحصل من متغيرات على صعيد الإقليم والعالم، يعكس الاهتمام بالقضية الفلسطينية ويؤكد عمق العلاقات الثنائية.
وحول النتائج المتوخاة من زيارة الرئيس محمود عباس إلى الصين، أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، أن التوقعات تنصبّ على أن تؤكد الصين دورها في إيجاد حل عادل القضية الفلسطينية، خاصة أن خطاب الرئيس شي جين بينغ في قمة الرياض آنفة الذكر، تطرق للظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني.
وبيّن أن زيارة الرئيس للصين ستشهد التأكيد على استمرار الدعم المتبادل في المحافل الدولية، وخاصة ما يتعلق باستقلال فلسطين والصين الواحدة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وبحث دعم نيل العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة هذا العام.
وأضاف أن الآمال معقودة على فتح آفاق التنمية والتعاون المشترك في مختلف المجالات، لأن الكثير من القضايا حسمت بين فلسطين والصين بعد أن حصلت فلسطين على عضوية مبادرة الحزام والطريق، وهناك لجنة مشتركة لبحث التجارة الحرة، فيما العمل جارٍ لانضمام فلسطين إلى منظمة شنغهاي للتعاون.
ورجّح زكي أن تتكلل الزيارة بتوقيع بروتوكولات تعاون في العديد من المجالات، وتأكيد الصين على المضي قدماً في مساعداتها لدولة فلسطين، في مجالات البناء والطاقة والصحة والبعثات التعليمية والتدريبية والتأهيلية للشباب الفلسطيني.
وأضاف: "هناك توقع بأن يكون للصين دور أكبر على الصعيد العالمي، وكلما تقدمت الصين كلما حظينا في فلسطين بشيء أكبر من الإنصاف".
وحول تاريخ العلاقات الفلسطينية الصينية، أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية عباس زكي، أنها تعود إلى العام 1965 حين اعترفت جمهورية الصين بمنظمة التحرير الفلسطينية، كأول دولة غير عربية، وسبق ذلك إعلانها تأييد حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في التحرر والعودة.
وكانت الصين أول دولة غير عربية توجه دعوة رسمية لرئيس منظمة التحرير لزيارتها، فقام وفد فلسطيني برئاسة الراحل أحمد الشقيري في 17 آذار/ مارس 1965 بزيارة رسمية إلى بكين وأجرى مباحثات مع شوآن لاي رئيس الوزراء الصيني آنذاك.
وأعلن عن تأسس مكتب تمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في بكين في أيار / مايو 1965، وفي 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988 أعلنت جمهورية الصين الشعبية الاعتراف بدولة فلسطين وإقامة علاقات دبلوماسية معها.
وأضاف أن قيام جمهورية الصين الشعبية نتيجة انتصار الثورة الشيوعية عام 1949 برئاسة ماو تسي تونغ، كان بمثابة الهدية للقوى المقهورة وحركات التحرر في العالم، مشيرا إلى دورها البارز في دعم ورعاية حركة "فتح" ومد يد العون لها تنظيمياً وعلمياً، انطلاقاً من تأييدها للكفاح الفلسطيني المسلح ضد الاستعمار.
وقال: "فتح هي حركة التحرر الوحيدة في العالم التي تربطها مع الصين مذكرة تعاون مشترك".
وتابع: "نحن والصين نسير بنفس الاتجاه ومعظم أدبياتنا كانت مشتقة من التجربة الصينية التي نثق بها، والصين التي كانت تعيش الفقر والاضطهاد أصبحت اليوم دولة كبرى تنافس على زعامة العالم".
وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، عباس زكي، على أن الوقت قد حان لتترجم جمهورية الصين الشعبية العلاقات الاستراتيجية لأمل واعد للمستقبل.
وفا
وذكر أن إنهاء الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني هو ما يمنح الصين مصداقية لشعاراتها، وهي تعتبر أن حل القضية الفلسطينية سينهي العذابات في الشرق الأوسط، وتدرك جيداً أن القضية الفلسطينية في وجدان الأمة العربية من المحيط إلى لخليج، وأن تعاظم دورها في الشرق الأوسط لن يكتمل إلا بتحرير فلسطين.