يلجأ الكثيرون إلى تقييد وجبات الطعام التي يتناولونها بقيود صارمة ويمارسون أنواعًا متعددة من التمارين الرياضية إلى جانب استعمال مستحضرات مختلفة من أجل تأخير الشيخوخة.
ولكن العلماء في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة اقترحوا وسيلة جديدة من أجل الحفاظ على معدل الشباب وكبح التقدم في العمر، وذلك من خلال تنفس أقل للأكسجين.
ففي دراسة غريبة أجريت على الفئران، وجد العلماء أن الفئران التي تم الاحتفاظ بها عند نسبة 11% من الأكسجين - أي ما يعادل النسبة الموجودة في جبل إيفرست - عاشت لفترة أطول بنسبة 50% عن نظيرتها التي عاشت في مستوى الأكسجين في البيئة المحيطة.
وقال العلماء إن استنشاق كمية أقل من الأكسجين يمكن أن يقلل من تلف الخلايا ويدفعها إلى التخلص من الأجزاء التالفة وإعادة تدويرها؛ ما يبطئ عملية الشيخوخة.
ولم يكن من الواضح ما إذا كان يمكن تكرار نتائج الدراسة على البشر، لكن الأوراق السابقة أشارت إلى أن البشر الذين يعيشون على ارتفاعات أعلى يعيشون لفترة أطول من أقرانهم.
لكنهم أيضًا أكثر عرضة لخطر انخفاض الوزن عند الولادة وتوقف النمو، وهو ما يقول العلماء إنه قد يكون مدفوعًا بنقص الأكسجين، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها لتقييد الأكسجين في الفئران، استخدم الباحثون القوارض التي وصلت إلى سن الشيخوخة بسرعة، وتم تقسيمها لمجموعتين في مستويات أكسجين مختلفة، حتى وفاتها.
وأظهرت النتائج أن الفئران التي تعيش في مستويات الأكسجين المحيطة عاشت ما مجموعه 15.7 أسبوع في المتوسط. لكن تلك التي تعرضت لمستويات أكسجين محدودة عاشت نحو 8 أسابيع أطول حتى 23.6 أسبوع.
ويأمل الباحثون الآن في اختبار تقييد الأكسجين وطول العمر لدعم نتائجهم، ربما في حيوانات أخرى.
ونقلت الصحيفة عن روجر روبرتس أخصائي أمراض الرئة الذي قاد الدراسة، قوله: "من السابق لأوانه التكهن بتأثير هذه النتائج على شيخوخة الإنسان".
وأضاف: "لكن هناك العديد من القرائن المثيرة للاهتمام من الأبحاث الوبائية التي تفيد بأن العيش على ارتفاعات عالية حيث يكون تركيز الأكسجين أقل قد يزيد من متوسط العمر ويقلل من عبء الأمراض المرتبطة بالعمر".
وتشمل قيود الدراسة أنه تم إجراؤها على الفئران بدلًا من البشر، وأن التعرّض المنخفض للأكسجين قد يكون ضروريًّا منذ سن مبكرة لإحداث التأثيرات.