هل سيتم حل الكنيست الإسرائيلي والذهاب إلى انتخابات مبكرة؟

الأحد 21 مايو 2023 05:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل سيتم حل الكنيست الإسرائيلي والذهاب إلى انتخابات مبكرة؟



القدس المحتلة/سما/

ذكر تقرير عبري، اليوم الأحد، أن الأسبوع الجاري سوف يكون مصيريًا بالنسبة للائتلاف الحكومي الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، بسبب الخلافات الحادة بشأن الموازنة العامة 2023-2024.

وبحسب التقرير الذي نشره موقع "واللا" العبري، "يتحتم على الكنيست التصويت هذا الأسبوع على ميزانية الدولة 2023-2024، قبل أيام قليلة من الموعد النهائي لذلك في نهاية هذا الشهر".

ولفت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لم يحل لغاية الآن الأزمة مع حزبي "عوتسما يهوديت" برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، و"أغودات إسرائيل" برئاسة وزير الإسكان يتسحاق غولدكنوفبف، أحد أحزاب تحالف "يهدوت هتوراة".

ويقدر الائتلاف الحكومي أن محاولات التفاوض ستستمر حتى اللحظة الأخيرة، وفي النهاية ستتم الموافقة على الميزانية بأغلبية الأصوات.

وقال الموقع، إن "الموعد النهائي للموافقة على الميزانية، هو يوم 29 من الشهر الجاري، وإذا لم تتم الموافقة عليها بحلول ذلك الوقت، فسيتم حل الكنيست تلقائيًا والذهاب إلى انتخابات مبكرة".

وقرر الائتلاف الحكومي بزعامة نتنياهو إجراء التصويت هذا الأسبوع، حتى لا يصل إلى اللحظة الأخيرة في حالة حدوث أزمات. وستفتتح المداولات في الجلسة الكاملة صباح يوم غد الإثنين، ووفقا للتقديرات، سيجرى التصويت النهائي على الميزانية يوم الأربعاء المقبل.


التعليم الديني
وفي هذه المرحلة، يهدد حزب "عوتسما يهوديت"، وأغودات إسرائيل"، وآفي ماعوز من حزب "نعوم"، بعدم دعم الميزانية. حيث يطالب يتسحاق غولدكنوفبف بنصف مليار شيكل إضافي (مليون ونصف المليون دولار) للتعليم الديني، فيما يطالب بن غفير بميزانيات إضافية لوزارة النقب والجليل.

ويطالب الوزيران غولدكنوفبف، ووزير القدس وتراث إسرائيل، مائير برووش، بمبلغ 600 مليون شيكل إضافي للمعاهد الدينية والمؤسسات التعليمية التي تدرس التوراة بشكل جزئي فقط. ومن المتوقع أن يستقيل أحدهما من الحكومة في بداية الأسبوع إذا لم يتم حل الأزمة بشأن موازنة الدولة، وبالتالي، سيكون لـ "أغودات إسرائيل" أربعة أعضاء كنيست، وسيكون بإمكانهم التصويت ضد الميزانية وتهديد سلامة الائتلاف الحكومي.

وقال أعضاء كبار في "أغودات إسرائيل"، إن "مكتب رئيس الوزراء يجري محادثات معهم منذ نهاية الأسبوع في محاولة لحل الأزمة المحيطة بالميزانية، وإنه تم إحراز بعض التقدم".

وأضافوا أن "إمكانية استقالة أحد الوزراء ما زالت مطروحة على جدول الأعمال، وسيكون بالإمكان تنفيذها يوم غد الإثنين على أبعد تقدير، بحيث تصبح نافذة، وسيكون للوزير الذي سيستقيل وقت للعودة إلى مجلس الوزراء".

وسوف يجري الكنيست التصويت النهائي على الميزانية، يوم الأربعاء المقبل، نظرًا لحقيقة أن الاستقالة ستدخل حيز التنفيذ في غضون 48 ساعة.

في غضون ذلك، امتنع حزبا "شاس"، و"ديغال هتوراة" عن الانضمام إلى معركة "أغودات إسرائيل"، ورفضا مطالب غولدكنوفبف.

وزارة النقب والجليل
وتتمثل الأزمة الثانية مع بن غفير الذي يطالب بميزانية إضافية لوزارة النقب والجليل برئاسة الوزير يتسحاق فيسرلاوف. وفي اجتماعهم الأخير في الكنيست الأسبوع الماضي، اتهم بن غفير نتنياهو قائلا "أنت لا تحافظ على كلمتك". مذكّرا إياه بمحادثتهما عشية تشكيل الحكومة.

الهوية القومية اليهودية
واندلعت أزمة ثالثة يوم الجمعة الماضي، أمام عضو الكنيست آفي ماعوز. حيث أعلن الأخير أنه سيصوت ضد الميزانية إذا لم تتم الموافقة على ميزانية هيئة الهوية القومية اليهودية.

وأوضح ماعوز، أن "هذا يعني أن الائتلاف سوف يتقلص إلى 63 عضو كنيست فقط".

وأخيرا سيتعين على نتنياهو محاولة حل هذه الأزمات التي تعصف بائتلافه الحكومي في اليومين المقبلين. وفقًا للتقديرات، ستتم الموافقة على الميزانية، لكن التهديدات عشية الموافقة على الميزانية وسلوك بعض شركاء التحالف، قد تؤثر أيضًا على سلوكها في المستقبل.

نتنياهو يطالب وزراءه بتأييد الميزانية

وطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، شركاءه في الائتلاف بتأييد ميزانية الدولة لدى التصويت عليها في الكنيست، بعد غد، وذلك في ظل أزمة داخلية وتهديد أحزاب في الائتلاف بمقاطعة التصويت أو التصويت ضد الميزانية. وأضاف أن "الكفاح من أجل وحدة القدس لم ينته".

وقال نتنياهو في بداية اجتماع حكومته، المنعقد في أنفاق باحة حائط البراق في القدس المحتلة، إنه "من أجل استمرار وجود الحكومة القومية، علينا تمرير ميزانية الدولة. وتعالت دائما نقاشات في الدقيقة الأخيرة، وأنا مقتنع أننا سنتغلب عليها". وتابع موجها كلامه "للخصوم" أنه "لا تطوروا توقعات (حيال سقوط الحكومة) لأن أملكم سيخيب".

وتطرق نتنياهو إلى خطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي. وقال إن "أبو مازن قال في الأمم المتحدة إنه لا توجد علاقة بين الشعب اليهودي وجبل الهيكل (المسجد الأقصى) وأن القدس الشرقية هي جزء من السلطة الفلسطينية. وألفت انتباهه إلى أننا نعقد اجتماع الحكومة عن سفح جبل الهيكل، وأن الشعب اليهودي كان هنا قبل 3000 سنة. والعلاقة العميقة بين الشعب اليهودي والقدس لا مثيل لها. والقدس كانت عاصمتنا قبل لندن وفرنسا وواشنطن".


وتابع أن "الكفاح من أجل وحدة القدس لم ينته، واضطررنا إلى صد ضغوط تطالب بتقسيم القدس. ونحن تصرفنا بشكل مختلف، ليس فقط أننا لم نقسم، وإنما بنيناها ووسعناها. وأفتخر بأن الحكومات تقود توسيعا في جميع أنحاء غربها وشرقها من أجل جميع سكانها" على حد زعمه.

واعتبر أنه "جلبنا اعترافا أميركيا ونقل سفارات وهذا سيستمر. ولم ينته العمل، وما زال هناك من يريد تقسيم القدس، وهناك غير المستعدين للكفاح من أجلها. والمعسكر القومي فقط يحافظ على القدس مثلما نحافظ على أمننا. ومن أجل ذلك علينا الحفاظ على الحكومة".

وبحسب نتنياهو، "قبل سنة أنزلت شابتان علم إسرائيل وكان التخوف أن يعتدي الفلسطينيون عليهما. وصُدمنا مثل كثيرين آخرين، وتعهدنا ونفذنا إعادة الأمن القومي. وفعلنا ذلك بواسطة مسيرة الأعلام وعملية درع وسهم العسكرية (العدوان الأخير على غزة)".


وكرر نتنياهو أن "علينا الحفاظ على الحكومة، ومن أجل ذلك علينا تمرير الميزانية. ودائما توجد نقاشات لكنني مقتنع بأننا سنتغلب عليها. ونحن نمرر ميزانية مسؤولة، وأحد أهدافها مساواة الظروف بين ولد علماني وولد متدين. ولا ينبغي أن يسمع أحد أقوال التحريض أو أن يرى الكاريكاتوريات المنسوخة عن دعاية معادية للسامية. ونجحنا بدمج الوسط الحريدي في سوق العمل وهكذا سنستمر بالقيام في ذلك".


ورغم المعارضة للميزانية من داخل الحكومة، إلا أن نتنياهو اعتبر أن "أي دعاية كاذبة لن تمنعنا من تمرير الميزانية. والحكومة ستستكمل ولايتها، وفي الأيام القريبة سنجسر على الفجوات ونستمر بالعمل معا. وستصادق الحكومة على ميزانيات للقدس".